أظهرت دراسة كندية حديثة أن النساء اللاتي يتناولن مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، قد يعرضن أطفالهن لخطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري في مرحلة الطفولة. وربط الباحثون بجامعة «ماكماستر» الكندية بين استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أثناء الحمل، وخطر إصابة الأطفال بالسمنة والسكري. وقال أليسون هولواي أستاذ أمراض النساء والتوليد في جامعة ماكماستر ورئيس فريق البحث، إن هناك علاقة وطيدة بين السمنة وداء السكري الآخذ في الارتفاع لدى الأطفال، لأسباب تتعلق بنمط الحياة وتوافر الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وانخفاض النشاط البدني. وأضاف أن تناول الأمهات لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل قد يكون أيضاً عاملاً مساهماً في انتشار السمنة ومرض السكري لدى الأطفال. وأكد هولواى أنهم وجدوا من خلال المتابعة، أن مضادات الاكتئاب تزيد من دهون الكبد لدى السيدات الحوامل، وتنتقل البدانة لأطفالهن بعد ذلك بسبب اضطرابات التمثيل الغذائي، والتي تعد أخطر الأسباب المؤدية إلى إصابة الأطفال بمرض السكري. وأشار إلى أن الدراسة لا تلزم النساء بتجنب تناول مضادات الاكتئاب خلال فترة الحمل، إلا أنه من الأفضل أن يتناولن مضادات اكتئاب لا تزيد نسبة الدهون على الكبد، لتجنب الأخطار السابقة. إلى ذلك أظهرت دراسة أخرى أن تناول الحامل وجبات الطعام بشكل منتظم أمام التلفزيون يزيد احتمالات إصابة أطفالها بالبدانة. وأوضحت الدراسة أن النساء الحوامل اللاتي يتناولن وجبات الطعام أثناء الحمل عرضة أكثر خمس مرات لإرضاع أطفالهن أثناء مشاهدة التلفزيون، مما قد يعتاد هؤلاء الأطفال الصغار فيما بعد على تناول وجباتهم أمام التلفزيون، طبقاً لما ورد بموقع "هيلث داى". وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام التلفزيون، خاصةً أثناء تناول الطعام، معرضون لخطر الإصابة بزيادة الوزن والسمنة. وقالت الدكتورة مارى جو ميسيتو مؤلفة الدراسة، إن الأطفال قبل سن المدرسة من الذين يشاهدون التلفزيون أثناء تناول وجبات الطعام، يؤدي ذلك لقلة إحساسهم بالشبع، فضلاً عن استهلاكهم لأكبر قدر من السعرات الحرارية. ونصحت ميسيتو بمشاهدة التلفزيون أقل من ساعتين يومياً خلال فترة الحمل، كما أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتجنب تعرض الأطفال تحت سن العامين للتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، أما الأطفال فوق العامين فمن المفضل أن يقتصر تعرضهم لأي من وسائل الإعلام على ساعة أو ساعتين يومياً. يذكر أن العديد من الأطباء يشددون أيضا على شدد على الخطأ الفادح في مقولة بعض السيدات كبار السن بأن الحامل لابد أن تأكل ل»فردين»، وذلك لأنه يسبب زيادة الوزن خلال فترة الحمل، كما يؤثر سلباً على صحة ووزن الطفل، ويعرضه لخطر السمنة مدى الحياة، فضلاً عن أمراض القلب والسكر. فقد أظهرت نتائج دراسة ألمانية حديثة أن ازدياد وزن الأم بشدة خلال فترة الحمل يرفع خطر معاناة طفلها من زيادة الوزن والسمنة في مراحل عمرية لاحقة. ولتفادي ذلك يشدد خبراء التغذية على أهمية أن تتبع الحامل نظاما غذائيا غنيا بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة. وأجرى الدراسة مستشفى ميونيخ الجامعي، إذ قام الباحثون بقياس وزن 6837 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمسة وستة أعوام في عمر الالتحاق بالمدرسة، وقاموا بمقارنة هذه البيانات مع بيانات كتيب المتابعة الخاص بفحص حالة أمهاتهم خلال فترة الحمل. وتوصل الباحثون إلى أن 13% تقريبا من الأطفال الذين ازدادت أوزان أمهاتهم بشكل كبير خلال فترة الحمل يعانون هم أيضا من زيادة الوزن، وأن أكثر من 17% من هؤلاء الأطفال يعانون من زيادة كبيرة في محيط الخصر بالنسبة لعمرهم. صحيح أن الحامل تحتاج لكم أكبر من السعرات الحرارية كي يتسنى للجنين النمو والتطور على نحو سليم، لكن خبراء التغذية يؤكدون أن هذا لا يعني تناول الطعام بلا حساب، إذ يبدأ احتياجها لمزيد من السعرات الحرارية مع الثلث الثاني من الحمل وبمقدار 250 سعرا حراريا فقط، أي ما يعادل ثمرة تفاح متوسطة الحجم أو مائتي غرام من الزبادي. وبشكل عام، يشدد خبراء التغذية على أهمية أن تتبع الحامل نظاما غذائيا غنيا بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة. تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن بدانة الأطفال أضحت إحدى أخطر المشكلات الصحية في القرن الحادي والعشرين، وتتخذ هذه المشكلة أبعاداً عالمية حيث تنتشر بالعديد من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ولاسيما المناطق الحضرية منها. وأضافت المنظمة أن معدلات انتشار تلك الظاهرة شهدت زيادة بشكل مريع، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الأطفال الذين يعانون من فرط الوزن تجاوز في عام 2010 حوالي 42 مليون نسمة على الصعيد العالمي، بينهم نحو 35 مليون طفلاً يعيشون في البلدان النامية.