هولندا «تكتسح» إسبانيا بخماسية تاريخية تمكن المنتخب الهولندي من تحقيق ثأره من نظيره الاسباني حامل اللقب واذله 5-1 يوم الجمعة الماضي بملعب «أرينا فونتي نوفا» في سالفادور دي باهيا وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من الدور الأول بكأس العالم البرازيل. وكان المنتخبان الأوروبيان وصلا في مونديال 2010 إلى المباراة النهائية وخرج «لا فوريا روخا» فائزا بهدف سجله أندريس إنييستا في الشوط الإضافي الثاني، مانحا بلاده لقبها العالمي الأول لتضيفه إلى لقب كأس أمم أوروبا 2008 ثم ألحقه بلقب قاري ثان في 2012. لكن إسبانيا استهلت مسعاها لرباعية أسطورية بطريقة مخيبة ومذلة تماما إذ تلقت شباكها 5 أهداف أو أكثر للمرة الأولى منذ خسارتها أمام اسكتلندا 2-6 في يونيو 1963. وأرسل المنتخب الهولندي الذي يبحث عن تتويجه الأول بعد أن سقط في المتر الأخير ثلاث مرات أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين عامي 1974 و1978 ثم اسبانيا في 2010، رسالة قوية جدا إلى جميع منافسيه بأنه سيكون الرقم الصعب جدا في البرازيل التي كانت للمفارقة صاحبة اكبر فوز على إسبانيا في كأس العالم (6-1) عام 1950. وحافظت هولندا في هذه المباراة التاريخية على سجلها المميز في المباريات الافتتاحية حيث لم تخسر منذ 76 عاما وتحديدا منذ مونديال 1938 حين سقطت أمام تشيكوسلوفاكيا 0-3 بعد التمديد، علما بان اسبانيا خسرت مباراتها الافتتاحية قبل أربعة أعوام ضد سويسرا (0-1). وتدين هولندا بفوزها التاريخي الذي تحقق بعد أن كانت متخلفة بضربة جزاء لتشابي ألونسو (د 27)، إلى الثنائي روبن فان بيرسي وآريين روبن إذ سجل كل منهما ثنائية. وبدأ الطرفان اللقاء باندفاع بدني كبير دون تركيز في التمرير والانطلاقات الهجومية وكاد منتخب «الطواحين» أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 8 عندما أخطأ الإسبان في منتصف الملعب تقريبا فخطف روبن الكرة ومررها في ظهر الدفاع لشنايدر الذي انطلق بها وانفرد بكاسياس لكن الأخير تعملق وأنقذ فريقه. ورد الإسبان في الدقيقة 10 بتسديدة بعيدة من انييستا علت عارضة الحارس يسبر سيليسين، ثم حصلوا على فرصة أخرى في الدقيقة 13 عبر كوستا الذي وصلته الكرة في الجهة اليسرى لكنه تأخر في التسديد ما سمح لرون فلار بالتدخل في الوقت المناسب لقطع الطريق عليه. ونجح «لا فوريا روخا» في الوصول الى الشباك الهولندية في الدقيقة 27 عندما انتزع كوستا ضربة جزاء من ستيفان دي فري إثر تمريرة بينية رائعة من تشافي، فانبرى لها تشابي ألونسو وسددها بنجاح على يمين الحارس الهولندي. وكان رجال دل بوسكي قريبين جدا من إضافة هدف ثان قبل استراحة الشوطين بعد تمريرة بينية رائعة من إنييستا إلى دافيد سيلفا الذي تقدم بالكرة في الجهة اليسرى وحاول أن يلعبها «ساقطة» فوق الحارس الهولندي لكن الأخير تألق وأنقذ فريقه (43). ودفعت اسبانيا ثمن هذه الفرصة الذهبية لان رجال فان غال أدركوا التعادل بعد دقيقة فقط إثر تمريرة عرضية من الجهة اليسرى فوصلت الكرة إلى القائد فان بيرسي الذي طار لها وحولها برأسه في الشباك، مستغلا تقدم كاسياس. وحاول ابطال العالم استعادة تقدمهم مع بداية الشوط الثاني بتسديدة بعيدة من إنييستا تمكن الحارس الهولندي من صدها على دفعتين (49). وجاء الرد الهولندي مثمرا بهدف رائع لروبن في الدقيقة 53 بعدما وصلته الكرة من تمريرة مميزة أخرى لبليند فسيطر عليها ببراعة على حدود المنطقة ثم تلاعب بجيرار بيكيه قبل أن يسددها فتحولت بعض الشيء من سيرخيو راموس وسكنت شباك كاسياس. وشعر دل بوسكي بحراجة الموقف فزج بتوريس بدلا من دييغو كوستا وببدرو رودريغيز بدلا من تشابي ألونسو (63) سعيا خلف التعادل على اقله لكن الهدف جاء من الجهة المقابلة عبر دو فري الذي ارتقى عاليا اثر ضربة حرة من الجهة اليسرى نفذها شنايدر وحول الكرة برأسه من زاوية ضيقة في الشباك بمساعدة فان بيرسي الذي ضايق كثيرا كاسياس وحرمه من الوصول إلى الكرة (64). وحصل الهولنديون على فرصة اخرى لتعميق جراح إسبانيا لكن كاسياس وقف هذه المرة في وجه تسديدة بعيدة من فان بيرسي (69) الذي عوض هذه الفرصة وأكمل مذلة الإسبان بهدف ثان له، مستفيدا من خطأ فادح لحارس ريال مدريد، فخطفها مهاجم يونايتد واودعها الشباك الخالية (72). وحاولت إسبانيا تخفيف وقع الهزيمة وحصلوا على فرصة من ضربة حرة لراموس لكن محاولته مرت قريبة من القائم (75)، وجاء الرد الهولندي قاسيا بهدف ثان لروبن وخامس إثر انطلاقة صاروخية لجناح بايرن ميونيخ الالماني تلاعب براموس وكاسياس قبل ان يودع الكرة في الشباك (80).