ريال مدريد ينتزع «لا ديسيما» من يدي أتلتيكو بنهائي «النور» قلب ريال مدريد الطاولة على جاره اللدود أتلتيكو مدريد وحقق أخيرا وبعد 12 عاما من الانتظار حلم «لا ديسيما» وتوج باللقب العاشر في تاريخه (رقم قياسي) والأول منذ 2002 بالفوز عليه 4-1 بعد التمديد (الوقت الاصلي 1-1) أول أمس السبت في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب «دا لوش» في لشبونة. ويدين ريال بفكه صيامه عن الألقاب إلى سيرخيو راموس الذي أدرك له التعادل 1-1 في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للوقت الأصلي بعد أن افتتح الأوروغوياني دييغو غودين التسجيل للجار اللدود في الدقيقة 36. وفي الشوطين الإضافيين انهار أتلتيكو ما سمح لجاره بتسجيل ثلاثة أهداف عبر الويلزي غاريث بايل (110) والبرازيلي مارسيلو (118) والبرتغالي كريستيانو رونالدو (120 من ضربة جزاء) الذي عزز رقم القياسي من حيث عدد الأهداف في المسابقة خلال موسم واحد بتسجيله هدفه السابع عشر. وهذه المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي انطلقت قبل 59 عاما يتواجه فيها فريقان من نفس المدينة في المباراة النهائية، لكنها المرة الخامسة التي تجمع فيها مباراة اللقب بين فريقين من البلد ذاته وسبق لريال بالذات أن اختبر التواجه مع فريق اسباني آخر وذلك عام 2000 وخرج فائزا أيضا على فالنسيا 3-0، محرزا لقبه الثامن قبل أن يضيف التاسع في 2002 على حساب باير ليفركوزن الألماني. ونجح الايطالي كارلو أنشيلوتي في تحقيق ما عجز عنه 10 مدربين آخرين منذ الفوز الأخير عام 2002، بينهم مواطنه فابيو كابيلو والبرتغالي جوزيه مورينيو والتشيلي مانويل بيليغريني، وفك صيام النادي الملكي الذي وصل إلى النهائي الثالث عشر له في المسابقة بعدما جرد بايرن ميونيخ الألماني من اللقب باكتساحه في نصف النهائي بنتيجة إجمالية 5-0. وعادل مدرب ميلان ويوفنتوس الإيطاليين وتشيلسي الإنجليزي وباري سان جرمان السابق الرقم القياسي المسجل باسم المدرب البريطاني بوب بايزلي من حيث عدد الألقاب (3 مرات) التي أحرزها في دوري أبطال أوروبا. ومن جهته، فشل المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو دييغو سيميوني في قيادة النادي الثاني للعاصمة إلى اللقب الأول له في المسابقة التي وصل إلى مباراتها النهائية مرة واحدة سابقا عام 1974 حين خسر أمام بايرن ميونيخ الألماني. كما فشل سيميوني في إحراز جميع الألقاب الكبرى الممكنة مع أتلتيكو في ثلاثة مواسم فقط، إذ سبق أن توج معه بلقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» وكأس اسبانيا والدوري. ولم تكن موقعة السبت المواجهة القارية الأولى بين الجارين اللدودين، إذ سبق أن تواجها في الدور نصف النهائي من المسابقة ذاتها موسم 1958-1959، ففاز ريال ذهابا على أرضه 2-1 وأتلتيكو إيابا 1-0، ما اضطرهما إلى خوض مباراة فاصلة أقيمت في سرقسطة وخرج ريال فائزا 2-1 بفضل هدف سجله الأسطورة المجرية فيرينك بوشكاش قبل ثلاث دقائق على نهاية الشوط الأول، واضعا فريقه في النهائي للموسم الرابع على التوالي. وهي المواجهة الخامسة بين الفريقين هذا الموسم، الأولى كانت في الدوري حيث فاز أتلتيكو في «سانتياغو برنابيو» بهدف سجله دييغو كوستا والثانية والثالثة في نصف نهائي مسابقة الكأس حين فاز ريال بمباراتي الذهاب والإياب بنتيجة إجمالية 5-0، قبل أن يتعادلا 2-2 في المرحلة ال 26 من الدوري. وبدأ ريال مدريد الذي افتقد تشابي ألونسو للإيقاف، اللقاء بإشراك الفرنسي كريم بنزيمة أساسيا بعدما كان الشك يحوم حوله بسبب الإصابة التي أبعدت المدافع البرتغالي بيبي، فيما كانت المفاجأة في الجهة المقابلة بمشاركة دييغو كوستا منذ البداية رغم الإصابة التي تعرض لها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي وأجبرته على ترك مباراة فريقه المصيرية مع برشلونة بعد دقائق معدودة على بدايتها. لكن مغامرة سيميوني بكوستا لم تكن في مكانها إذ اضطر اللاعب البرازيلي الأصل إلى ترك أرضية الملعب مجددا بعد دقائق معدودة على انطلاقها بسبب الأوجاع تاركا مكانه لادريان لوبيز (9). وبدا الحذر واضحا منذ بداية اللقاء حيث عجز أي من الفريقين عن تهديد مرمى الآخر بشكل فعلي مع بعض الأفضلية لريال خصوصا في الهجمات المرتدة والكرات الحرة التي كادت أن تثمر عن هدف في الدقيقة 27 لرونالدو لكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا كان في المكان المناسب. وكاد البرازيلي تياغو أن يهدي ريال هدف التقدم عندما مرر الكرة بالخطإ إلى الويلزي غاريث بايل الذي توغل بها من خارج المنطقة ثم واجه كورتوا، لكنه سددها بجانب القائم الأيمن (32). وجاء رد أتلتيكو مثمرا وإثر ركنية عبر المدافع الأوروغوياني دييغو غودين الذي وصلته الكرة من تمريرة رأسية من خارج المنطقة عبر خوان فران فارتقى لها وتفوق على الألماني سامي خضيرة وحولها برأسه في الشباك, مستفيدا من التقدم الخاطئ للحارس إيكر كاسياس الذي حاول تدارك الموقف لكن الكرة كانت تجاوزت خط المرمى (36). وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ومع بداية الثاني كان رونالدو قريبا من إدراك التعادل بضربة حرة لكن كورتوا تألق وأبعد الكرة من تحت العارضة (54). واستلم اتلتيكو الدفة في المباراة وحاصر جاره في منطقته دون أن يتمكن من تعزيز تقدمه بهدف ثان وكاد أن يدفع الثمن في الدقيقة 62 لو تمكن رونالدو بنزيمة من تحويل عرضية سيرخيو راموس داخل الشباك إلا أن الأول لم يصيبها برأسه بالشكل المناسب فيما لم يصل إليها الثاني بقدمه. وحصل ريال على فرصة أخرى من البديل إيسكو الذي دخل بدلا من خضيرة في الدقيقة 59، بعد أن وصلته الكرة على حدود المنطقة بتمريرة من بنزيمة لكنه سددها بجانب القائم الأيمن (64) وأتبعها بايل بتسديدة صاروخية من حدود المنطقة مرت قريبة من القائم الأيسر (73). وحصل بايل على فرصة أخرى في الدقيقة 78 عندما توغل في الجهة اليسرى وواجه كورتوا لكنه سدد الكرة بجانب القائم الأيسر. وواصل ريال ضغطه في الدقائق الأخيرة سعيا خلف هدف التعادل لكن دفاع أتلتيكو استبسل في منطقته وسد الطريق بين جاره الملكي والشباك، وعندما اعتقد أنه قد حسم اللقاء لمصلحته قال راموس كلمته في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بكرة رأسية صاروخية وضعها على يمين كورتوا إثر ركنية من الجهة اليمنى نفذها الكرواتي لوكا مودريتش. واحتكم بعدها الطرفان إلى التمديد الذي بدأه ريال بشكل أفضل بكثير من جاره بفضل الأفضلية المعنوية التي حققها من هدف التعادل القاتل إلا انه لم يتمكن من الوصول مجددا إلى شباك كورتوا الذي تألق في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الأول بوقوفه في وجه رأسية للفرنسي رافايل فاران إثر ركنية من الأرجنتيني أنخيل دي ماريا. وبدا أتلتيكو مهزوزا أيضا في بداية الشوط الإضافي الثاني ما سمح لريال في فرض هيمنته وكان قريبا من خطف التقدم بتسديدة بعيدة من مودريتش، لكن كورتوا تعامل معها بالشكل المناسب (108). وكاد غودين ان يفعلها مجددا بكرة رأسية أيضا إثر ضربة ثابتة، لكن كاسياس كان متيقظا هذه المرة (109). وجاء رد ريال مثمرا وقاسيا إثر توغل لدي ماريا من الجهة اليسرى وبعد خطإ في تشتيت الكرة من الدفاع فسدد الأرجنتيني الكرة، لكن كورتوا صدها دون أن يبعد الخطر لتصل إلى بايل الذي تابعها برأسه في الشباك (110). وكاد ريال أن يدفع ثمن خروج خاطئ آخر من كاسياس لكن البرازيلي تياغو لم يستفد من الفرصة وأطاح بالكرة فوق العارضة (114)، ثم وجه البرازيلي البديل مارسليو الضربة القاضية لرجال سيميوني بتسجيله الهدف الثالث بكرة أطلقها من حدود المنطقة وعجز كورتوا عن صدها بالشكل المناسب (118)، ثم اختتم رونالدو اللقاء بهدفه السابع عشر هذا الموسم من ركلة جزاء انتزعها من تياغو في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.