أحرز ريال مدريد الكأس العاشرة في تاريخه بمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم إثر فوزه في النهائي على جاره أتلتيكو 4-1 في لشبونة. وانتهى اللقاء في وقته الرسمي بالتعادل (1-1) قبل أن يسحق النادي الملكي منافسه خلال الوقت الإضافي ويسجل ثلاثة أهداف كاملة ليحسم المواجهة 4-1 لصالحه. كانت الرياح تهب على لشبونة ظهر السبت من دون أن يعرف أحد إن كانت تنذر بعاصفة ريال مدريد أو ثورة أتلتيكو. فكان الجواب في المساء عندما فاز النادي الملكي بالكأس العاشرة في تاريخه في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد انتصار كبير 4-1 ارتسمت ملامحه في الوقت الإضافي لمواجهة قوية مثيرة شيقة تخللتها صدامات وبعض الاشتباكات بين لاعبي الطرفين. وكان أتلتيكو فعلا ثار ضد جاره وغريمه مدة 95 دقيقة، وتقدم عليه في النتيجة بفضل هدف سجله دييغو غودين في الدقيقة 36 مستغلا خطأ في دفاع الريال وخروجا غير موفق للحارس الأسطورة إيكر كاسياس. وسارت ثورة "الكولنتشونيروس" حتى وقت متأخر جدا، وكان الجميع ينتظر صافرة النهائية إلى أن جاءت ضربة رأسية شديدة نفذها المدافع سيرجيو راموس وأسكن بها الكرة شباك الحارس البلجيكي العملاق تيبو كورتوا (1.93 م). وتخلطت أوراق المدرب دييغو سيميوني ولاعبيه، ونال منهم التعب لينهاروا كليا في الوقت الإضافي، فيما رجال المدرب كارلو أنتشيلوتي انتابهم شعور بأن الكأس العاشرة قد اقترب بخطى سريعة بعد أن فرتهم وقتا طويلا. فسجل الويلزي غاريث بايل هدفا ثانيا إثر عمل كبير قام به الأرجنتيني دي ماريا على الجناح الأيمن (د 110) ثم عمق البرازيلي مارسيلو جراح أتلتيكو بعد عمل فردي أبهر الزميل والمنافس على حد سواء، فختم ابن لشبونة المدلل وقائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو المهرجان بهدف رابع بركلة جزاء (120) لينتهي العرس بفوز ساحق يبدو سهلا ولكنه صعبا للغاية. وإذا كان أتلتيكو قبل انطلاق المباراة الفريق الوحيد في نسخة 2013/2014 من دوري الأبطال الذي لم يذق مرارة الخسارة، فذلك لم يكن بوجه الصدفة وإنما يعود لصلابة الفريق وتمسكه وثقته الشديدة بقدراته. وعانى منافسه ريال مدريد الأمرين على "ملعب النور" أمام جمهور قدر عدده ب 60 ألفا، بحيث أن لا رونالدو ولا بايل ولا بنزيمة تركوا انطباعا بأنهم سيستعيدون التوازن بعد تسجيل غودين هدف أتلتيكو. ولم يحصل ذلك لا في نهاية الشوط الأول عندما اقتربوا من التسجيل عن طريق بايل وبدا مستحيلا في الشوط الثاني عندما خلقوا فرصا عديدة أهدروها واحدة تلو الأخرى. بالعكس، فإن أتلتيكو ظل متماسكا متحكما في أعصابه، مؤمنا بانتصار قريب سيأتي ويزيح من الأذهان خيبة نهائي 1974 الذي خسره أمام بايرن ميونيخ. وكاد يكون له الفوز لو لم يسدد راموس هذه الضربة برأسه، لتبدأ العاصفة التي كانت رياح لشبونة تنذر بها ظهرا. وبات ريال مدريد على هرم القارة الأوروبية مضيفا لقبا وكأسا ستزيد من مجده لا محال. وبات مدربه كارلو أنتشيلوتي ثاني مدرب يفوز بدوري الأبطال ثلاث مرات بعد مدرب ليفربول السابق بوب بيسلي في سنوات 1977 و1978 و1981، آخرها أمام ريال مدريد. وكان أنتشيلوتي فاز باللقب في 2003 و2007 مع ميلان. وبات كريستيانو رونالدو أفضل هداف بالمنافسة في موسم واحد حيث سجل 17 هدفا، وها هو على بعد ثلاثة أهداف من الرقم القياسي الذي بحوزة لاعب ريال مدريد السابق راوول (71 هدفا). أما دييغو سيميوني فلم يصبح ثالث مدرب غير أوروبي يفوز بالمسابقة بعد مواطنيه لويس كارنيليا وإلينيو إيريررا، ولكنه دخل بلا شك حلقة المدربين الواعدين والذين سيرتفع سهمهم في سوق الانتقالات الصيفية.