ندوة حول «أسئلة المتوسط» تسلط الضوء على المخاضات والإشكالات التي عرفتها المجتمعات المتوسطية تتواصل فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة، بالناظور بين عروض الأفلام والندوات الفكرية، وقد أكد المشاركون في ندوة حول «أسئلة المتوسط»، نظمت يوم الثلاثاء الماضي، على ضرورة فسح المجال أكثر أمام شباب حوض المتوسط للتعبير عن تطلعاته والمساهمة في بناء مستقبل بلدانه. واعتبر المشاركون في الندوة ، التي نظمت في إطار الدورة الثالثة للمهرجان، أن الحركات الاحتجاجية التي تعرفها بعض بلدان حوض المتوسط تعكس حالة شباب يعيش في ظل الهشاشة والتخوف من المستقبل ويتطلع إلى العيش في كرامة. وحسب المشاركين فإن البلدان المتوسطية تمر منذ بضع سنين من «مرحلة انتقالية صعبة تتميز بالبحث عن الديمقراطية ووضعها موضع تساؤل»، مبرزين أن الديمقراطية مفهوم وتصور يحتاج إلى مدة كافية لاستكمال البناء، ولكن ليس بالطول الذي يعتقده البعض في ظل تطور تقنيات الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي التي تسرع مسلسلات التغيير. وحث المتدخلون أيضا على إدماج الثقافة الديمقراطية وأسسها في المؤسسات التعليمية لضمان ترسيخها وتفادي أي انزلاق، مشيرين إلى أن الحكومات الحالية مدعوة للإستجابة للمطالب الإجتماعية المشروعة للمواطنين. وقد تمحورت أشغال هذه الندوة، التي نظمها مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، حول أربعة محاور هي «الثورات بين الأمس واليوم : الاستمرارية ، القطيعة والتحولات» و»رسم خريطة الثورات في البحر الأبيض المتوسط : أين ، كيف ولماذا ؟ « و «بعد ثلاث سنوات :هل حان الوقت التقييم ؟ « و»ثورات البحر الأبيض المتوسط بعيون أجنبية». وكان عبد السلام الصديقي، رئيس الدورة الثالثة للمهرجان، قد اعتبر عشية انطلاق التظاهرة أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة المساهمة ثقافيا في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المنطقة، ودعم المجتمع المدني الذي يشتغل في المجال الثقافي، معتبرا أنه حان الوقت للقيام ب»نهضة ثقافية في مجتمعنا لننخرط بصفة تلقائية وجماعية في المجتمع الحداثي الديمقراطي الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس». وأضاف الصديقي، أن هذه الدورة ستكون مناسبة للعديد من المثقفين والفاعلين السياسيين والحقوقيين والجمعويين ببلدان حوض المتوسط لتسليط الضوء على المخاضات والإشكالات التي عرفتها ضفتا المتوسط في السنين الأخيرة، كما أن الأفلام التي ستعرض على مدار أيام المهرجان ستحاول معالجة هذه الإشكالات بطريقة سينمائية. من جانبه، قال عبد السلام بوطيب، مدير المهرجان ورئيس مركز الذاكرة المشتركة، إن مدينة الناظور أصبحت وفية لموعد سنوي مع الثقافة، ومع الفن السابع الناطق بالصوت والصورة، كما أضحت نقطة التقاء بين الفنانين والمثقفين والفاعلين المدنيين الراغبين في «المساهمة في بناء الأوطان التي يستحقها الناس». وأضاف أن الناظور ستكون، على مدى أسبوع، قبلة للباحثين عن المشاركة في بناء الفضاء المتوسطي الذي يسمح «للناس بالتعبير عن أفكارهم دون خوف من الآخر مهما كانت التباينات والمسافات»، كما أنها ستتيح للمشاركين المساهمة في «التفكير العميق من أجل خلق المتوسط الذي يستحقه المتوسطيون». وفضلا عن الندوات الفكرية التي يعقدها المهرجان فان برنامج هذا الأخير يتضمن في دورته الثالثة، المنظمة من 5 إلى 10 ماي الجاري ، «الماستر كلاس» حول السينما والديمقراطية ، بمشاركة مثقفين وباحثين مغاربة وأجانب ، من بينهم محمد الاشعري ونور الدين الصايل وصلاح الوديع وبلال مرميد والفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية بمصر، بالإضافة الى مانويل روسادو وباولا كارول . كما سيتم على هامش هذه التظاهرة، التي يشارك فيها سينمائيون من مختلف البلدان المتوسطية، تنظيم أمسيات شعرية وموسيقية لفنانين من مختلف الدول المتوسطية، فضلا عن الاحتفاء بموسيقي الفادو البرتغالية والموسيقي الريفية.