الأزمة المالية للفريق تثير تخوفات المرشحين لخلافة أكرم.. يطوي الوداد صفحة موسم آخر في ممارسته، وتتأهب فعالياته للتغيير في مدار التسيير ودخول تجربة جديد بعد التي عاشتها مع عبد الإله أكرم رئيسا منذ سنة 2007، حيث أعلن أكرم نيته في التخلي عن الرئاسة في الجمع العام المرتقب في الصيف القادم. يبدو أن الرجل قد رضخ أخيرا لمغادرة التسيير في الوداد بعد أن واجه في حادث غير مسبوق حملة شرسة موسعة ترمي إلى ترحيله ودفعه لترك كرسي الرئاسة، وهو المسؤول الرياضي الوحيد الذي استهدفته حملة كبيرة شملت الجدران وغيرها بعبارة «إرحل»، ويواجه عبد الإله أكرم معارضة تتسع رقعتها من يوم لآخر، ينخرط فيها حتى أصدقاء الأمس وبعض الذين اشتغلوا معه في محيط المسؤولية، الذين آزروه بالأمس ونوهوا بعمله في بداية المسار، فمنهم من كان يتباهى بمبادراته، خاصة في جلب اللاعبين وتقوية التركيبة في أولى الأيام، ولقبوه آنذاك (أكراموفيتش). الرجل أنهكته المسؤولية وضغوط المعارضين، حيث أعلن رغبته في ترك الرئاسة في الجمع العام القادم، وبرر الرحيل بإيجاد من يعوضه ويكون أهلا للمسؤولية، مضيفا «...الوداد يسيرها الرجال وليس (الرعاوين)...». في المقابل برزت في فضاء المعارضة أسماء أعلنت استعدادها لتحمل المسؤولية، ويتعلق الأمر بالمنخرط إدريس الشرايبي، لكن هذا الأخير الذي لم يخفي قلقه وانتقاده لتسيير «أكرم»، يربط تحمل المسؤولية بضرورة كشف المكتب المسير الحالي وضعية حسابات الفريق، لأنه يرى أن المؤسسة مثقلة بالديون ومواردها ضعيفة وتتراجع باستمرار، كما ينتقد الشرايبي ومن معه عدم الإستقرار في الوداد، والذي برره تعاقب أكثر من 20 مدربا من مدارس وجنسيات مختلفة على تدريب الفريق في الفترة الممتدة بين سنة 2007، وبعض المدربين جروا الفريق إلى التقاضي لدى الإتحاد الدولي (فيفا)، ويطالبون بمستحقات، من بينهم بنيتو فلورو (حوالي 450 مليون سنتيم)، وحمادي رفائيل (حوالي 300 مليون سنتيم)، إضافة إلى ديون أخرى حركها لاعبون يعتبرون الوداد مدينا لهم، من ينهم جمال عليوي (100 مليون سنتيم)، خالد السقاط (100 مليون سنتيم)، يونس منقاري (80 مليون سنتيم)، يوسف القديوي (100 مليون سنتيم)، وفريق اتحاد جدة الذي بدوره ينتظر مستحقات عن انتقال والتحاق اللاعب فابريس أونداما بالوداد وقيمتها حوالي (450 مليون سنتيم)، ومؤسسة «أفاك» عن اللاعب بوبلي أندرسون (حوالي 260 مليون سنتيم)، فحتى الرئيس عبد الإله أكرم بدوره ينتظر مستحقات له من خلال مصاريف عمل تغطيتها لفائدة الوداد، وتتجاوز قيمتها مليار سنتيم. كما تنتظر فرق وطنية مستحقات مالية من الوداد، من بينها فريق المغرب الفاسي عن لاعبه عاطي الله (تعويضات تكوين اللاعب حوالي 300 مليون سنتيم)، وأولميك خريبكة عن اللاعب وليد الكرتي (حوالي 250 مليون سنتيم). أمام هذا الوضع، يرى الراغبون والطامحون في الالتحاق بالتسيير وضمنهم إدريس الشرايبي وعبد الإله المنجرة وآخرون ممن لم يخرجوا بعد ضرورة التعرف على الوضع المالي للوداد قبل تحمل المسؤولية، حيث بدأ في فضاءات الوداديين التداول والتحاور حول مرحلة ما بعد عبد الإله أكرم، وطفت على السطح أسماء رجال الأعمال ومقاولين في مجال العقار والبناء من بينهم إدريس بنهيمة، العنابي، البزيوي، العلالي وغيرهم. فالوداديون يبحثون عن الرئيس رقم 14 في مسار تاريخ الوداد، والفريق يطفي شمعة ميلاده (77 سنة)، في ثامن ماي القادم، حيث وقع الميلاد في سنة 1937، وأمل الوداديين استرجاع أمجاد ضائعة خاصة وأن الفريق استنشق أولى النفحات في حضن الحركة الوطنية والنضال ضد المستعمر من أجل تحرير الوطن، وفي حوزته رضيد محمل بالألقاب قبل وبعد الاستقلال، ففي سنة 2000 كان في الرتبة 12 في ترتيب أندية القرن العشرين، كما نتساءل ماذا يجري في بيت الوداد؟ وهل هي أزمة في المؤسسة؟.