المرأة محرك أساسي لنقل قيم السلام والتسامح واحترام الاختلاف والتنوع قالت رئيسة منتدى «منبر النساء» (ويمنز تريبيون) فتحية بنيس، إن هذا المنتدى الذي تحتضن مدينة الصويرة دورته الخامسة، سينكب على تعميق النقاش حول تعزيز الريادة النسائية في المنطقة المتوسطية وإفريقيا. كما أنه فرصة لانخراط المرأة في الشأن العام من أجل واقع أفضل...أفضل للنساء وبالضرورة أفضل للرجال أيضا، باعتبار أن المرأة شكلت دائما محركا أساسيا لنقل قيم السلام والتسامح واحترام الاختلاف والتنوع عبر العالم، ومن هنا تتأكد أهمية تعزيز دورها في مسلسل تدبير واتخاذ القرار. كان ذلك خلال ندوة صحافية عقدها المنتدى مساء الثلاثاء الماضي بمدينة الدارالبيضاء، للإعلان عن موعد انطلاق الدورة الخامسة من المنتدى في الفترة ما بين 2 و3 ماي القادم بمدينة الصويرة، وعرض برنامجه الذي سيتناول هذه السنة موضوع «الجهوية بصيغة المؤنث». وأوضحت رئيسة المنتدى أن «منبر النساء» يعد فضاء للالتقاء يتمثل الهدف منه في تقوية ريادة النساء العربيات والإفريقيات، باعتبارهن فاعلات في تنمية المجتمع في الوقت الراهن والمستقبل، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وأشارت الى أنه يتوجب على مجمل الفاعلين سواء السياسيين، الاقتصاديين و الاجتماعيين دعم استراتيجية المنتدى بشكل جدي حتى يتسنى للمرأة المساهمة بفعالية في اعطاء قيم إضافية لمجتمعها وتصحيح بعض احكام القيمة المغلوطة التي ما فتئت تحاصرها. وبعد أن توجهت بالشكر لكل الداعمين والشركاء والمتعاطفين أشخاصا ومؤسسات، استعرضت بعض الإنجازات التي راكمتها الدورات السابقة للمنتدى السنوي الذي يهدف بالأساس من خلال أشغال الورشات التي تتخلله إلى أن يصبح فضاء لتقاسم الأفكار والتفكير في إرساء المبادرات المتعلقة على الخصوص بالنهوض بدور النساء وتعزيز مكانتهن، فضلا عن تسليط الضوء على نظرتهن لمجتمعاتهن. كما ذكرت بنيس في هذا السياق، بأن دورة 2010 للمنتدى خرجت بتوصيات أهمها إحداث مرصد للنهوض بالمساواة في الحظوظ والإنصاف. هذا، وستهم النقاشات، التي تمتد على مدى يومين العديد من المحاور سيشارك في إثرائها هذه الدورة عدد من الشخصيات الوطنية والأجنبية، و سيتميز اليوم الاول بنقاشات ستنصب حول النماذج المختلفة لمفهومي اللامركزية والجهوية في التجارب العالمية ما يحيل على سؤال يتعلق بمكانة المرأة داخل هذا النسيج. أما اليوم الثاني فسيعود لمناقشة تميز النموذج الأمريكي للامركزية وكذلك مناقشة السبل الجديدة لمشاركة المرأة انطلاقا من الشبكات التربوية والرياضية. يومان دراسيان سيشكلان فرصة لتبادل الافكار ووجهات النظر بين المشاركين والجمهور وممثلي وسائل الاعلام الحاضرة لتغطية هذا الحدث السنوي المتميز. وتجدر الاشارة الى أن الدورة الخامسة من هذا المنتدى ستعرف مشاركة عدد من الشخصيات النسائية والرجالية في مناصب وزارية وجامعية ومقاولاتية وسياسية، فضلا عن فاعلات وفاعلين في المجتمع المدني من عدد من البلدان ومن المغرب أيضا. وقد تميز مسار منتدى النساء (ويمنز تريبيون) منذ عام 2009 برفع شعار اساسي وهو ضرورة دعم انخراط المرأة في بناء و توطيد النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في بلدانها و بدت جلية الآن وأكثر من أي وقت مضى، ضرورة إيلاء هذه المسألة الكثير من الاهتمام، خصوصا بعد التغييرات الأخيرة التي هزت العديد من المناطق في جنوب حوض المتوسط، حيث ظلت النساء، منذ زمن ليس بالقصير، تطالبن بحقوقهن وحرياتهن. وبدا جليا أيضا ان المرأة في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ومثلها في ذلك النساء في إفريقيا يحتجن بكل تأكيد لفضاء يتشاركنه قصد مناقشة وشرح التجارب المختلفة والمشتركة في هذا الباب، و قد كان هذا بالضبط الغرض من إنشاء منبر النساء، باعتباره توفيرا لمنصة مفتوحة على الجميع، الرجال كما النساء من أجل العمل معا على إيجاد حلول للمشاكل التي قد تواجهها المرأة في سعيها للمطالبة بتحقيق تكافؤ فرص حقيقي. وعلى مدى الدورات الأربع الماضية، استقطب هذا الحدث بالفعل العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية الوازنة من مناطق العالم زمن المغرب، بغاية دعم هذه التعبئة حول مبادرة تروم تسييد مبدأ المصلحة العامة، من خلال المساهمة في تعزيز دور المرأة كفاعل رئيسي في عملية التغيير. *** فتحية بنيس حاصلة على دكتوراه في العلاقات الاقتصادية الدولية، وقد تدرجت فتحية بنيس في سلسلة من المناصب الإدارية العليا في المغرب، مايجعلها نموذجا حقيقيا لقصة نجاح بصيغة المؤنث، فارضة نفسها بقوة في بيئة كانت تقليديا حكرا على الرجال مثل الاقتصاد والمالية. أصبحت أول رئيس تنفيذي «امرأة» ل بورصة الدارالبيضاء إضافة الى ترؤسها للعديد من المؤسسات الأخرى، عضو مؤسس لمنتدى (ويمنز تريبيون) ويعرف عنها نشاطها الكبير في المجال الجمعوي الوطني والدولي، وقد حصلت فتحية بنيس نظرا لمسيرتها المتميزة العديد من الجوائز، بما في ذلك وسام الاستحقاق الوطني للجمهورية الفرنسية من درجة فارس.