السلطات الأمنية تشن حربا على تجارة المخدرات وتعتقل مجموعة من الباعة والمزودين قامت مؤخرا، ولاية الأمن بالجديدة بإتلاف وإحراق عدد من الممنوعات التي سبق أن احتجزتها مختلف السلطات من شرطة ودرك وجمارك. وشملت لائحة المحجوزات المحروقة 345،57 كيلو غراما من مخدر الشيرا، و4،7 غرامات من «كوكاكيين»، و1574 كيلوغراما من مخدر «الكيف»، إضافة إلى154 كيلو غراما من «طابا» و250،63 كيلوغراما من «النفحة» و23445 قرصا مهلوسا، مع 98540 سيجارة مهربة. وكانت فرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة قد شنت خلال الشهرين الأخيرين حربا بلا هوادة على تجار المخدرات، حيث تم توقيف خمسة أشخاص من بينهم المروج الرئيسي المدعو «ع.م» وابن شقيقته وهما من قاطنة البئر الجديد التابع ترابيا لإقليم الجديدة وتقديمهم إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، بعدما ضبطا متلبسين إلى جانب شركاء لهما بمدينة الجديدة كل من «ع.ر» «أ.ب» «ر.ر» بحيازة 700غ من مخدر الشيرا. وفي نفس السياق، تمكنت عناصر فرقة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض واعتقال مجموعة من الأشخاص بتهم تدخل في مجال المتاجرة في المخدرات بكل أنواعها، ومن بين هؤلاء المعتقلين أشخاص مبحوث عنهم منذ مدة في جرائم وجنح سبق وأن ارتكبوها، سواء من قبل الشرطة القضائية الإقليمية أو من طرف مصالح أمنية خارجية تابعة لأزمور، وذلك بعدما تمكنت من توقيف الملقب ب «البطيوي» بجوار مقهى الحارثي بحي السعادة وبحوزته 25 غراما من مخدر الشيرا،هذا الأخير الذي كان مبحوثا عنه من طرف الضابطة القضائية بأزمور بتهم الاتجار في المخدرات والضرب والجرح المؤدي إلى عاهة مستديمة. وفي نفس الإطار، وضعت الفرقة الأمنية لمحاربة المخدرات بالجديدة يدها على شقيقين يمارسان الاتجار في المخدرات ب «الحفرة» بأزمور وبحوزتهما 500 غراما من مخدر الشيرا، كما اعتقلت شقيقين آخرين بحي السعادة يقومان بترويج المخدرات حيث ضبطت بحوزتهما 120 غراما من مخدر الشيرا. ومن جهة أخرى، تمكنت عناصر الدرك الملكي بسيدي بوزيد خلال نهاية الأسبوع الماضي من توقيف «الكوبية والقاسمي» أحد اكبر مروجي للمخدرات بمنطقة جماعة مولاي عبد الله. بعد أن تلقى مركز الدرك الملكي بسيدي بوزيد إخبارية تفيد بتواجد شخص بدوار القواسمة التابعة لجماعة مولاي عبد الله يتاجر في المخدرات والكيف ومادة طابا، حيث انتقل عدد من رجال الدرك في دورية متنقلة إلى عين المكان ليتمكنوا من إلقاء القبض على الملقب ب «القاسمي»، متلبسا ببيع المخدرات للزبائن، من بينهم تلاميذ قاصرين، وقد جرى توقيفه وبحوزته كمية هامة من المخدرات بلغت 1 كلغراما من مخدر الشيرا، و75 كلغراما من الكيف إلى جانب 20 كلغراما من مخدر طابا. ويعد اعتقال «القاسمي» صيدا ثمينا بالنسبة للدرك الملكي كون المتهم كان مسجلا خطير ومبحوثا بموجب مذكرة بحث محلية ووطنية. وفي نفس السياق، استطاعت نفس الفرقة من اعتقال تاجر مخدرات آخر يلقب ب «الكوبية» بدوار الحداودة التابعة لجماعة مولاي عبد الله وبحوزته 15 كلغراما من الكيف وطابا مع حيازته لنصف كلغراما من مخدر الشيرا، وكان يستعد لترويجها بمنطقة دوار الحداودة. وقد تمت هذه العمليات الأمنية، بعد الحملة التمشيطية الواسعة النطاق التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية في مختلف نواحي وأحياء المدينة التي استفحلت بها مؤخرا، بعض العمليات الإجرامية المتنوعة التي خلقت الرعب والخوف في أوساط ساكنة بعض الأحياء ونشطت فيها تجارة الممنوعات بشكل يدعو إلى القلق والخوف، حيث قادت هذه الحملة إلى سقوط العديد من العصابات في يد الشرطة التي تمكنت عناصرها خلال عملية التمشيط من إيقاف واعتقال مجموعة أشخاص بتهمة الاتجار في المخدرات، وهم مبحوث عنهم بموجب مساطر مرجعية في هذا الجانب. هذا، وقد ساهمت الحملة في التقليص من ارتفاع معدل الجريمة واستفحال تجارة الممنوعات من مشروبات كحولية ومخدرات بشتى أنواعها التي تخرب عقول الشباب وتدفعهم إلى الانحراف والقيام بأفعال إجرامية خطيرة تهدد أمن واستقرار الساكنة. وحسب المتتبعين للشأن المحلي، فإن سبب ارتفاع نسبة البطالة بالجديدة وخاصة في صفوف الشباب، هو انعدام فرص الشغل الناتجة عن غياب سياسة تنموية شاملة لدى المسؤولين بالإقليم وبالبلدية، تهم جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتقليص من نسبة الفقر الذي أصبحت تعاني منه كثيرا ساكنة مدينة تحتضن أكبر مجمع صناعي للجرف الأصفر على المستوى القاري، وتداعياته المتمثلة في انتشار ظاهرة بيع واستهلاك المخدرات من نوع «القرقوبي»، لاسيما، بالمؤسسات التعليمية الأمر الذي جعل عدد من الفاعلين الجمعويين يدقون ناقوس الخطر ودفع السلطات الأمنية من بلورة مخططات لوقف هذا النزيف، سواء بالتحسيس داخل هذه المؤسسات إلى جانب تنظيم دوريات أمن استطاعت من خلالها ضبط عدد من مروجي هذه السموم بين صفوف التلاميذ.