تظاهرة مواطنة تحتفي بمهنة التمثيل يقوم الفنان الكوميدي سعيد الناصري، بتنظيم حدث فني كبير مساء يومه الخميس بأحد فنادق الدارالبيضاء، تحت اسم «ليلة نجوم الشاشة»، وهو حفل ينطوي على كثير من الدلالات الثقافية والرمزية، والمعاني التي تنتصر لقيم التضامن والتكافل بين الفنانين، خصوصا وأنه يصادف الاحتفال باليوم العالمي للمسرح (27 مارس). ومن المؤكد أن هذا الحفل الذي ستتخلله فرجات فنية غنائية وكوميدية، وستحضره شخصيات من عالم السياسة والاقتصاد والمجتمع، فضلا عن نخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، سيشهد نجاحا مرتقبا بالنظر إلى طبيعة أهدافه ونوعية الخلفية الاجتماعية والتضامنية والاعتبارية التي يستند عليها.. وينهض الكونسيبت العام لهذه المبادرة التي أقدم عليها الممثل والمنتج سعيد الناصري، على فكرة نبيلة تتجلى في القيام بتتويج سنوي لفنانين مغاربة بلقب أفضل ممثلة وممثل انطلاقا من الأعمال الدرامية التي قدموها خلال الموسم السابق سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية بعد مشاهدة الأشرطة المرشحة للمعاينة والمنافسة من قبل لجنة مختصة ومستقلة، حيث سيتم منح الممثلات والممثلين المتوجين إلى جانب درع التكريم جوائز مادية أو مالية هامة تعكس أحد أهم أهداف الحفل وهو حماية وتعزيز الوضع الاعتباري للفنان المغربي وسط مجتمعه وشعبه، بعيدا عن ثقافة الاستجداء وخطاب البؤس الذي يروجه بعض ضعاف النفوس، والذي لا تبرره، بأي حال من الأحوال، هشاشة الأوضاع الاجتماعية التي يعيشها بعض الفنانين.. ولعل النمط الاقتصادي الذي اختاره سعيد الناصري بذكاء لتدبير هذا الحدث يؤكد هذا المسعى الهام، ذلك أن صاحب المبادرة يلح على أن تكون المشاركة والحضور مؤدى عنهما عن طريق شراء تذاكر الولوج للحفل من قبل الراغبين في تناول وجبة عشاء مع فناني المغرب والاستمتاع بلحظات فنية مشوقة وساحرة بين نجوم ومشاهير المغرب، بالإضافة إلى تعبئة موارد مالية أخرى من مدعمين ومستشهرين سواء من القطاع العام أو القطاع الخاص، ضمانا لاستقلالية المبادرة من أي جهة أو طرف، وضمانا كذلك لتقوية وتثمين فعل التكريم والتتويج بما يليق والقيمة الاعتبارية والرمزية للفنان. ومن ضمن الإشارات القوية لهذه المبادرة المواطنة أن سعيد الناصري حرص على أن يكون لكل دورة عراب يتبناها ويرعاها، ووقع الاختيار هذه السنة على الممثلة المتألقة الفنانة نعيمة المشرقي لتتولى مهمة عرابة التظاهرة، لما تحمله هذه الأيقونة من تاريخ زاخر بالعطاءات الإبداعية المتنورة، وريادة في مجال الدراما المغربية، ولما تتصف به من سمعة مهنية وأخلاقية وحس وطني عميق وإسهام نشيط في نسيج المجتمع المدني، وتمرسها على القيادة والمشاركة في حملات تحسيسية وتوعوية وتضامنية لفائدة الشباب والنساء والطفولة في عديد من المحطات.. وتمكنها من تمثل قيم العمل التطوعي والتضامني الذي دأبت على الانخراط فيه بتلقائية ودينامية، في المدن والقرى، في السجون والمستشفيات ودور الأيتام، وقدرتها على التجاوب والتفاعل مع كل الاستغاثات.. وإذا كان هذا العمل الذي يقوم به الفنان سعيد الناصري يسعى لتحقيق أهداف سامية من أجل الاعتراف بمكانة وموقع الفنان في المجتمع، ومن أجل تثمين عمله الإبداعي الذي ينجزه بتفان ونكران الذات، فإن ثمة هدفا آخر قد يكون مسكوتا عنه يقودنا سياق هذا الحفل إلى استنباطه، ولعله يتمثل في الرغبة في إثارة انتباه الدولة والمجتمع السياسي والمدني والفاعل الاقتصادي إلى ضرورة اتخاذ مبادرة أشمل تحتضن في طياتها تصورا وطنيا ومواطنا كبيرا وضخما لدعم ومساندة الفنون بمختلف التعبيرات الثقافية المغربية ورعاية وحماية أصحابها ومبدعيها من الفنانات والفنانين باعتبارهم صناع المخيال الشعبي ومهندسي الفرجة الدرامية بشتى تلاوينها. من هنا، لا يسعنا إلا أن نهنئ الفنان سعيد الناصري ونقول له برافو، لقد أبدعت وتألقت وأضاء نجمك سماء التضامن والعمل الجاد، في ليلة النجوم وما بعدها.