السكان يرتدون أقنعة واقية في انتظار تدخل السلطات خرجت مدينة القنيطرة، أمس، عن بكرة أبيها، لتنظم أكبر موجة استياء بالأقنعة ضد تقاعس المسؤولين عن مواجهة كارثة بيئية عمرت طويلا وألحقت أبلغ الأضرار بصحة السكان، لاسيما الأشخاص الذي يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي. نساء ورجال، صبية وشباب وشيوخ، اتحدوا في صوت واحد تلبية لنداء جمعيات المجتمع المدني الحقوقية والبيئية التي سبق لها أن دقت ناقوس الخطر عند بداية انتشار طبقة رقيقة من الغبار الأسود على زجاج نوافذ البيوت وفوق أسطح المنازل التي اكتست حينها لون السواد. وارتفع صوت الجمعيات ذاتها بعد تزايد حجم الغبار، وارتفاع حالات الإصابة بتداعيات الظاهرة التي باتت بالفعل أزمة بيئية لا يوليها المسؤولون كبير اهتمام، رغم إشارة واضحة من جهات معينة أفادت أن مصدر الغبار يكمن في عمليات إحراق تقوم بها بعض الوحدات الصناعية بضواحي المدينة. وهو ما أكده بلاغ توصلت به بيان اليوم من قسم التعاون والاتصال للجماعة الحضرية لمدينة القنيطرة جاء فيه أن اللجنة التقنية المختصة ضبطت، في جولة سابقة، كمية كبيرة من العجلات والأسلاك على مساحة شاسعة بمنطقة الصفاية وتم اعتقال المسؤول وتقديمه للمحكمة المختصة. ويضيف البلاغ أنه بعد هذه العملية، انطلقت عملية الحرق من جديد، ليلا، في مناطق مختلفة. فتم إشعار السلطات المحلية والإقليمية من أجل دعم مجهودات الجماعة في مجال المراقبة، كما تم استدعاء المختبر الوطني للبيئة لمساعدة الجماعة في أخذ قياس المقذوفات الغازية لبعض الوحدات الصناعية بالمدينة. في هذا السياق، قالت رئيسة مصلحة البيئة بالجماعة الحضرية للقنيطرة، خديجة أحيون في تصريح للصحافة، أنه تم إرسال عينة من هذه المقذوفات الغبارية إلى مختبر متخصص تابع لمصالح الدرك الملكي من أجل تحليلها في أفق الوقوف والتأكد من مصدر انبعاثها. وفي انتظار نتائج هذه التحاليل، وما سيترتب عليها من إجراءات تبدد الغبار الأسود في القادم من الأيام، سيضطر سكان القنيطرة إلى مواصلة ارتداع أقنعتهم خارج المنازل والإدارات، وحضر التجول على المصابين بالأمراض التنفسية استجابة لشريط فيديو عممته جمعيات المجتمع المدني والجمعيات البيئية، وتحرص على تحيينه يوميا، حتى بات واسع الانتشار في مدينة الغبار الأسود.