أكثر من 70% من المغاربة سيعيشون في المدن سنة 2025 كشف محمد نبيل بنعبد الله وزير السكنى وسياسة المدينة والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن الحكومة تنكب على ملف إيجاد مدن ملائمة لاحتضان الأعداد المتزايدة من السكان، وتجهيزها بالبنيات التحتية والمرافق الأساسية كالمدارس والمستشفيات والأنشطة المنتجة للثروات. ووصف محمد نبيل بنعبد الله، هذا الملف، في محاضرة ألقاها يوم الجمعة الماضي بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية حول «المدينة والمواطنة»، ب «الحيوي» في ظل توقعات تفيد بأن أكثر من 70 % من المغاربة سيعيشون في المدن في أفق 2025، ما يفرض، يقول المتحدث، «رفع التحديات المتعددة والكبيرة المطروحة في هذا المجال من أجل التوفر على مقومات الاندماج السكاني والحضري وإعداد كافة الوسائل والإمكانيات اللازمة للعيش في ظروف متساوية بين كافة الفئات الاجتماعية». وأبرز بنعبد الله في هذا اللقاء المنظم في إطار الأنشطة الثقافية والتكوينية التي تقوم بها المدرسة، أن التفاوت داخل المجال الحضري من شأنه أن يخلق مشاكل وصراعات بين الفئات السكانية التي «من الممكن تجاوزها بالتفكير في سياسات عمومية بحكامة جيدة للمؤهلات التي تزخر بها البلاد والمتمثلة على الخصوص في الموارد البشرية القادرة على إنجاز التنمية وتحويل المدن إلى أقطاب للنمو». وأوضح الوزير أن المغرب عرف منذ عقد التسعينيات من القرن الماضي تغيير نمط التنمية الذي تعزز بقوة في عهد جلالة الملك محمد السادس، من خلال الأوراش المتعددة الكبرى التي شملت عدة قطاعات مرتبطة بالمجال الحضري، مشددا على أن وزارة السكنى مصممة على مواصلة مرافقة هذه الجهود عبر سياسة النهوض بالمدينة، خاصة في ظل توقعات تفيد بأن «الفضاء الحضري الذي سيشكل نسبة 2 بالمائة من أصل مساحة تصل إلى 75 ألف كيلومتر مربع، بحاجة إلى تغيير جذري يسمح للمواطنات والمواطنين بالعيش داخل مدن، صغيرة كانت أو كبيرة الحجم، تتوفر على تجهيزات ومؤهلات حقيقية للحياة. وفي هذا السياق، قال بنعبد الله، موجها كلامه إلى الطلبة المهندسين إن «البلاد تعول على مواردها البشرية وخاصة عليكم أنتم المهندسون والأطر العليا لإنجاز المشاريع والنهوض بالأوراش الكبرى ومواكبة حسن تدبير سياسة المدينة». ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عموم المهندسات والمهندسين، وعبرهم كافة الشباب المغربي، إلى الأخذ بعين الاعتبار التراكمات الإيجابية التي تم تحقيقها، مشيرا إلى أن «الفضاء السياسي أو الاقتصادي ليس هو نفسه الذي كان سائدا خلال ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، وأن ما تحقق اليوم يعود الفضل فيه إلى مناضلات ومناضلين أوفياء لبلدهم، ضحوا بالغالي والنفيس من أجل بلوغ ما نحن بصدده اليوم». وشدد نبيل بنعبد الله، في هذا الإطار، على أن القناعات التي يعبر عنها مناضلو ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية بوضوح اليوم كما الأمس، تروم الدفع في اتجاه «تطور البلاد وبناء مؤسسات ديمقراطية واقتصادية تكون قادرة على إنتاج الخيرات والتوزيع العادل لها»، مشددا على أن «مدرسة حزب الكتاب تفتح على الدوام آمالا وآفاقا أمام الشعب المغربي بقولها الحقيقة كما هي، وعدم الالتفات إلى المعاكسات والمضايقات من أي جهة كانت، وتمد يدها للشباب صانع المستقبل والقوة المحركة للأوراش»، وذلك ما يفتح، يضيف المتحدث «الآفاق لهذا الشباب من أجل الانخراط في العمل السياسي، ويمنحه القناعة الكاملة بأن التغيير ممكن». وفي عتاب للطبقة السياسية المغربية التي اعتبرها مسؤولة عن عزوف الشباب عن العمل السياسي، وردا على أسئلة طلبة المدرسة الحسنية للمهندسين، قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إن النقاشات التي تغطي المشهد السياسي اليوم، لا تليق بالمجتمع المغربي وانتظاراته، ولا تتسم بالروح الوطنية التي يتعين أن تكون حاضرة لدى كل فاعل سياسي»، مشيرا إلى أن مثل هذا الجدل وهذه الخطابات التي وصفها ب «اللامسؤولة»، تعد من بين الأسباب الرئيسية لانصراف الشباب عن الفعل السياسي وفقدان الثقة في العملية السياسية والديمقراطية برمتها.