ست مؤلفات مغربية ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب ما فتئ الإنتاج الإبداعي والنقدي المغربي يفرض حضوره في المحافل الدولية ويحظى بالتتويج؛ فبعد جائزة البوكر العالمية للرواية التي كانت لجنة تحكيمها قد أهلت ثلاث روايات مغربية إلى لائحتها القصيرة، بنسبة أكبر من جل الدول المشاركة في هذه المسابقة الأدبية الكبيرة؛ ها هو المنتوج المغربي في حقل النقد هذه المرة، يؤكد قوته وفرادته عبر انتقاء ست مؤلفات وضمها إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب الخاصة بفرع الدراسات النقدية، وهي جائزة رفيعة، تشهد منافسة شديدة من طرف قطاع واسع من الباحثين والنقاد عبر ربوع العالم، والأعمال المغربية المنتقاة هي: «نظرية التأويل التقابلي، مقدمات لمعرفة بديلة بالنص والخطاب» لمحمد بازي، و»سيرورات التأويل، من الهرموسيّة إلى السيميائيات» لسعيد بنكراد ، و»تدوين الفُرجة المسرحية» لفهد الكغاظ ، و»الفتنة والآخر، أنساق الغيريّة في السرد العربي» لشرف الدين مجدولين، و»علبة السرد، النظرية السرديّة: من التقليد إلى التأسيس» لعبد الرحيم جيران، و»الإنسان وانسجام الكون، سيميائيات الحكي الشّعبي» لمحمد حجو. وتشتمل الجائزة على فروع أخرى، هي: التنمية وبناء الدولة، أدب الطفل والناشئة، التأليف الشاب، الترجمة، الآداب. وأوضحت إدارة الجائزة أن من الأهداف التي أنشئت من أجلها: «تقدير المفكِّرين والباحثين والأدباء الذين قدَّموا إسهامات جليلة وإضافات وابتكارات في الفكر واللغة والأدب والعلوم الاجتماعية وفي ثقافة العصر الحديث ومعارفه. وتقدير الشَّخصيات الفاعلة التي قدَمت إنجازات متميزة على المستويين؛ العربي أو العالمي، وتعريف القارئ بتلك الإنجازات، وربطه بالتجارب الإبداعية، وبالمنجزات الفكرية الجديدة والفاعلة. وتقدير الدور الحضاري البنّاء الذي يقوم به المترجمون، والمتمثل في إثراء الثقافات والآداب، وتعزيز الحوار بين الحضارات. بناء روح التقارب بين الأمم. تشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم على البحث، وخلق روح التنافس الإيجابي في هذا القطاع الحيوي الفاعل الذي يمثل حاضر الأمة ومستقبلها. تشجيع المؤسسات والهيئات ومراكز البحوث ودور النشر العربية وغير العربية المتميزة التي تحتفي بالكتاب، وتصدر عن مشروع حضاري وثقافي، وتقدِّم الإبداع، وتنشر ثقافة الاستنارة، وتعزِّز القيم الإنسانية القائمة على الحوار والتسامح. تشجيع أدب الأطفال والناشئة، الذي يسعى إلى الارتقاء بثقافة هذه الشريحة المهمة في المجتمع، وبذائقتهم الجمالية، ويبني هويتهم الحضارية على التفاعل الخلاق بين الماضي والحاضر. تقدير المفكِّرين والباحثين الذين يكتبون باللغات الأخرى من المهتمين بالثقافة والحضارة والمعارف والعلوم والمجتمعات العربية عبر التاريخ». هذا الحضور اللافت الذي يسجله الإنتاج الأدبي والفكري المغربي خارج الحدود، منذ العقدين الأخيرين على الأقل، ساهم في تكسير تلك القولة الجاهزة التي ظل يلوكها بعض المشارقة وهي أن «لبنان تنتج ومصر تطبع والمغرب يقرأ»؛ فلم يعد يشكل المشرق محور الثقافة في العالم العربي، كما أن المغرب لم يعد يمثل هامش هذه الثقافة، وهذا الأمر بات ملموسا، حيث أن أبرز دور النشر هناك، صارت تتهافت على نشر إنتاجنا الفكري والإبداعي، وصار هذا الإنتاج يحظى بتقدير خاص من لدن القراء المشارقة، وينال الجوائز الدولية الرفيعة. مع ذلك، ما تزال هناك بعض الإكراهات تواجه الكتاب المغربي، يأتي على رأسها التوزيع خارج الحدود، حيث لا يكاد يتم الترويج لإنتاجنا سوى في المعارض التي تحتضنها بعض العواصم، مما يحتم على المسؤولين حل هذه المعضلة، من خلال الإعفاء من الضرائب المفروضة على الكتاب أو تخفيضها على الأقل، إلى جانب توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع العديد من دور النشر والتوزيع الأجنبية، حتى نتمكن من إيصال الكتاب المغربي إلى قطاع أوسع من القراء، الذين لا شك أنهم يتلهفون للاطلاع عليه واقتنائه.