وسط إحدى أشهر الساحات الشعبية بالدار البيضاء، ساحة السراغنة، والمفتوحة على أحياء ودروب درب السلطان العريقة بالحياة الصاخبة... وسط كل هذا وبين خيمات الكتبيين انعقد في نهاية الأسبوع لقاء حول اختلالات المشهد الثقافي بالمغرب والذي أشرفت عليه الهيئة التحضيرية المصغرة للمرصد المغربي للثقافة، هذا اللقاء الذي استقطب العديد من المتتبعين للشأن الثقافي. وقد نسق أشغال هذا اللقاء شعيب حليفي. الذي قدم ورقة عن المرصد وسياق التفكير فيه، مؤكدا أن فكرة المرصد نابعة من قيمة الاحتجاج؛ وتتمثل في موقف المثقف من السياسة الثقافية والتدبير الثقافي بالمغرب عموما. مؤكدا أن المرصد جاء ضد سياسة ثقافية، وليس ضد شخص بعينه، أو جهة معينة. وقد تولد عن أسباب موضوعية؛ تمثلت في فشل الوزارة في تدبير الشأن الثقافي. وكخير مثال على ذلك هو وضع الكتاب المغربي وسوء توزيعه، ناهيك عن المركزية الثقافية المتمثلة فيما اسماه بتقسيم المثقفين إلى فئتين المركز والهامش. لذلك دعا المرصد إلى مقاطعة كل أنشطة وزارة الثقافة. وبين أن الهدف من هذا اللقاء هو فتح حوار مثمر سيكون في خدمة الثقافة والمثقفين بالمغرب. وأيضا فرصة لالتقاط أفكار مثمرة يمكن أن تغني التصورحول المرصد للتقوية من فعاليته. أما رشيد الإدريسي فقد أكد أن هذا اللقاء يدخل في إطار سلسلة يعقدها المرصد بالبيضاء وخارجها، مؤكدا أن المرصد ما زال فكرة افتراضية، كان لها صدى طيبا في عدة منابر إعلامية بالمغرب وخارجه، وثمن ردود الفعل الايجابية التي رحبت بفكرة المرصد. وأكد أن من أهداف المرصد خلق حوار بين المثقف والوزارة، وإثراء الحقل الثقافي، وإطلاق سياسة ثقافية جديدة تعيد للهم الثقافي مكانته الاعتبارية، وتغيير تصورنا عن الثقافة التي ليست حصرا على جهة بعينها، والتشديد على أن يكون للوزارة دور ويتمثل في التعريف بالتراث الثقافي المغربي والاهتمام بالثقافة والمثقفين المغاربة. وانطلق جمال بندحمان من مفهوم الثقافة وتساءل عمن هو المثقف؟ وهل تعد المهرجانات التي تنظم بالمغرب مهرجانات ثقافية؟ ومن المسؤول عن التدبير الثقافي بالمغرب؟ وأجاب بأن المسؤول هو وزارة الثقافة بالإضافة إلى قطاعات أخرى كوزارة الداخلية والمجالس الجماعية، ووزارة الأوقاف، ووزارة الشبيبة والرياضة، فهناك نسيج مؤسساتي مسؤول. وأوضح أن المرصد غير تابع لأي جهة معينة، وإنما ميلاد فكرته نابع من سياق معين له أسبابه الموضوعية فرضها التدبير السيئ للشأن الثقافي. هدف المرصد انجاز محاسبة موضوعية بخلفية ثقافية. وأكد أن المبادرة ملك لكل المثقفين المغاربة. وتحدث عبد اللطيف محفوظ عن التباس مفهوم الثقافة، مؤكدا أنها ليست في بلادنا من اختصاص وزارة الثقافة، بل هناك عدة قطاعات فاعلة في هذا الشأن. ثم تحدث عن مشكلة النشر في المغرب ومشكلة توزيع الكتاب بالمغرب، مشيرا إلى أن الكتاب المغربي غير موزع، لا داخل المغرب ولا خارجه، وذلك ناتج عن غياب استراتيجية للكتاب والقراءة ببلادنا.++ وشدد على أن من بين مسؤوليات وزارة الثقافة هو القيام بدور الموزع وتيسير تداول الكتاب، وقدم نماذج لعمل وزارات الثقافة في بلدان عربية، مصر مثلا. وتحدث من مشكلة الجائزة التي تتمثل في غياب معايير لشروط منح الجائزة وبين اختلالاتها. وأكد في الختام أن المرصد هو تفكير في علاقة الوزارة بالثقافة ومسؤولياتها عن القراءة وأمام العقل المغربي وتنميته.