لاعبون رجاويون خاضوا دقائق معدودة بمونديال الأندية وحصدوا الملايين خلق فريق الرجاء البيضاوي الحدث في منافسات كأس العالم للأندية، فبلوغه النهاية يعتبر إنجازا كبيرا وغير مسبوق في كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية، حيث تابعنا ما أحدثه وقع الحدث في المجتمع الرياضي والمغربي عامة، خاصة في حضور جلالة الملك محمد السادس، وترأسه حفل النهاية، محمسا الفريق ومحفزا فعاليته والجماهير المؤثثة للفضاء في مراكش. والآن، بعد إسدال الستار على التظاهرة العالمية والاحتفالات التي رافقت تألق الفريق الأخضر، كان لابد من قراءة ما أفرزه هذا الحدث وما حمل من رسائل ودلالات في الوطن وفي الرياضة الوطنية التي ارتبطت بالانكسارات منذ مدة، ويبقى الأهم أن الدعم الملكي المجسد والوازن والمشرف، أضفى على المناسبة رونقا وأبرز للجميع أهمية الرياضة والإبداع عامة وأن النتائج الإيجابي في النتائج تسعد الجماهير. حكاية الحدث العالمي تمتد من فوزه بلقب البطولة الاحترافية وتألق الرجاء وتأهله للمشاركة، ممثلا للبلد المضيف، وكان ذلك رهان المكتب المسير رفقة المدرب محمد فاخر، والعمل ضمن برنامج هادف، لكن وقبل أقل من أسبوعين عن انطلاق المنافسات العالمية في أكادير، وعقب تعثر ثان للرجاء أمام الدفاع الحسني الجديدي، وفي اجتماع طارئ، اتخذ المسؤولون قرار الانفصال عن المدرب. ومع القرار برز اسم البديل، التونسي نبيل معلول الذي لم يلتحق مبررا غيابه بالتزامه بعقد مع شبكة «قنوات الجزيرة الرياضية»، حيث تم تعويضه بمواطنه فوزي البنزرتي، وبسرعة انتقل الإداري سعيد بوزرواطة إلى مدينة المونستير ليوقع مع البنزرتي طبقا لما اتفق عليه هذا الأخير مع الرئيس بودريقة، حيث حسم في أمر المدرب في رابع دجنبر، ليلتحق بالدار البيضاء بعد ثلاثة أيام، ومنها إلى أكادير، حيث قاد الفريق في كأس العالم للأندية، وموازاة مع المبادرة تحرك الجدل حول الانفصال عن فاخر في هذه الظرفية. انطلقت الرحلة مقرونة بالتشويق والإثارة والترقب، حيث أخذ الطموح يكبر والأمل يحضر بقوة ومعه الرغبة في انتزاع اللقب بعد تجاوز العقبات الثلاثة الأولى. وقراءة تقنية تكشف أن المدرب التونسي فوزي البنزرتي اعتمد على 18 لاعبا، ثمانية منهم شاركوا في جميع المباريات، وفي التشكيلة الأساسية دون أن يشملهم التغيير، حيث خاض كل منهم 403 دقيقة في اللقاءات الأربعة وهم: خالد العسكري، زكرياء الهاشمي، عادل كروشي، محمد أولحاج، إسماعيل بلمعلم، كوكو، عصام الراقي ومحسن متولي. وعشرة لاعبين شملهم التغيير، في مقدمتهم، شمس الدين الشطيبي (245 دقيقة)، عبد الإله الحافيظي (330 دقيقة) محسن ياجور (264 دقيقة)، فيفيان مابيدي (152 دقيقة)، ياسين الصالحي (39 دقيقة)، إدريس كوليبالي (20 دقيقة)، رشيد السليماني (15 دقيقة)، بدر كشاني (4 دقائق) وأحمد الرحماني (دقيقتان). وجمع فريق الرجاء خمس إنذارات وجهها حكام المباريات إلى اللاعبين إسماعيل بلمعلم، خالد العسكري، عادل كروشي، محمد أولحاج ورشيد السليماني، كما أدى فريق الرجاء مبلغ عشرة آلاف فرنك سويسري مقابل الإنذار الذي تلقاه اللاعب إسماعيل بلمعلم في المباراة الأولى، حيث تم إخباره بالذعيرة من لدن اللجنة المعنية في جهاز الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ولم يتوصل بعد بمراسلة في موضوع الإنذارات الأربعة الأخرى. وفي مجال التحفيز المالي، وفي غياب قيمة المنح الخاصة بكأس العالم في سلم المكافآت المعتمد في فريق الرجاء، فقد اجتهد الرئيس بودريقة ومن معه، وخصصوا مبلغ 40 ألف درهم لكل لاعب، منحة الفوز في اللقاء الأول، حيث ارتفعت القيمة عقب المباراة الثانية لتبلغ 70 ألف درهم، حيث تحولت في المقابلة الثالثة إلى 150 ألف درهم لكل لاعب عن المسار العالمي. كما انضافت على هذا المبلغ الهبة الملكية وقيمتها 25 مليون سنتيم لكل لاعب، بذلك يحصل كل لاعب على ما يناهز 51 مليون سنتيم، كما استفاد المدرب من مبلغ 77 مليون سنتيم، ضمنها الهبة الملكية (25 مليون سنتيم)، حيث لم يستثن من الهبة الملكية حتى الإداريون والمؤطرون وكذا المكلف بالأمتعة محمد رحيمي (يوعري). واستفاد الفريق من التفاتة ملكية هامة تتمثل في قطعة أرضية مساحتها سبع هكتارات، سيحدث بها أكاديمية، فهذه الهبة الملكية ستحل للرجاء مشكلا كبيرا ظل يؤرق مسيريه وجماهيره منذ مدة. إنه درس كبير للجميع، يبين أن في البلاد مواهب وطاقات رياضية، وأن الكرة الوطنية التي عانت الانكسارات قادرة على التألق، وأن الجمهور الرياضي سيكون حاضرا أينما وجدت المتعة الكروية، ويبين أيضا أن المغرب الرياضي له موقع في العالم.