أكد ديريك بلامبلي، المنسّق الخاص لشؤون الأممالمتحدة في لبنان، أن جزءا من عمله يشمل الاعتراض على الخروقات الإسرائيلية المستمرة للأجواء اللبنانية بواسطة الطيران الحربي الإسرائيلي، رغم أن هذا التصرف الإسرائيلي يتعارض مع القرار الدولي رقم 1701، وأنه يبحث هذه التجاوزات بشكل جدي، بالإضافة إلى غيرها من التجاوزات، باستمرار مع الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أنه يمثله في لبنان وأن الأمين العام بان كي مون يدرك أهميتها. كما أشار بلامبلي، في ندوة نظمها «برنامج الأممالمتحدة في العالم العربي» في الجامعة الأميركية في بيروت، بعنوان «الأممالمتحدة في لبنان، القرار 1701 وأزمات المنطقة»، بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة، أنه يبحث أيضا مع الأمين العام قضايا متعلقة بمزارع شبعا والخروقات الأرضية والمشاكل الحدودية بين لبنان وإسرائيل، كلما برزت مثل هذه الأمور ميدانيا، وأن «اليونيفيل» (قوات حفظ السلام الأممية المتواجدة في جنوبلبنان) «تعاملت وتتعامل بشكل فعّال مع هذه المشاكل وقد نجحت في تجنب الاشتباكات حولها». وكان أحد الأساتذة في الجامعة الأميركية قد سأله سؤالا نال تصفيقا حادا من الحضور من الطلاب والأساتذة وضيوف الجامعة قال فيه: « كلنا نؤيد الأممالمتحدة والدور الفاعل الذي تقوم به قوات اليونيفيل في لبنان ولكن مصداقية دور الأممالمتحدة، تُطرح حولها التساؤلات، عندما تخترق إسرائيل الأجواء اللبنانية باستمرار وقد فعلت ذلك مئات المرات في السنوات الأخيرة ونبهت بشأنه مرارا وتكرارا من دون أن ترتدع، فماذا يقول الأمين العام ومجلس الأمن عندما تبلغونهما بهذه الخروقات؟» أجاب بلامبلي إنه على لبنان أن يستمر بتقديم الشكاوى حول هذا الأمر إلى الأمين العام ومجلس الأمن، ودوره كسفير هو تأكيد التعامل الجدي معها من قبل الأممالمتحدة. وكان بلامبلي قد عبّر عن تأييده لفكرة الحوار بين المجموعات اللبنانية المختلفة حول إستراتيجية دفاعية مشتركة توافق عليها جميع هذه المجموعات. كما قال إن بذل المجهود للتوافق يساهم في اتخاذ لبنان الموقف الموحَّد إزاء قضايا هامة جدًا كالحدود المائية بين لبنان وإسرائيل، ووضع لبنان ما بعد انتهاء الأزمة السورية، ومستقبل مزارع شبعا، مما يحقق التقدم والنمو للبنان في المديين القصير والبعيد. يذكر أن بلامبلي احتل مراكز ديبلوماسية بارزة قبل أن يصبح سفيرا للأمم المتحد في لبنان في 4 فبراير 2012، خلفا لمايكل وليامس، وبين هذه المناصب رئاسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية ومنصب سفير المملكة المتحدة في المملكة العربية السعودية «2000-2003» ومصر (2003-2007) والمشرف على تطبيق اتفاقية السلام بين شطري السودان الشمالي والجنوبي (2008-2011). واعتبر السفير بلامبلي أن علاقة لبنانبالأممالمتحدة تعود إلى فترة طويلة إذ أن لبنان من مؤسسي المنظمة الدولية وواضعي أسسها وشرائعها وأن حوالي 24 مؤسسة تابعة للأمم المتحدة تعمل في لبنان حاليا، بالإضافة إلى وجود المقر الإقليمي ل(الأسكوا) فيه. وأشار إلى مرور سبع سنوات على صدور القرار 1701، الذي صدر في مواكبة وقف القتال في حرب عام 2006 مع إسرائيل. وتمنّى أن يستمر التعاون بين قوات «اليونيفيل» والجهات اللبنانية وألا تؤثر سلبا الأزمة السورية على هذا التعاون، وخصوصا أن بعض القضايا المرتبطة بالقرار 1701 لم يتمّ تناولها بعد، وبالتالي فإن استمرار هذه العلاقة الجيدة مرتبط بعدم حدوث الخضّات والأحداث السلبية. واعتبر أن أبرز قضيتين قد تسببان المشاكل هما استمرار احتلال إسرائيل لمزارع شبعا وعدم التوصل إلى إستراتيجية دفاعية لبنانية مشتركة بين جميع الفئات اللبنانية تضع سلاح حزب الله تحت سلطة الدولة اللبنانية بعد توافق جميع الأطراف. وتمنى أن يحدث ذلك يوما ما وأن ينتشر السلام والازدهار الاقتصادي في لبنان. وأشار إلى أنه يقدم تقارير إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول مجمل هذه المواضيع كل أربعة أشهر، الذي ينقلها بدوره إلى مجلس الأمن، وخصوصا أن الأمن الإقليمي مرتبط بشكل وثيق بما يحدث في لبنان، كما أن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والسلام في سوريا يؤثران على الأوضاع في لبنان. وعبّر عن إعجابه بقدرة لبنان على الاستمرار في موقفه السلمي المحايد إزاء الأزمة السورية طوال السنتين الماضيتين. ونبّه إلى أهمية دعم لبنان مع تزايد عدد اللاجئين إليه من سوريا، من سوريين وفلسطينيين، بحيث أن عدد المسلحين رسميا منهم تجاوز المليون. وقال إن الأممالمتحدة خصصت حتى الساعة 530 مليون دولار لمساعدة هؤلاء اللاجئين، ولكن الضغط على لبنان، في هذا المجال سيستمر مع استمرار الأزمة السورية، وبالتالي لبنان بحاجة إلى المزيد من المساعدات. رويترز