كشف تقرير صدر عن مفوضية الاتحاد الأوربي أن 32 في المائة من البضائع المغشوشة المحجوزة سنة 2009 قدمت من المغرب عن طريق رحلات المسافرين، الشيء الذي يضع المغرب في صدارة بلدان العالم التي تأتي منها البضائع التي تلج منطقة الأورو، وتتعرض للحجز بسبب خرقها قوانين الملكية الفكرية، وفي المرتبة الثانية بعد المغرب تأتي الصين بنسبة تفوق 28 في المائة ثم تركيا 7 في المائة. وفي سياق ذلك، أبرز التقرير الصادر عن سلطات الجمارك والرسوم في المفوضية الأوربية، أنه في الوقت الذي يسهل فيه تحديد وجهات المسافرين الذين يحملون معهم بضائع مغشوشة، فإن يكون من الصعب تحديد مصدر إنتاج هذه البضائع، وتتراوح البضائع المحجوزة بين حقائب اليد والسجائر والملابس وكذلك الأدوية وتجهيزات الهاتف المحمول والأحذية... وتظهر الجداول الإحصائية لعمليات البضائع المهربة التي جرى حجزها أن نسبة 9,49 في المائة من الإكسسوارات الشخصية التي صودرت في النقطة الحدودية الأوربية كانت بحوزة مسافرين قادمين من المغرب، وقد قدمت هذه المنتجات على أنها لأغراض تجارية وليست شخصية. وقد أظهرت أرقام رسمية تضاعف الكميات المصادرة من البضائع المقلدة المهربة إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي. حيث ضبطت سلطات الجمارك في دول الاتحاد حوالي 27 138 مليون سلعة سنة 2008، بزيادة بنسبة 125 في المائة عن 79 مليون سلعة في 2007، حسب ما ذكرت المفوضية الأوروبية. وإلى ذلك أيضا، صادرت سلطات الجمارك في الاتحاد الأوربي في العام الماضي نحو 43 ألفا و570 شحنة من المنتوجات المغشوشة، وهو ما يشكل انخفاضا قدره 12 بالمائة مقارنة مع 2008، وعزت المفوضية هذا التراجع، الأول من نوعه بعد مرور 7 سنوات من الارتفاع المطرد في عدد المحجوزات، إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على نشاط التجارة الذي تراجع عالميا بنسبة 10في المائة. وذكر خبير بالمفوضية لدى تقديم بيانات التقرير أنه رغم مواصلة الجمارك الأوربية تكثيف نشاطها للتصدي لنشاط إدخال البضائع المغشوشة، إلا أنها تواجه صعوبات أكثر فأكثر في اكتشاف المنتوجات المغشوشة بفعل حرفية الجهات التي تقف وراء هذه البضائع. وأشار ذات المصدر إلى أن عدد الحملات الجمركية خلال العقد الأخير انتقل من 5000 سنة 1999 إلى 43 ألفا و500 حملة في العام الماضي، وتتصدر ألمانيا دول الاتحاد الأوروبي من حيث مصادرة شحنات البضائع المخالفة لقوانين الملكية الفكرية في سنة 2009، بحيث حجزت برلين ثمانية آلاف و320 شحنة، تليها إيطاليا (خمسة آلاف و190 شحنة)، ثم المجر (أربعة آلاف و40 شحنة)، وبلجيكا (ثلاثة آلاف و700 شحنة)، فيما تأتي إسبانيا في المركز الخامس (ثلاثة آلاف و80 شحنة). وتحتل السجائر أكبر نسبة من المنتوجات التي تمت مصادرتها ب19 بالمائة، تليها منتوجات أخرى متعلقة بالتبغ ب16 بالمائة. وكانت أقراص الكمبيوتر المدمجة، وأقراص الفيديو المدمجة، أكثر السلع المزيفة مع مصادرة 79 مليون قرص، تمثل نسبة 44 في المائة من مجموع السلع المضبوطة. وجاءت بعدها السجائر مشكلة نسبة 23 في المائة من مجموع السلع المضبوطة، تلتها الملابس بنسبة 10 في المائة من الإجمالي.وسجلت أقراص الفيديو المقرصنة اكبر نسبة ارتفاع عن العام الماضي، إذ بلغت نسبة الزيادة في الكميات المضبوط 2600 في المائة مقارنة بعام 2007. فيما زادت الكميات المصادرة من الأدوية المقلدة بنسبة 118 في المائة، وزادت كميات السجائر المزيفة بنسبة 54 في المائة عن العام قبل الماضي. وقالت المفوضية الأوروبية إن الصين تظل المصدر الرئيسي للسلع المقلدة التي تدخل الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 54 في المائة من إجمالي السلع المضبوطة سنة 2008. وتعتبر اندونيسيا المصدر الرئيسي للأغذية والمشروبات المزيفة بينما الإمارات العربية المتحدة هي المصدر الرئيسي للسجائر المقلدة.أما معظم الأدوية المزيفة فتاتي من الهند.