تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، في عدة بلدات وقرى بريف حلب في شمال سورية، فيما تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على مطار منغ العسكري الذي تدور بمحيطه معارك منذ عدة أيام . ويأتي التصعيد في العمليات العسكرية بمحافظة حلب غداة تصريح لمصدر رسمي سوري أكد فيه أن قوات الجيش « تستعد لشن حملة عسكرية في مدينة حلب وريفها « لاستعادة مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون، وذلك بعد استعادة القوات النظامية مدعومة بÜ»حزب الله « اللبناني منذ أيام منطقة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص (وسط) . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ، على موقعه الالكتروني ، « تتعرض بلدة حيان بريف حلب لقصف من قبل القوات النظامية، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا ، كما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على بلدة السفيرة «. وأضاف أن الكتائب المقاتلة استهدفت تمركز القوات النظامية في جبل شويحنة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية ، كما لقي مقاتلان من مسلحي المعارضة مصرعهما وهما من بلدة بسرطون بريف حلب في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط جبل شويحنة ، مشيرا أيضا إلى تعرض محيط بلدة المنصورة لقصف من قبل القوات النظامية مما « أدى لنشوب حرائق في الأراضي الزراعية «. وأكد المرصد أن الاشتباكات العنيفة تجددت بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط مطار منغ العسكري بريف حلب ، وأن أنباء تحدثت عن سيطرة المعارضة المسلحة على مبنى الرادار في المطار، وتسجيل خسائر بشرية في صفوف الطرفين. من جهته، أفاد مصدر رسمي سوري أن وحدات من الجيش تصدت أمس « لمجموعات إرهابية مسلحة حاولت الإعتداء على مطار منغ العسكري والسجن المركزي بحلب وأوقعت العديد من القتلى والمصابين بين صفوفهم ودمرت أدواتهم الإجرامية بينها مدافع هاون ورشاشات ثقيلة « . ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية ( سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن قوات حماية مطار منغ العسكري « تصدت لمحاولة إرهابيين التسلل من الجهة الشرقية والغربية إلى المطار وأوقعتهم قتلى ودمرت لهم مدفع هاون ورشاشات ثقيلة كانوا يستخدمونها في استهداف المطار من قرية عين دقنه ومدرسة منغ « . وأضاف المصدر ذاته أن وحدات أخرى من الجيش قضت على «عدد من إرهابيي جبهة النصرة كانوا يتجمعون قرب مركز البحوث الزراعية وفي قرية العلقمية المجاورين لمطار منغ ودمرت أدوات إجرامهم، كما أòردت في المزارع المحيطة بمنطقة خان العسل العديد من الارهابيين قتلى ، واشتبكت وحدات أخرى مع مجموعات إرهابية مسلحة فى بستان القصر والعامرية بمدينة حلب وألحقت في صفوفها خسائر كبيرة «. وكان مصدر إعلامي سوري قد أكد الأحد أن القوات السورية « بدأت في انتشار كبير في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها «، مشيرا إلى أن الجيش السوري « سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلا عن تقدمه في ريف مدينة حماة (وسط) المتصل بريف حمص» المجاورة . بتزامن مع هذه المعارك، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن تحقيق قوات الرئيس السوري بشار الأسد «إنجازات على الصعيد الميداني» يصعب المساعي من أجل تنظيم مؤتمر دولي للسلام في سوريا وإنجاحه. وقال وزير الخارجية البريطاني إن تأخير عقد مؤتمر «جنيف2» أمر «مقلق ومحبط». وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن «النظام حقق تقدما ميدانيا، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين». وأوضح الوزير البريطاني أن «التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعد على إبراز حل سياسي ودبلوماسي». وكان مقررا عقد مؤتمر «جنيف 2» الذي تم التوافق عليه بين واشنطن وموسكو، خلال شهر حزيران/ يونيو الجاري، لكن بسبب عدم التوافق على قائمة المشاركين في المؤتمر، فإنه لن يعقد قبل تموز/ يوليو. ومن المقرر عقد اجتماع تحضيري جديد في 25 يونيو. وتسود خلافات بين القوى الغربية حول مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف2»، حيث تعارض باريس هذه المشاركة بسبب تورط الإيرانيين في الحرب الدائرة في سوريا منذ مارس عام 2011. ومن جهة أخرى، أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده لم تتخذ قرارا بشأن تسليح مقاتلي المعارضة السورية، إلا أنه أعلن أن البرلمان سيدعى إلى التصويت على هذا الموضوع في حال تم البحث في هذه النقطة. وقال وليام هيغ: «سيحصل تصويت بطريقة أو بأخرى... ليس هناك مسار قائم، لكنني لا أرى لماذا لن يحصل تصويت قبل تنفيذ هذا القرار».