تنفيذا للبرنامج الوطني الخاص بالورشات التكوينية المنظمة لفائدة المؤسسات التعليمية الابتدائية المنخرطة في برنامج «المدارس الإيكولوجية» لموسم الدراسي 2012- 2013 والذي يدخل في إطار الشراكة بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، نظمت النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإفران يوم السبت 16 مارس الماضي ورشة تكوينية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية المنخرطة ببرنامج المدارس الإيكولوجية لموسم 2013/2012. شارك في هذه الورشة التي تميزت بالكلمة الافتتاحية للسيد لحسن الوردي النائب الإقليمي للوزارة بإفران مجموعة من التلاميذ والتلميذات رفقة مؤطريهم الأساتذة منسقي الأندية البيئية لكل من مدرسة بئر أنزران بإفران، مدرسة عبد الكريم الخطابي بأزرو، مركزية م/م ضاية إفراح، مركزية م/م واد مغرة ومدرسة ابن بطوطة بسيدي المخفي. هذا و قد تم التركيز خلال هذه الورشة على عروض نظرية من ضمنها منهجية برنامج «المدارس الإيكولوجية» والتعريف بالبوابة الإلكترونية وتقديم تجربة الشراكة بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ودور الفاعلين التربويين في تنفيذ هذا البرنامج، بالإضافة إلى تقديم بعض نماذج المدارس التي راكمت تجارب أنجزت بنجاح وكذلك ورشات تطبيقية حول أحد محاور البرنامج والمتعلق بموضوع «التقليص من استهلاك الماء والطاقة». هذا وقد نشط فقرات الدورة محمد الدريهم رئيس مكتب التربية البيئية، المنسق الإقليمي للبرنامج، في حين قام بالتأطير كل من مونية بلبكري مكلفة بالمواقع والبوابات الإلكترونية بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، رشيد العتمي عن مشروع البيئة والتنمية المستدامة بوزارة التربية الوطنية، رشيد الزياني عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء - فرع الماء، مصطفى بنضيفي عن المديرية الجهوية للمياه والغابات بمكناس وغفوري رشيد عن المنتزه الوطني لإفران. وتطرق النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بإفران خلال الجلسة الافتتاحية للورشة للدور الكبير الذي تلعبه المدرسة في تربية الناشئة بصفة عامة ودور التربية البيئية في مجال التحسيس والتوعية بأهمية المحافظة على البيئة بالوسط المدرسي، كما توقف عند الدور الكبير الذي تلعبه الشراكة المبرمة بين الوزارة الوصية ومؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة في تكريس مفاهيم التربية البيئية التي تعتمدها هذه الشراكة من خلال إنجاح مجموعة من البرامج داخل المنظومة التعليمية من بينها برنامج المدارس الإيكولوجية منوها بالمناسبة بانخراط 5 مؤسسات تعليمية من الإقليم في هذا البرنامج الطموح لجعل جميع المؤسسات التعليمية المغربية مدارس ايكولوجية. كما أكد على ضرورة حث باقي المؤسسات التعليمية بالإقليم للانخراط في هذا البرنامج, من جهته، أكد رشيد العتمي من مديرية الحياة المدرسية بالوزارة على الدور الذي تلعبه الوزارة بغية ترسيخ السلوكات البيئية الإيجابية لدى الناشئة، مشيرا في كلمته، إلى أن برنامج المدارس الإيكولوجية يدخل ضمن استراتيجية وزارة التربية الوطنية في مجال البيئة والتنمية المستدامة. وتقدمت السيدة مونى بلبكري، ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بعرض حول برنامج المدارس الإيكولوجية، وكيفية الاشتراك فيه، وكذا أهمية مشاركة المدارس الإيكولوجية في المسابقة التي ستنظم على هامش المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية من 09 إلى 14 يونيو القادم بمراكش، بعدها تم تعريف المشاركين بالموقع الإلكتروني للمؤسسة والمدارس الإيكولوجية، بما فيها بوابة المؤطر وبوابة التلميذ، وكذا التعريف بمكونات ملف المؤسسات المنخرطة والخطوات الواجب اتباعها للحصول على الشارة الخضراء. من جهة ثانية، أشار رشيد الزياني، عضو اللجنة الوطنية للتقويم، وممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الشريك والفاعل في البرنامج، إلى أهمية برنامج المدارس الإيكولوجية، مؤكدا استعداده التام لتقديم الدعم والمساعدة التقنية لهذه المؤسسات حتى تحصل على اللواء الأخضر. كما تدخل بنديفي مصطفى الممثل الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، كمؤسسة فاعلة تربطها شراكة مع وزارة التربية الوطنية ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، متطرقا إلى المساعدات الممكنة لتزويد المؤسسات بالمغروسات والدعم التقني، وفق مضمون الشراكة القائمة في هذا الإطار مع تفعيل دور المحمية الوطنية بإفران. مباشرة بعد ذلك تم تقديم عبر جهاز الفيديو نماذج لتجارب بعض المؤسسات الحاصلة على الشارة الخضراء بهدف استفادة المدارس المنخرطة حديثا في هذا البرنامج من تجارب الآخرين. كما استفاد التلاميذ الحاضرون كذلك من ورشة عملية حول موضوع كيفية المحافظة على الماء أطرها ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ليفتح مباشرة بعد ذلك باب النقاش بين مختلف الحاضرين، حيث طرحت عدة تساؤلات من طرف منسقي النوادي البيئية، تخص الصعوبات التي يعرفها تفعيل البرنامج، وتمت الإجابة عليها من طرف المؤطرين كل حسب اختصاصه، في حين أبدى تلاميذ وتلميذات المدارس الحاضرة اهتماما وحماسا كبيرين للانخراط في البرنامج، وحرصهم ورغبتهم في التتويج والحصول على اللواء الأخضر. هذا و قد أبانت الردود على الأسئلة المطروحة عن وعي كبير وحس حاصل لدى الجميع بخصوص أهمية المحافظة على البيئة، وأن ترسيخ القيم الإيكولوجية تستوجب التعبئة الكاملة واتخاذ المبادرة وإعمال مبدأ التطوع لكسب الرهان. في الأخير توج اليوم التكويني بزيارة ميدانية لمدرسة بئر أنزران بإفران للاطلاع على ما وصل إليه نادي البيئة في تنفيذ الأنشطة البيئية، وكذا تجربة تفعيل الحياة المدرسية بمقاربة التدريس بالتخصص، هذا النموذج الذي يتيح حصتين لأنشطة التفتح لكل مستوى في الأسبوع، مما يمكن نوادي المؤسسة من الاشتغال بحصص متضمنة في جداول استعمال الزمن. وتجدر الإشارة أن الورشة التكوينية تدخل ضمن الأنشطة التي توليها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء اهتماما بالغا، لكونها تهدف إلى إرساء ممارسات بيئية جيدة في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة لفائدة أطفالنا، مما سيمكنهم مستقبلا من اكتساب وعي بيئي وكفايات تربوية، تجعلهم فاعلين في التغيير الإيجابي لبيئة مؤسستهم ومحيطها.