يشكل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، الذي تنطلق فعالياته مساء اليوم، الدخول الثقافي الفعلي ببلادنا، على اعتبار الكم الوافر من الإصدارات التي تخرج إلى الوجود بالموازاة مع هذه التظاهرة التي تسهر على تنظيمها وزارة الثقافة، فضلا عن البرنامج الثقافي الغني والمتنوع الفقرات الذي تحتضنه فضاءات المعرض. وقد وقع الاختيار على ليبيا لتكون ضيف شرف هذه الدورة التي تمتد من تاسع وعشرين مارس إلى غاية 7 أبريل القادم، ويأتي اختيار هذا البلد –حسب توضيح وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي في تقديمه لهذه التظاهرة- لأجل ترسيخ عرى الأخوة الرفيعة التي تجمع المغرب بدولة ليبيا الشقيقة، وتقدير إنتاجات الرموز الثقافية لهذا البلد، وتثمين إسهامات نخبته الثقافية والفكرية والإبداعية في بناء صرح الثقافة العربية الحديثة وتمتين أواصرها. ويضم برنامج هذا اللقاء الاحتفائي أربع ندوات حول الأصوات النسائية في الحياة الأدبية الليبية، وثقافة والطفل، والعلاقات التاريخية المغاربية، واللغات واللهجات المغاربية، بالإضافة إلى ست محاضرات موضوعاتية تتمحور حول الترجمة والإعلام والمسرح وتراث النوبة والشعر الليبي المعاصر ومجتمع المعرفة المغاربي، فضلا عن أمسيات شعرية وقصصية وعرض أعمال تشكيلية لفنانات وفنانين ليبيين. وتشتمل هذه الدورة التي تحمل شعار «لنعش المغرب الثقافي» على فقرات أساسية، يأتي على رأسها: اللقاءات التي تقام مع الفائزين بجوائز المغرب للكتاب، وكذا مع الفائز بجائزة الأركانة التي ينظمها بيت الشعر بالمغرب، وفي الفقرة الخاصة بالذاكرة، سيتم الاحتفاء بعدد كبير من الأدباء والباحثين المغاربة والأجانب على حد سواء، ممن رحلوا عن دنيانا خلال المدة الأخيرة، وخلفوا تراثا ثقافيا خالدا، ومن بين الفقرات الجديدة التي تتضمنها هذه التظاهرة، الفقرة الموسومة بالدار البيضاءالإسكندرية ذهابا وإيابا والتي تسعى إلى تمتين جسور الأخوة والتواصل بين المبدعين المغاربة ونظرائهم المصريين، من خلال طرح عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتهدف الفقرة الخاصة بأصوات أمريكا اللاتينية والكرايبي إلى تمتين جسور التواصل بين المبدعين وعموم القراء المغاربة ومنتوج هذه القارة. وهناك فقرات أخرى كثيرة، دأب المعرض على احتضانها، من قبيل الندوات الأدبية والفكرية التي تلامس جملة من القضايا الراهنة، والشهادات حول تجربة الكتابة وحفلات تقديم الإصدارات الجديدة، وغير ذلك من الفقرات. كما يتم تخصيص فضاء للطفل، يشتمل على مختلف الأنشطة التي تهم هذه الفئة العمرية التي يعول عليها في ما يخص ضمان سيرورة الفعل الثقافي والإبداعي. ومن المرتقب أن يلقي المؤرخ ومدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب محمد القبلي مساء اليوم، المحاضرة الافتتاحية لفعاليات هذه الدورة، حول موضوع: «تاريخ المغرب كرصيد متجدد ومشروع مواطن». وم الملاحظ أن هذه الدورة تعرف تطورا ملموسا على مستوى نسبة المشاركة، حيث يبلغ عدد الدول المشاركة 47 تنتمي إلى مختلف القارات، وعدد العارضين المباشرين 260 وعدد العارضين غير المباشرين 520، وكما هو معهود تم إطلاق أسماء بضع الرموز الثقافية الراحلة حديثا على قاعات المعرض: الكاتب الصحافي عبدالجبار السحيمي والمحلل الاقتصادي إدريس بنعلي والمسرحي أحمد الطيب العلج. وتبلغ المساحة الإجمالية لفضاء المعرض عشرين ألف متر مربع.