عباس يعتبر فشل المفاوضات هدية للمتطرفين في المنطقة طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المؤتمر المشترك اجمعه بالرئيس الأميركي باراك أوباما بالضغط على إسرائيل لتلتزم بما تم الاتفاق عليه سابقا، وخاصة مبدأ حل الدولتين على حدود 1967. بالتوازي مع ذلك جدد عباس، في كلمته، تمسكه بالمضي في خيار المصالحة الوطنية وأن يعتمد الفلسطينيون في إدارة خلافاتهم على “صناديق الاقتراع وليس صناديق الرصاص". وأعلن عباس التزام الفلسطينيين بالسلام خيارا استراتيجيّا، وما يتطلبه من “حل كافة قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين والقدس والأسرى، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة". يأتي هذا في ظل حكومة إسرائيلية جديدة تنحو باتجاه المزيد من التشدد، وتدير الظهر للتعهدات السابقة خاصة ما تعلق منها بتجميد الاستيطان. وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2010 بسبب رفض إسرائيل وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وتضيف ورقة الرئيس الفلسطيني “نحن نلتزم بما ترتب علينا نتيجة للاتفاقات الموقعة وخارطة الطريق، ونأمل أن يقوم الجانب الإسرائيلي بالمثل. فعندما ندعو إلى وقف الاستيطان والإفراج عن المعتقلين لا نطرح شروطا، بل التزامات ترتبت على الجانب الإسرائيلي من الاتفاقات الموقعة وخارطة الطريق". وحذر عباس من أن فشل المفاوضات وتعنت حكومة نتنياهو سيعطيان الفرصة لصعود المتطرفين في المنطقة ككل. وركز عباس في كلمته على القضايا الإنسانية التي تجد تفاعلا في وسائل الإعلام الغربية، وتحرج حكومة نتنياهو فلا تجد مبررات لتغاضيها عن تحقيق ما تعلق بها من التزامات، وخاصة قضية الأسرى ومعاناتهم في السجون الإسرائيلية في ظل موجة إضرابات الجوع ضد سياسة الاعتقال الإداري. وفي هذا السياق، قال أبو مازن إن “لدينا أربعة آلاف أسير من أبنائنا وبناتنا وأطفالنا وشيوخنا، في السجون الإسرائيلية وهناك اتفاقات وتفاهمات للإفراج عنهم من قبل الحكومة الإسرائيلية. وهذه القضية تحتل رأس جدول اهتمامات الشعب الفلسطيني وقيادته، وكُلنا أمل في أن تُنفذ الحكومة الإسرائيلية ما عليها من التزامات في هذا المجال ، فبعض هؤلاء أمضى في السجن أكثر من ثلاثين عاماً وآن لهم العودة إلى عائلاتهم". في جانب آخر، تعهد الرئيس الفلسطيني بتسريع المصالحة الفلسطينية ووقف الانفصال القائم حاليا بين الضفة وغزة، مؤكدا الاحتكام إلى “صناديق الاقتراع وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية و(انتخابات) للمجلس الوطني في أسرع وقت مُمكن". كما جدد عباس في كلمته أمام الرئيس الأميركي على احتكام “الدولة الفلسطينية" إلى “سيادة القانون والسلطة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد، والمُساءلة والمُحاسبة وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية العبادة". ويقول مراقبون إن تعهدات عباس بتسريع المصالحة هي رسالة طمأنة لدوائر أميركية وأوروبية لديها احترازات حول تجربة السلطة الفلسطينية في الحكم خاصة في ظل تجربة الانقسام. وعشية زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، كان الفلسطينيون يأملون في أن تدفيدفع مقدمه إلى الالتزام بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في مواجهة خطر انهيار حل الدولتين ومؤسساتهم الوليدة. وقال النائب الفلسطيني المستقل مصطفى البرغوثي «نحن في وضع طارىء. ليس لدينا وقت: إما أن يتم إيقاف الاستيطان فورا وهذا قد يفتح الباب أمام أي احتمال آخر أو نستطيع أن نودع حل الدولتين». وأضاف «هذا هو الواقع وعلى كل قائد مسؤول إخباره (أوباما) بذلك». وكتب الصحافي توماس فريدمان الأسبوع الماضي في صحيفة نيويورك تايمز أن «أوباما قد يكون الرئيس الأميركي الأول الذي يزور إسرائيل كسائح». وكان الرئيس الأميركي أعلن أنه سيزور المنطقة «للإصغاء» فقط. وانتقد البرغوثي في مؤتمر صحافي في رام الله حيث استقبل الرئيس محمود عباس أوباما «جمود المجتمع الدولي وخاصة الولاياتالمتحدة».وطالبت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض «جميع الشركاء الدوليين خصوصا في المنطقة العربية» بالنظر «في الآثار المترتبة على الأزمة المالية الحالية والتي قد تتحول إلى انهيار مؤسسي وسياسي». وقال التقرير الذي يحمل عنوان «فلسطين دولة تحت الاحتلال» في إشارة إلى رفع تمثيل فلسطين في الأممالمتحدة في نونبر إلى مراقب، إن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع يغلق بشكل لا رجعة فيه إمكانية إقامة دولة فلسطينية». وقال البرغوثي إنه «بعد مغادرة أوباما يجب أن يدخل الفلسطينيون في عملية (...) أولا يجب إرسال رسالة إلى الرئيس السويسري ليطالبوا بتطبيق اتفاقيات جنيف في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة». وأضاف «يجب علينا الانضمام إلى كافة منظمات الأممالمتحدة وبالتأكيد المحكمة الجنائية الدولية خصوصا مع استمرار الاستيطان». وكشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست أن 36 بالمائة من الإسرائيليين يعتبرون أوباما مناصرا للفلسطينيين أكثر من تأييده لإسرائيل بينما قال 26 بالمائة منهم أنه يفضل إسرائيل. وأشار استطلاع آخر للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن 51 بالمائة من اليهود الإسرائيليين يعتبرون أوباما محايدا في موقفه تجاه إسرائيل بينما لا يثق 53.5 بالمائة به ليحافظ على ما يعتبرونه مصالح إسرائيل الحيوية.