وفاة أكثر من 36 ألف مغربي سنويا بسبب التسمم الغذائي الجماعي ولسعات العقارب أكدت رشيدة سليماني بن الشيخ مديرة المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة، في حديث لبيان اليوم أن التسممات الغذائية الجماعية تودي سنويا بحياة أكثر من 6000 مواطن مغربي فيما تؤدي لسعات العقارب إلى وفاة أزيد من 30 ألف شخص، خاصة في قلعة السراغنة وخريبكة ومراكش وآسفي والصويرة وسطات وبني ملال والجديدة وأكادير وتيزنيت. وشهدت هذه الحالات عبر التراب الوطني، حسب رشيدة سليماني بن الشيخ، ارتفاعا متزايدا خلال السنوات الأخيرة، خاصة خلال فصل الصيف، مشيرة إلى أن عددها المعلن عنه لا يعكس الحقيقة، إذ من غير المستبعد أن يصل إلى 130 ألف حالة سنويا وترتبط معرفة العدد الصحيح لحالات التسمم بمدى استيعاب كل المتدخلين، مواطنين وأطباء وممرضين، لأهمية إخبار المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية بحالات التسمم بشكل متواصل، من أجل تسجيلها وحصر الحصيلة السنوية أو الدورية، التي على أساسها تقوم الوزارة بعمليات الاستهداف، داعية في هذا الإطار إلى ضرورة الاتصال بالمركز على الرقمين التاليين: 0801000180 / 0537686464 . وللتخفيف من حدة هذه الظاهرة، نصحت رشيدة السليماني، باتخاذ جملة من التدابير خاصة في فصل الصيف الذي تسجل خلاله أعلى نسب اللسعات والتسممات الغذائية الجماعية بالأفراح والمناسبات العائلية. فبالنسبة للسعات العقارب، التي يقع 70% منها داخل المنازل، لا يمكن اتقاء شرها دون اجتثاث أسبابها المتمثلة في الحالة المتردية للعديد من البنايات وفي حالة الفقر المدقع التي توجد عليها فئات واسعة من المواطنين، خاصة بالقرى، والتي لا تمكنهم من إعادة تجهيز بيوتهم وحضائرهم، بل لا يجدون أحدية ملائمة لهم ولأبنائهم، علما أن العديد منهم لا يقيمون وزنا لاحترام قواعد النظافة ولضرورة سد فتوحات الحيطان والتخلص من الفضلات المنزلية وأكوام الحصى والرمل القريبة من المنازل التي تختبىء بها العقارب بالإضافة إلى عدم استعمال الإنارة والمبيدات. أما بخصوص التسممات الغذائية الجماعية، فلا محيد عن احترام قواعد النظافة وسلسلة التبريد، خاصة إذا تعلق الأمر بالمواد سريعة التلف، كالسمك والبيض الذي يستعمل بشكل واسع في الحلويات والمرطبات خلال فصل الصيف، والأكلات السريعة التي يقدمها الباعة الموسميون بالشواطىء، والتي تشهد إقبالا واسعا من طرف المصطافين، بالإضافة إلى الحليب ومشتقاته والمصبرات والمشروبات، مع الحرص الشديد على سبل الوقاية عند كل مراحل الإعداد للأطباق الجماعية المقدمة خلال الأفراح والأعراس العائلية، والتنظيف الجيد للفواكه المقدمة خلال هذه المناسبات . في هذا السياق، ذكّرت المسؤولة عن المركز بالتسمم الغذائي الذي وقع بالعديد من الأسواق المغربية سنة 2004 عقب استهلاك المواطنين لفاكهة بطيخ تم تسويقها مباشرة بعد الجني، دون وعي بمخاطر مبيدات الحشرات التي ظلت عالقة بها، ما أدى إلى إصابة 345 شخص بالبوتيليس ووفاة 42 آخرين. وتتجه وزارة الصحة، حسب مديرة المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، إلى العمل على احتواء ظاهرة التسمم الغذائي الجماعي ولسعات العقارب من خلال دورية ألزمت الأطباء والممرضين والصيادلة بالتصريح بحالات التسمم فور وقوعها، حتى يتمكن المركز، ليس فقط من الحصول على معطيات ميدانية تكون أساسا لصياغة برامج الاستهداف، بل أيضا وأساسا لكي يتم تقديم النصائح الضرورية وتحديد المستشفيات المختصة إنقاذا للأرواح البشرية.