إن فكرة أو مفهوم تجديد النخب بات مطلبا أساسيا لا محيد عنه حتى بالنسبة لأولئك الذين هنا وهناك، ولهم بالذات والصفات علاقة بالرياضة ويجدون متعة في سهر الليالي بحثا عن موقع قدم داخل المشهد الرياضي، هكذا ومن دون مقدمات. لقد أكدت الرسالة الملكية على ضرورة تجديد النخب سياسيا وثقافيا ورياضيا، انه وبصريح العبارة مفهوم التداول للسلطة والتسيير على كافة المستويات، والرياضة الجانب الأهم في المعادلة المغربية، لكن للأسف الشديد تم إفراغها من محتواها بتجميد النخب في ثلاجة الزمن، وأصبح القائمون على الشأن الرياضي يتداولون فيما بينهم جانب تحمل المسؤولية تارة بالوكالة وأخرى بالإنابة، وتارة أخرى بالتعيين وحتى الولاء لتستمر الوصاية على الشأن الرياضي رغما عنا. الرجاء البيضاوي ها هنا ويجددون النخب : أول شعار بل أول إنذار بعد طول انتظار دام أكثر من عشرين سنة في مؤسسة رياضية، جاء من رجاء الشعب وعلى مستوى المكتب المديري، والذي كان حتى وقت قريب ملكية خاصة يترأسها محمد اوزال لمدة عشرين سنة، والأنكى انه كان يريد تجديد نفسه لرئاسة المكتب المديري لولاية أخرى، ومن يدري والى الأبد، كما فعل عيسى حياتو بالكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أو كما هو الشأن في جامعة الجمباز واللجنة الاولمبية، وجامعات أخرى لا علاقة لهم بتجديد النخب أو تجميد النخب المهم عندهم أن يستمروا إلى الأبد. محمد اوزال هذا أخذه الحنين إلى الاستمرار في المسؤوليات وتلك الكراسي التي ... ولأنها الرجاء وهي اليوم تبحث عن لقب مغربي يدخلها إلى العالمية من بوابة كأس العالم للأندية، التي سيحتضنها المغرب برغم خسارتها المالية، لكن الفريق البيضاوي أو أي فريق آخر بطل سيحصل من مشاركته على أربع مليار سنتيم إضافة إلى ما سيحصل عليه إذا انتقل إلى درة النصف آو النهائي، وبريق الكأس القارية يغري بالبقاء في المواجهة، لكن الجيل الجديد بقيادة بودريقة، فعلها ضدا على إرادة الصقور . لقد كان يوم الأربعاء الماضي حاسما في تاريخ القلعة الخضراء بتغيير بوصلة التسيير في أعلى هرم تسيير الرجاء وهو المكتب المديري إلى الجيل الجديد، ممثلا في جيل يحمل مشعله بودريقة رئيس فرع الرجاء لكرة القدم وذلك في أعقاب جمع عام حضره من أصل 13 فرعا 9 فروع وقالت كلمتها لأنها تؤمن بفكرة تجديد النخب، أما الغائبون ففيهم شيء من حتى والحنين إلى الماضي . ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد سبق لمحمد اوزال أن كان رئيسا للجنة المؤقتة لألعاب القوى، وأهم ما قام بتصفية تركة السيارات وكفى ليأتي بعده بتعيين عبد السلام احيزون والذي يترأس جامعة أم الألعاب للسنة السابعة على التوالي تختلف درجة تقييمها سلبا وإيجابا... واليوم جامعة العاب القوى تعيش أياما ساخنة وتحركات بين الموال ومعارض والمستجد والمنافق والمنتفع والمسترزق... الأهم هو الدخول في زمرة المرشح الأقوى، ولاتهمه الرياضة التي تعيش على إيقاع توقيفات مستمرة بسبب تعاطي المنشطات، أو الهجرة الممنهجة الى الخارج أو تزوير فاضح في سن الممارسين، إذ لم تعد تفصلنا إلا أياما قليلة عن 4 مارس موعد الجمع العام . الانابة والوكالة في التسيير لكن ما تناقلته وسائل الإعلام في ذات الموضوع، وعن ذات الجامعة يثير أكثر من سؤال بين رغبة وعدم رغبة احيزون في الاستمرار، لكن وبأية طريقة أو بأي سيناريو. إذ لا أحد بقادر أن يعرف تفاصيله بالتدقيق سوى أن أخبارا تحتمل الوجهين التصديق والتكذيب، وذلك بتعيين رئيس مؤقت وهو عبد الرحمان زيدوح لذات الجامعة الى حين عقد جمع عام استثنائي لهذه الجامعة، وعودة ثانية لاحيزون للجامعة لتجديد ولايته وذلك في إطار تجديد النخب وتجميد النخب. هذا السلوك الجديد في التسيير بالإنابة أو الوكالة أو التعيين عن بعد، لم ولن نجد له تفسيرا منطقيا وقانونيا، وعلى أساسه هل يمكن آن نفتح آفاقا جديدة للعبة في زمن اسمه تجديد النخب، وليس تكرار نخب وإلباسها لبوسا غير لباسها، على أمل قد يتحقق وقد لا يتحقق وتجارهم تكفي دليلا على عدم قدرتهم لتحقيق ذلك . اليوم نحن أمام إشكال رهيب وخطير وهو أن الفكرة المسيطرة وهي « تجميد النخب في ثلاجة الزمن «.