مازالت حلقات مسلسل المدرب الجديد للمنتخب المغربي إيريك غيريتس متواصلة وبشكل مثير، سواء في ما يتعلق بجانب العقد الذي يربطه بالهلال السعودي الذي مازال ساري المفعول على حين انتهاء دوري كأس أبطال آسي، أو المتعلق بالشق المالي، وما أثير من جدل حول الراتب الشهري الذي يتقاضاه الربان الجديد للنخبة الوطنية. فكل مرة تطلع علينا قصاصة في موضوع المدرب البلجيكي، وكأن كرة القدم الوطنية لاينقصها سوى مدرب للمنتخب لإنهاء مشاكلنا المزمنة التي تعيشها كرة القدم الوطنية وهي كثيرة، على اعتبار أن الظروف الحالية لاتساعد على ممارسة سليمة خالية من الشوائب والتعفنات. بالأمس رفض وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط الإجابة عن أسئلة نواب الأمة حول الراتب الحقيقي للمدرب غيريتس والذي حدد حسب التقديرات في 250 ألف دولار، لكنه عاد ليبرر ذلك بكون أن رواتب المدربين بالبطولة الوطنية يفوق ما يتقاضاه الوزراء المغاربة، وهو تعقيب فيه نوع من التمويه بالنسبة للرأي العام، لأنه جرت العادة في الكثير من التعاقدات بين الأندية أو المنتخبات مع المدربين أن يتم الكشف عن قيمة الصفقة التي تربط بين الطرفين. لكن جواب معالي الوزير لم يكن مقنعا، وكان من الأفضل أن يجيب عن هذا السؤال الذي بات يؤرق بال الجميع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، لكونه هو من قبل بالتعاقد مع المدرب البلجيكي، وبالتالي الكشف عن المبلغ الحقيقي الذي يتقاضاه هذا الأخير. لكن أمام صمت الجامعة، وفي غياب ناطق رسمي حقيقي وليس كالذي لايتحدث إلا بواسطة «تليكوموند» الرئيس، فإننا ننتظر دائما ما تجود به علينا بعض الوكالات الأجنبية في كل ما يتعلق بالبلجيكي غيريتس، خاصة وأن صحيفة آخر ساعة البلجيكية قد أوردت في إحدى قصاصاتها أن المدرب البلجيكي سيتقاضى 400 ألف أورو (حوالي 440 مليون سنتيم) بينما لم يكن يتعدى راتبه بالهلال السعودي 250 ألف أورو. وقد ذهبت إلى التأكيد على أن المفاوضات انطلقت منذ وقت بعيد، وأن الطرفين توافقا على مقتضيات الإرتباط وأن الإعلان رسميا عن ذلك إنما تأخر خوفا من المساءلة التي تحظرها قوائم وقوانين الفيفا عند إبرام العقود بين الأندية والمنتخبات وبين اللاعبين والمدربين. أما عضو جامعي فيؤكد أن المدرب البلجيكي قدم كثيرا من التنازلات بخصوص الراتب الشهري مقارنة مع راتبه بالسعودية لاعتبارات، نذكر منها أن خوضه لأول مرة تجربة تدريب منتخب وطني بعدما كان صاحب اختصاص في قيادة الأندية بما يطرحه لمرات عديدة في الإشراف على المباريات والحصص التدريبية التي تقل داخل المنتخبات مقارنة مع برنامج الحصص للأندية. كما أن الإختلاف الحاصل بين إطاري العمل في السعودية والمغرب وقرب الأخير من بلجيكا وألمانيا، حيث توجد زوجته وبما يخدم مصلحة المدرب. وبهذا سيكون راتب غيرتس هو 130 ألف يورو وامتيازات إضافية أخرى منها منحة مخصصة ومرتبطة بعقد أهداف، إضافة إلى تحديد الشرط الجزائي في سداد فاتورة شهرين بين كل طرف (الجامعة والمدرب) في حالة الإنفصال. إذا من نصدق، هل الصحافة الأجنبية أم جامعتنا الموقرة التي بات الصمت هو السمة البارزة لها، حيث لا تكلف عناء في نفي أو تأكيد الأخبار المتعلقة بالمدرب القادم لاسود الاطلس، باستثناء خبر التعاقد مع غيريتس الذي نشره الموقع الرسمي للجامعة، والتي تم إحاطته بهالة كبيرة عقب افتتاحه من جديد. لقد كان حريا برئيس الجامعة أن يجيب عن هذا السؤال، لأن ذلك لايدخل في إطار ما يسمى بأسرار الدولة، وأنه ليس صحيحا أن تلتزم الجامعة هذه المدة دون أن تكشف عن تفاصيل تعاقدها مع غيريتس، كما فعلت من قبل مع المشرفات على المنتخبات الوطنية الهولندي فيم فيربيك.