واشنطن تجلي موظفيها وتغلق سفارتها أعلنت الولاياتالمتحدة في بحر هذا الأسبوع، أنها أغلقت سفارتها في جمهورية إفريقيا الوسطى وأجلت سفيرها وطاقمه الدبلوماسي بسبب الاضطرابات الأمنية التي يشهدها هذا البلد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل في بيان أن «سفارة الولاياتالمتحدة في بانغي علقت مؤقتا عملها اعتبارا من 28 ديسمبر بسبب الوضع الأمني في جمهورية إفريقيا الوسطى. (...) لقد غادر السفير ووليرز وأفراد طاقمه الدبلوماسي بانغي اليوم مع رعايا أمريكيين آخرين». من ناحيته، قال المتحدث باسم البنتاغون تود بريسيل أن «القيادة الأمريكية في إفريقيا آزرت عملية إخلاء سفارة الولاياتالمتحدة في بانغي» ولا سيما عبر «تأمين نقل رعايا أمريكيين وأجانب إلى أماكن آمنة في المنطقة».وأشار مسؤول أمريكي آخر إلى أن طائرة عسكرية أقلعت من بانغي قرابة الساعة صفر بتوقيت غرينيتش. وأوضح فنتريل أن قرار إغلاق السفارة وإجلاء الدبلوماسيين «مرده حصرا إلى المخاوف على سلامة طاقمنا وليس له أي شأن بعلاقاتنا الدبلوماسية العريقة والمستمرة مع جمهورية إفريقيا الوسطى». وأكد مجلس الأمن الدولي في بيان رئاسي صدر الخميس الماضي بإجماع أعضائه ال15 انه من مسؤوليات حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى «حفظ الأمن والنظام وضمان سلامة السكان المدنيين». وجدد البيان دعوة قوات المتمردين المنضوين تحت لواء تحالف «سيليكا» إلى «وقف الأعمال العدائية فورا» والانسحاب من المدن التي استولوا عليها وكذلك أيضا وقف زحفهم باتجاه العاصمة باني.وأضاف أن أعضاء مجلس الأمن «يطالبون كل الأطراف بعدم ارتكاب أي أعمال عنف بحق المدنيين واحترام حقوق الإنسان». كما جدد البيان الرئاسي دعوة مجلس الأمن أطراف النزاع إلى «العمل من اجل التوصل إلى حل سلمي عن طريق الانخراط بشكل بناء في حوار سياسي مناسب».وأكد المجلس أيضا دعمه الوساطة التي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا, مشددا على انه «يطلب من جميع الأطراف احترام قرارات قمة المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا والمشاركة بحسن نية في المفاوضات الرامية المفترض أن تحصل في ليبرفيل». وصدر بيان مجلس الأمن غداة إعلان الأممالمتحدة أنها أمرت جميع موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة إفريقيا الوسطى بعدما باتت قوات تحالف المتمردين على مشارف العاصمة بانغي. وبعد أسبوعين من المعارك والانتصارات المتتالية للمتمردين ووصولهم الأربعاء إلى أبواب العاصمة ولكن من دون دخولها، قال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي الأربعاء الماضي أن المتمردين «برسائلهم المتضاربة وبزحفهم العسكري يبدون عازمين على الاستيلاء على بانغي». وأضاف في بيان أن قرار سحب الموظفين غير الأساسيين العاملين لدى الأممالمتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى وعددهم حوالي 200 موظف هو قرار «مؤقت» و»إجراء احترازي لخفض وجودنا في حال تدهورت الأوضاع في بانغي». وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت الأربعاء الماضي، أنها دعت الرعايا الأمريكيين في إفريقيا الوسطى إلى مغادرة هذا البلد وطلبت من باني حماية سفارتها ومن المتمردين وقف قتالهم ضد القوات الحكومية، معربة عن «قلقها العميق» من تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد. ويوم الخميس الماضي، دعا رئيس إفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي كلا من واشنطن وباريس لمساعدته،لكن عزلته تزداد على ما يبدو, لأن فرنسا أكدت أنها لن تتدخل ولم يهب أي بلد مجاور لنجدته. ولكن فرنسا أعلنت صراحة أنها لن تتدخل عسكريا لدعم بوزيزي، ودانت في الوقت نفسه «استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها حركات التمرد» في إفريقيا الوسطى مشددة على ضرورة تسوية الأزمة «بالحوار».