يعد السيناتور، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، جون كيري، الذي عينه الرئيس باراك أوباما على رأس الدبلوماسية الأمريكية، أحد أبرز مناصري نهج «القوة الناعمة»، الذي يدعو إلى تعزيز القيم الأمريكية، واعتماد التفاوض وأسلوب الإقناع في تدبير العلاقات الدولية. فمن خلال تعيين هذا الرجل الفرنكفوني بامتياز، وهو أيضا ابن عم الوزير الفرنسي السابق في البيئة، بريس لالوند، في هذا المنصب الهام، على رأس الخارجية الأمريكية، يكون أوباما قد اختار حليفا سياسيا، يتقاسم معه رؤيته بشأن معظم القضايا الدولية. ويتفق كيري مع أوباما، على أهمية تقليص التواجد العسكري الأمريكي عبر العالم، سواء في العراق أو أفغانستان أو غيرها. وفي إطار هذا التوجه، قاد كيري عملية الوساطة في المحادثات الحساسة التي جرت مع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، كما سعى في بداية الولاية الرئاسية الأولى لأوباما، إلى مساعدة الولاياتالمتحدة للتفاوض من أجل تسوية شاملة في الشرق الأوسط، بما في ذلك سورية بشار الأسد. ويؤكد أصدقاؤه أن ابن ربان سلاح الجو الأمريكي، الذي تحول إلى دبلوماسي، جال العالم منذ طفولته، بالنظر إلى تنقلات والده، كون فكرة عن السياسة الخارجية تفضل «التفاوض من خلال الآليات الدبلوماسية بدلا من اللجوء إلى الحرب، التي عاش أهوالها عن قرب عندما كان جنديا في حرب الفيتنام». وانطلاقا من هذه النقطة بالذات، سيعمل منتقدوه من بين صقور الحزب الجمهوري، على معاتبته خلال جلسات تأكيد تعيينه بمجلس الشيوخ، لمقاومته الشرسة للتدخلات العسكرية للجيش الأمريكي. وقد أعربت العديد من الوجوه البارزة بالحزب الجمهوري، على غرار جون ماكين، عن معارضتها لتعيين سوزان رايس على رأس الخارجية الأمريكية، داعية الرئيس باراك أوباما إلى اختيار جون ماكين. وستشكل هذه العلاقة المتميزة التي يحتفظ بها كيري داخل مجلس الشيوخ مكسبا كبيرا في إدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من خلال تسهيل العمل في إطار تعاوني مع الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، زد على ذلك الروابط التي تمكن من إقامتها على الصعيد الدولي طيلة مساره المهني الطويل بالغرفة العليا للكونغرس الأمريكي.