لم يكن بمقدورنا فعل شيء .. ومحترفو فرنساوبلجيكا هواة أقر مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة هشام الدكيك، أن حصيلة مشاركة المنتخب بمونديال التايلاند بخروجه من الدور الأول عقب تلقيه ثلاث هزائم، كانت متوقعة أمام منتخبات بحجم إسبانياوإيران، معتبرا إياها جيدة خاصة مع أداء العناصر الوطنية في اللقاءين الأخيرين. وقال الدكبك في حوار مع «بيان اليوم» أظن أن اللاعبين بحسمهم للمباراة أمام بنما تسبب في تلك الخسارة غير المتوقعة (3-8)، حيث سمح لاعبوه للخصم باللعب بأسلوب الهجمات المرتدة ما منح الفوز للخصم، مشددا على أن حادثة السير المعروفة أثرت بشكل كبير على استعدادات «أسود الفوت صال» للبطولة العالمية. وأوضح مدرب المنتخب الوطني أن مستوى لاعبي البطولة أفضل من الأسماء المحترفة بفرنساوبلجيكا، مشيرا إلى أن الباب مفتوح أمام محترفي إسبانيا، إيطاليا، والبرتغال، دون أن يغفل التأكيد على ضرورة الاهتمام بالفرق الوطنية وتكوين المدربين من أجل تطوير اللعبة بالمغرب وبناء منتخب قادر على بلوغ العالمية. ما هو رأيك في حصيلة مشاركة المغرب بمونديال التايلاند؟ كنا نعلم أنه ليس بمقدورنا فعل شيء أمام فرق المجموعة، لأنها منتخبات قوية، الطريقة التي انهزمنا بها أمام بنما هي سبب الآراء المثارة حول هذه المشاركة، لأن نتيجة ثلاثة أهداف لصفر خدعت الرأي العام، مع العلم أن فريقنا يتمتع بقوة قارية وعربية، لكن لكي تكون لدينا قوة على الصعيد العالمي يلزمنا لاعبون أقوياء ومستعدون من الناحية البدنية كبيرة وحتى الجانب الذهني. فمن المفروض أن يتم العمل على هاته المؤهلات بالبطولة داخل فرقهم فرقهم، لكي يكون اللاعبون على أتم الاستعداد عند استدعائهم للمنتخب. عموما كانت المشاركة جيدة، والأهم أننا قمنا بأشياء جيدة من الناحيتين الدفاعية والهجومية، وقد لاحظتم أن الجمهور المحلي استحسن أداءنا في بعض الوقت من المباريات. كنا جيدين خلال مباراة إيران وشاهدتم ضربة جزاء خيالية، منحها الحكم للفريق الخصم، والمهم أننا خضنا مباراة جيدة. أما ضد المنتخب الإسباني فكنا جيدين بشكل لم نكن ننتظره، حيث كنا نتوقع هزيمة كبيرة أمام أحد المنتخبات المرشحة بقوة للظفر باللقب، لكن واجهنا الأسبان الند للند، وتركنا حماسا في المباراة. المهم أن نظهر للجميع أن لنا «الفوت صال»، ولكن ليس على الصعيد العالمي، وبالتالي علينا أن نجتهد بالبطولة الوطنية، وإذا اعتنينا بها فسنعتني باللاعبين، وإن شاء الله في المشاركات القارية المقبلة هذا المنتخب مائة في المائة سيقول كلمته. في نظرك هي الأخطاء التي ارتكبت ضد بنما وساهمت تلك الحصة الغير مقبولة؟ الأخطاء كانت بسيكولوجية أكثر منها بدنية أو تقنية. بعد تسجيل 3 أهداف لصفر ، اعتقد اللاعبون أنهم فازوا بالمباراة، ودخلوا في لعب مرفوض ومرفوض بتاتا، لأننا درسنا المنتخب البنمي ووجدناه يعتمد كليا على الهجمات المرتدة، لكن الأسف وفي الوقت الذي كان يجب علينا التركيز على اللعب في خط الوسط ومنطقة الدفاع لسحب لاعبي الفريق البنمي، أصبحنا نحن نتقدم للأمام لأن الأهداف الثلاثة خدعت اللاعبين وبدأنا باللعب بالطريقة التي يحبذها البنميون، بالإضافة إلى أنهم اقوياء بدنيا، مما سهل عليهم التحم في أطوار المباراة، وعندما أردنا تدارك ذلك وجدنا أن الأمور أصبحت صعبة علينا. فالعامل الذهني يحضر له بالمباريات الدولية، واللاعب عندما يتوفر على مؤهلات بدنية لا يتأثر تفكيره، وهذا هو المشكل الذي وقع في مباراة بنما. هل الاستعدادات كانت في مستوى المشاركة بمونديال التايلاند؟ كما تعلمون، فحادثة السير المفجعة التي تعرض لها المنتخب على بعد أسابيع من موعد المونديال، كان له تأثير كبير، هناك من توفي رحمه الله، وثلاثة لاعبين أساسيين كانوا في غيبوبة، لم خرجوا منها إلا قبل أيام من موعد السفر إلى التايلاند، والآن هم ضمن المنتخب كلاعبين رسميين، من بينهم الحارس الرسمي، أنا شخصيا لا زالت أتحرك بصعوبة، صراحة الحادثة أثر علينا حتى أن الحارس الزعري في مباراة بنما لم يكن في مستوى لقاء إسبانيا أو إيران، حيث خاض المباراة الأولى دون أن يتمكن من استعادة كامل عافيته، وكان يخشى التصدي للكرة وسجلت عليه أهداف بسهولة، لكن ضد المنتخب الإيراني عاد للياقته البدنية السابقة وكان له فضل كبير في الصورة الطيبة التي تركها المنتخب المغربي خلال هذه البطولة. على مستوى اختيار اللاعبين، هل أنت مقتنع بعطاء هؤلاء اللاعبين، ومقتنع بأنه ليس هناك آخرين يستحقون الدفاع عن قميص الفريق الوطني؟ من الضروري أن يكون هناك لاعبون آخرون. للأسف المجموعة التي حققت التأهل إلى المونديال هي نفسها التي عملنا معها، مع تغييرات طالت فقط اثنين أو ثلاثة مراكز فقط. ربما قد تكون هناك أخرى مؤهلة للدفاع عن القميص الوطني، والمجال مفتوح مستقبلا لأن هذا منتخب وطني، و إذا كان هناك لاعب جيد حرم من المشاركة بالمونديال، فذلك لأني لم أعاينه فقط، ولم أقصد إقصاء أي أحد. وبخصوص اللاعبين المحترفين، فأنا أقول إن اللاعبين المحليين أحسن من المحترفين. هناك من يتحدث عن وجود محترفين بفرنساوبلجيكا، ولنكن واقعين، فالحديث يتعلق ببطولتي بلجيكاوفرنسا، وهنا يمكن ن أن أطرح عليكم السؤال : أين هو المنتخب البلجيكي؟ فحتى في كأس أوروبا لا يشارك، أين هو منتخب فرنسا؟ فهو لا يشارك حاليا ببطولة العالم ولا حتى كأس أوروبا، نحن نتحدث هنا عن بطولات هاوية. لكن أرادوا بالقوة أن يصبحوا لاعبين في صفوف المنتخب. استضفنا المنتخب الفرنسي وشاهدتم أنه يضم 5 أو 6 لاعبين مغاربة وفاز عليه منتخبنا. إذا كان هناك محترفون فأريده أن يكون منتميا لأندية بإسبانيا، إيطاليا، والبرتغال. والعيب والعار علي إلى لما جابتوش»، أما أن أستدعي لاعبا فقط لأنه يبعث «إيميلا» و يقول إنه يلعب ببروكسيل، فلا يوجد محترفون أفضل مما هو متوفر عندنا. بصفة عامة، ماذا يلزم كرة القدم داخل القاعة بالمغرب حتى تقدم لنا منتخبا قويا؟ أولا يلزم الاهتمام بالفرق، فالجامعة تعطي منح، هناك من يستغلها لمصلحة الفريق، وهناك من يستغلها لمصلحته الخاصة، و يكتفي ب «التقصار» بفريق من 5 لاعبين بالبطولة، ومثل هؤلاء يلزم محاسبتهم. ثانيا المدربين، فلا يمكن لمدرب مهنته الأساسية صاحب دكان تجاري، ويقوم بتدريب فريق «الفوت صال»، وفي نهاية المطاف يساءل عن مستوى المنتخب الوطني. أعطيني مؤطرا واحدا مكونا تكوينا علميا، فتكوين المدربين ممكن أن نقوم به، لأنه لدينا أطر تقنية مؤهلة من طرف جهازي (الفيفا) و(الكاف)، ومن الضروري أن نكون المدربين لكي يمنحونا لاعبين جاهزين، فأغلب أصحاب الانتقادات يرسلون لنا لاعبين غير واعين بأي شيء، وبعد ذلك يحاسبوننا على أخطاء تعود أساسا إلى التكوين داخل الأندية. كلمة أخيرة؟ يجب أن نفهم أن هذه الرياضة ستعود بالنفع حتى على كرة القدم الوطنية بصفة عامة، وبالتالي من الضروري الاعتناء بها، عن طريق تقوية البطولة، وتكوين المدربين، والاهتمام أكثر بالمنتخب لكي نوصله شيئا فشيئا إلى العالمية، كما لابد من الاهتمام بواقع القاعات، وإن شاء الله يمكن أن نقطع وعدا على أنفسنا، ففي حالة وجود بطولة افريقية، فالمنتخب الوطني قادر على الفوز بها، أو الفوز بكأس العرب بدون أدنى صعوبة.