المخرج طوني سكوت انتحر؟ والسؤال: لماذا؟ ولماذا هذه القفزة المفاجئة والحزينة فوق جسر حياة تتمتع بالشهرة والنجومية الى الموت؟ وماذا دوّن المخرج في رسالته التي تركها أثراً بعد قفزته الغريبة؟ وهل هناك رسالة فعلاً؟ أم الأمر لا يعدو كونه تلطيفاً للحقيقة؟ هل هي أسباب «فنية»، إنسانية، يأس، إحباط، مسألة عصبية، أم مجرد قفزة خاطئة عبثية؟ وقفزة واحدة تكفي أحياناً! غريبة هي تلك القفزة، كأنها فعل إخراجي/ تمثيلي لمخرج أفلام الأكشن. كل ما لدينا هو التصريح الذي أدلت به السلطات في مدينة لوس أنجلوس من أن المخرج توفي بعد القفز من أعلى الجسر في المدينة. بمعزل عن مآل التحقيقات، ستبقى تلك القفزة أثراً مقيماً في السينما الهوليوودية. يبقى انتظار نتائج التحقيق والتشريح للجثة لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة وعما إذا كان هناك تعاط للمنشطات أو حتى سكتة قلبية أم حالة اكتئاب، والمعروف عملياً أن حالة الاكتئاب جينية حين يتعلق الأمر بالإنسان أكان مخرجاً أو ممثلاً أو إنساناً عادياً. الغريب أن عملية القفز الى الموت تأتي متزامنة مع صعود نجومية سكوت (68 عاماً) وهو عملياً، ولما يزل في أوج النضوج والعطاء. وقد لمع نجم سكوت في فترة الثمانينات بعد سلسلة أفلام الحركة الناجحة. وهو من مواليد بريطانيا وشقيق المخرج ريدلي سكوت. ومن أشهر أفلامه «الرعد» و»كريموس تايد» وفيلم «الحب الصادق». كانت تلك القفزة امتداداً لحوادث افتراضية في سلسلة أفلامه. سيمون هيلز المتحدثة الرسمية باسم سكوت قالت في بيان لها: «أستطيع أن أؤكد وفاة طوني سكوت وأدعو الى احترام خصوصية الموت». مكتب الطب الشرعي قال إن «سكوت قفز من أعلى جسر فينيست توماس الذي يربط بين سان بيدرو وتيرمنال أيلاند في لوس أنجلس.. وقد ترك سيارته فوق الجسر». الدلائل المتوفرة الى الآن هي أن الراحل الناجح في شغله وعمله والذي حقق مئات الملايين من الدولارات من أفلامه ترك رسالتين واحدة في مكتبه وأخرى في سيارته. أما الدليل الحسي الآخر وكان سبباً في العثور إليه هو حذاؤه الذي طاف على وجه المياه، أثراً وحيداً لنجومية اختتمت تحت المياه! حذاء عرّف عن صاحبه الفريق في يوم حزين لم يعد بعده مزيد من أفلام طوني سكوت. موت سريع لرجل الإيقاع السريع في أفلامه وأسلوب في الموت مميز لمن برع أسلوبياً وتقنياً في استخدام تقنيات المونتاج والمؤثرات الإلكترونية. لم ترشح الى الآن معلومات عن فحوى الرسالة التي تركها طوني سكوت المتزوج للمرة الثالثة من الممثلة دونا سكوت وله منها ولدان. والأرجح أن سكوت إما قد يكون يعاني مرضا خطيرا أراد وضع نهاية سريعة له وعدم التسبب بمتاعب لمحبيه، أو أنها حالة اكتئاب عاطفية حادة تتعلق بأمور عاطفية أو عائلية عاصفة. من أفلامه الناجحة «توب غان» (1986) بطولة توم كروز، «دايز أوف شذر» (1990) مع توم كروز أيضاً، و»إنيمي أوف ذي ستايت» (1998) مع ويل سميث وجين هاكمان وفيلم «سباي غايم» (2001) مع روبرت أودفور وبراد بيت، و»مان أوف فاير» (2004) و»دي فو» (2006) و»ذي تايكننغ أوف بيلهام» (2009) والثلاثة مع ديزل واشنطن، و»انستو بابل» (2010) آخر أفلامه كمخرج. وكان سكوت يقوم أخيراً بإخراج المسلسلات التلفزيونية ومن أشهرها مسلسل «المرأة الطيبة» لقناة بي.بي.سي. تردد قبل وفاته نيته إنجاز الجزء الثاني من فيلم «توب غان» مع توم كروز، وكان قد انتهى اخيراً من تصوير فيلم جديد بعنوان «Out Of the Turance» والذي يدور حول حياة سجين سابق.