قد لا ينتبه العابرون من مدينة الصويرة السياحية الجميلة الى حقيقة هذه المدينة التي صارت من خلال أجندة أنشطتها السنوية، مدينة الثقافة الراقية ومدينة اللقاءات المفيدة والممتعة، بينما تمكن ملاحظة الجانب التنموي متجليا في فضاءات المدينة التي تراهن على الثقافة بمفهوميها المحلي والكوني، وإذا كانت موكادور قد صار معروفة بمهرجاناتها كموسم كناوة أو الأندلسيات الأطلسية وهي مهرجانات تحتفل بالموسيقى وبالمشترك الانساني، دون اغفال متعة الفكر التي تكون دائما مصاحبة من خلال الدخول في نقاشات وعقد موائد مستديرة، وعلى ذكر المشترك الانساني، فان موكادور تستعد لاحتضان٬ الدورة الثانية لتظاهرة الإقامات الأدبية٬ وهي مهداة لمتعة القراءة خلال شهر شتنبر المقبل وتستضيف الكاتب والصحافي الفرنسي سيرج رافي. وأفاد بلاغ لمنظمي هذه التظاهرة٬ «التي يحتضنها فندق سوفيتيل بالمحطة السياحية الصويرة موكادور»٬ أن الكاتب والصحافي الفرنسي سيرج رافي سيقدم قصته القصيرة «إعادة افتتان موكادور»٬ المستوحاة من تجربة إقامته بمدينة الأليزي في أسلوب متفرد يحمل بصمة خاصة. ويعمل سيرج رافي٬ الذي سيحل ضيفا على مدينة الأليزي٬ رئيس تحرير مجلة « لونوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسية٬ كما قام بنشر العديد من التحقيقات وروايتين. ويذكر أن الدورة الأولى لتظاهرة الإقامات الأدبية كانت قد استضافت في يناير الماضي الصحافي والكاتب الفرنسي كلود سيريون٬ الذي قدم قصته القصيرة « أون» المستوحاة من تجربة إقامته بحاضرة موكادور. وتم تقديم هذه القصة القصيرة, التي تدخل ضمن مشروع (الإقامات الأدبية) التي تنظمها سلسلة فنادق سوفيتيل عبر العالم, أمام ثلة من الأدباء والجامعيين والمنتخبين والصحافيين, خلال حفل نظمه فندق سوفيتيل بالمحطة السياحية الصويرة موكادور, والذي حضره بالخصوص أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور. وتدور أحداث القصة حول شخصية امرأة فرنسية تسافر إلى جانب رفيقها من أجل البحث عن هوية جديدة, في رحلة لسبر أغوار الذات, ليستقر بها المقام في مدينة الأليزي, وأبرز الكاتب كلود سيريون أن عنوان القصة, ضمير المتكلم (أون) يحاول أن يرصد رغبة الشخصية الرئيسية للقصة في الانصهار ضمن ثنائي يعيد لحياتها كل المعنى الذي تريد,ليكون بذلك اللقاء العابر فرصة للتعبير عن الرغبة في الرحيل, والانفتاح على المحيط والأفق اللا محدود, معتبرا أن السفر يعد مرادفا للقاء. ويقوم مبدأ الإقامات الأدبية٬ الذي انطلق منذ سنة 2009، على استضافة كاتب لمدة معينة٬ يقوم خلالها بترجمة تجربته إلى قصة قصيرة مستوحاة من زخم الذاكرة٬ ليشكل اللقاء فرصة للنقاش والتواصل حول مدينة الصويرة التي ألهمت العديد من الأدباء والفنانين٬ والارتقاء بالحوار الإنساني في مختلف تجلياته٬ حيث تشكل تيمة الاكتشاف واللقاء الإنساني محور هذه التجربة الأدبية الفريدة.