غنت لبلاد تامازغا وتيفيناغ فأبدعت وتألقت اهتزت لصوتها وإيقاعاتها أسوار قصبة لوداية بعد تكريمه لعميد الأغنية المغربية الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، في حفل الافتتاح، احتفى المهرجان الدولي للفنون والثقافة «صيف لوداية»٬ مساء الجمعة الماضي٬ في حفل اختتام دورته الثانية بالفضاء الأثري للأوداية بالرباط٬ بالفنانة المغربية فاطمة تاباعمرانت٬ تكريما لها على ما قدمته خلال مسارها الفني من أعمال متميزة أثرت ريبرتوار الأغنية الأمازيغية. وخلال حفل اختتام هذا المهرجان٬ الذي نظمته وزارة الثقافة٬ بتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى٬ من 25 يوليوز الماضي إلى ثالث غشت الجاري٬ تسلمت الفنانة تاباعمرانت الميدالية الذهبية وشهادة تقدير من المهرجان من يد الأستاذ جمال الجيراري المدير الجهوي لوزارة الثقافة لجهة الرباطسلا زمور زعير.. والخلالة الذهبية / تازرزيت، قدمها لها الفنان حسن ميكري رئيس المجلس الوطني للموسيقى٬ وباقة ورد عطرة عربون محبة وتقدير من أيادي الفنانة والإعلامية وفاء مراس باسم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة(القناة الأمازيغية). وفي هذه الأمسية التكريمية٬ أدت الفنانة الأمازيغية روائع من ريبرتوارها المتنوع أمام حشد غفير من الحضور حج للاستمتاع لموسيقى متجذرة٬ تمتح من ينبوع التراث الفني الأمازيغي الأصيل٬ حيث تفاعل مع صوتها الأجش وإيقاعات ورقصات مجموعتها الشهيرة طيلة ساعتين ونصف. وهكذا اهتزت أسوار قصبة لوداية ومعها جنبات المدرج الخارجي للقصبة على الصوت الجوهري والإيقاعات القوية لأغاني تاباعمرانت التي أبت إلا أن تقدم كشكولا متنوعا من أجمل أغانيها العاطفية والروحية والسياسية.. فغنت لكل بلاد تامازغا من المغرب والجزائر وليبيا وبوركينا فاصو والطوارق والنيجر وتشاد... وانتصرت لأبجدية تيفيناغ ورفعت بالقصيدة كل شعارات السلم والأخوة، كما تمثلت مطالب ومكاسب الحركة الثقافية الأمازيغية في ميدان التعليم والإعلام والاعتراف الدستوري، كل ذلك رفقة وأمام فريق موسيقي مكون من خيرة العازفين المعروفين بمنطقة سوس والذين رافقوها طيلة تجربتها الفنية ومنهم من بلغ من العمر عتيا. وكانت فاطمة تاباعمرانت٬ المزدادة عام 1962 بقرية بنواحي منطقة آيت بعمران٬ بدأت الغناء سنة 1983 مع الفنان الرايس جمال حميدي٬ وعملت ضمن العديد من الفرق (مجموعة أشتوك) و(مجموعة الحاج محمد الدمسيري) قبل أن تشرف سنة 1990 على تأسيس فرقتها الموسيقية التي لقيت نجاحا كبيرا من خلال اجتراح نمط أصيل خاص أعطى لمسة شخصية لإيقاعاتها وكلماتها ومواضيعها. يشار إلى أن الفنانة فاطمة تاباعمرانت تمكنت من الفوز بمقعد برلماني خلال انتخابات 25 يونيو 2011 ضمن اللائحة الوطنية للنساء بحزب التجمع الوطني للأحرار. كما أنها عضوة بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. من أعمال الفنانة تاباعمرانت «إزد أكال ن تمزغا « و»الورد إحدان أمان» و»إسغارن دوامان» و»اراد كرا الدونيت» و»أرنيت نسندام كرا» و»أزول نربي». يذكر أن برنامج الدورة الثانية لمهرجان صيف لوداية تضمن عددا من الفقرات والعروض والحفلات الفنية التي احتضنتها جنبات الحديقة الأندلسية في الفضاء الداخلي لقصبة لوداية من 25 إلى 29 يوليوز٬ والمنصة الكبرى خارج أسوار القصبة من 30 يوليوز إلى 3 غشت. وتميزت هذه الدورة بمشاركة الفنانين؛ عبد الوهاب الدكالي الذي حضي بتكريم خاص في حفل الافتتاح، وعازف الناي البارع رشيد زروال، والثنائي التركي الصوفي أوزكوك صافاص وحاكي أوزسيمي، ومبدعة الغناء الكلاسيكي والطربي سميرة القادري، وعازف الكمان المهاري جبريل اوداية، وحامل مشعل الإخوة ميكري ناصر ميكري مصحوبا بفرقة بريك آند وود، ومستر نو من الكونغو، والمجموعة الأسطورية ناس الغيوان، وثنائي الآلة عبد السلام وعدنان السفياني، ولمعلم لكناوي مصطفى باقبو، والرايسة فاطمة تابعمرانت التي أحيت حفل الاختتام. هذا وصادفت دورة هذه السنة حدث تصنيف الرباط على قائمة اليونسكو للثراث العالمي، والاحتفاء بالذكرى المائوية للرباط عاصمة للمملكة، وفي هذا الصدد اعتبر وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، أن هذه المناسبة صارت تحتم على الوزارة العمل على «تعزيز العمل الثقافي والفني من أجل تسليط الضوء على نقاط القوة والإمكانات التي تتوفر عليها العاصمة وخاصة منها تلك المتعلقة بالمواقع التاريخية والأثرية، وعلى رأس هذه المواقع، قصبة لوداية».. مضيفا أن هذا الموقع الذي يعود تأسيسه للقرن الحادي عشر، كنواة أولى لمدينة الرباط، خلال الفترة الإسلامية، «أصبح الآن قطبا جاذبا للزوار من المغاربة والأجانب، وهو بذات الوقت فضاء مثالي لاحتضان المهرجان الدولي للفنون والثقافة صيف لوداية، مما سيعزز الطابع الثقافي والفني للمكان».