لقاحات الأمهات والرضع متوفرة في جميع مناطق المغرب اعتبر الدكتور عمر لمنزهي، رئيس مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، الحديث الدائر حول ندرة في بعض اللقاحات سواء تلك المخصصة للنساء الحوامل أو للأطفال الرضع، وحول رفض العاملين في المستوصفات والمستشفيات الاستجابة لطلبات التلقيح منذ منتصف شهر يونيو المنصرم،مجرد إشاعات لا تمت للواقع بصلة. وقال الدكتور لمنزهي، في رد على استفسارات بيان اليوم بخصوص اعتبار عدم استجابة بعض المستوصفات لطلبات الأمهات الراغبات في تلقيح أبنائهن دليلا على تأخر وصول الحصص المخصصة لهذه الوحدات الصحية خلال الخمسة عشرة يوما السابقة، «إن الاتصالات التي أجريتها مع مناديب الوزارة ومع مسؤولي المستشفيات العمومية تؤكد أن الحصص المتحصل عليها كافية لتلقيح كل الأطفال، وأن المشرفين على عملية التلقيح يواصلون عملهم في غياب أي خصاص». مصدر مقرب من وزير الصحة البروفسور الحسين الوردي أكد بدوره أن إمدادات الوزارة لمستشفياتها من هذه اللقاحات الحيوية لم تتأثر بالقرار الذي اتخذه الوزير مباشرة بعد تعيينه على رأس الوزارة والقاضي بتعليق الالتزام بالصفقتين/ الإطار (عدد 26/2010، المتعلقة بشراء اللقاحات المضادة ل “روطافيروس"، المسبب للإسهال الحاد المؤدي إلى الموت لدى الأطفال، وعدد 25/2010 الخاصة بشراء اللقاحات المضادة لفيروس “البنوموكوكسيك"، المسبب للأمراض التنفسية الحادة لدى الأطفال والرضع). وكانت مختبرات «غلاسكو سميت كلين جسكا» وشركة «مافار ماروك» قد توصلت، شهر يناير من السنة الجارية، بمراسلتين رسميتين موقعتين من طرف المسؤولة عن قسم التوقعات بوزارة الصحة، تخبر هاتين الشركتين بتعليق الالتزام بهاتين الصفقتين لشراء لقاحين خاصين بالأطفال برسم 2012 . وهو تعليق أعقبه فتح تحقيق يروم حماية المال العام وتطهير صفقات الوزارة من كل الشوائب وصولا إلى توفير كل أنواع الأدوية للمغاربة بطريقة شفافة وبأقل التكاليف، وعلى رأسها اللقاحات التي لا تخفى أهميتها في خفض نسب الوفيات المبكرة في صفوف الصغار والرضع. وقد انتقلت الوزارة بعد ذلك، حسب الدكتور عمر لمنزهي، إلى إطلاق عروض أثمان لشراء اللقاحات لفائدة مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض «بشروط تحدد العينة التي توصي بها المنظمة العالمية للصحة دولا مثل المغرب، وبالتالي لا تقلص عدد الفيروسات المغطاة من طرف اللقاحات الجديدة التي نعتبر عرضها يفوق بكثير الطلب عليها». وجدد الدكتور لمنزهي التشديد على أن «الحديث عن ندرة اللقاحات الخاصة بالأطفال والرضع أمر خطير يستدعي حالة استنفار قصوى حماية لحياة ما لا يقل عن 900 ألف طفل مغربي»، وهو ما لا يمكننا، يضيف المنزهي، «الوقوف حياله موقف المتفرج السلبي»، مشيرا إلى أن «حالة واحدة مسجلة في مستوصف واحد، لظروف معينة، لا تعني ندرة اللقاحات المتوفرة حاليا في كل مناطق المغرب والمستجيبة للمعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، مضيفا أن الوزارة راعت الأسس العلمية والطبية والمرجعيات في صياغة بنود الصفقة ودفتر شروطها التقنية.