لم تفت عددا من النقاد والسينمائيين وعشاق الفن السابع فرصة انعقاد الدورة ال15 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لاستحضار الناقد الراحل محمد سكري الذي أجمعوا على أنه "أحب قراءة الواقع عبر السينما". واستحضر عشاق الفن السابع في خريبكة، مؤخرا ضمن اللقاءات الليلية للمهرجان، سيرة الراحل محمد سكري الفنية والثقافية والسياسية وكذا الأكاديمية، وتعدد اهتماماته الفكرية التي جعلت منه منبعا، بالنسبة لأصدقائه ومحبيه، لاستلهام الأفكار النيرة حول كتابة النقد الفني الحقيقي الذي له رسالة معينة يريد إبلاغها للمتلقي. وفي هذا الصدد، قال نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي، إن اهتمامات الراحل محمد سكري تعددت وتنوعت ما بين الثقافة والفن، فهو أستاذ جامعي وفي الآن ذاته ناقد سينمائي ومسرحي متميز، مشيرا إلى أنه كان يحب أن يقرأ الواقع اليومي عبر الفن السابع. واعتبر الصايل أن أقل ما يمكن القيام به هو "أن نظل أوفياء لذكراه وذاكرته"، مبرزا أن تخصيص أحد لقاءات منتصف الليل في الدورة الحالية للمهرجان لمحمد سكري "فرصة سانحة للاحتفال بهذا الصديق الذي غادرنا مبكرا وبشكل مفاجئ". من جهته، اعتبر الناقد حسن نرايس، في شهادته التي ضمنها في كتاب صدر مؤخرا حول الراحل بعنوان "محمد سكري.. حاضر بصيغة كان..."، أن توالي شهادات الكتاب والنقاد والصحافيين والمهتمين بعد وفاة محمد سكري " يعد برهانا على حب هذا الرجل المحبوب الذي فرض نفسه على الآخرين بإنسانيته وإبداعاته في مجالات متعددة وحقول مختلفة، وحواراته العميقة، وسخريته النبيلة". من جانبه، استحضر المخرج لحسن زينون، العمق الإنساني والشغف بالفن السابع لدى الراحل محمد سكري، الذي توفي في فبراير الماضي، مبرزا أنه اكتشف لديه حبه للمعرفة. وعبر المخرج زينون عن إعجابه بالكتابة المتعددة لدى الراحل خاصة بعد أن اشترك معه في كتابة سيناريو فيلم سيخرج إلى الوجود في الأسابيع المقبلة. أما الكاتب المغربي ادريس خوري، فاعتبر أن رحيل الناقد سكري "خلف حزنا عميقا في النفوس والأفئدة"، مشيرا إلى أنه "في حضرة الراحل، نسائل الوقت والناس والدولة والعلاقات"، في إشارة إلى اللقاءات المتكررة مع أصدقائه والمعجبين بكتاباته وإنتاجاته الفكرية والثقافية. وتم خلال هذا اللقاء التكريمي تقديم كتاب "محمد سكري .. حاضر بصيغة كان..."، الذي أعده حسن نرايس، وهو عبارة عن مجموعة من الشهادات أدلى بها عدد من أصدقاء الراحل من بينهم الشاعر عبد الحميد جماهري، والناقد والكاتب محمد كلاوي والكاتب الناقد نور الدين محقق، والإعلامي الكاتب لحسن العسبي والمسرحي سالم كويندي والسيناريست خالد الخضري، والإعلامي أنيس حجام. وتتواصل اللقاءات الليلية للمهرجان بمناقشة على الخصوص، مواضيع تهم "السينمائي الإفريقي .. أوصمان سيمبين " و"مهنة المنتج السينمائي بالمغرب" و"تجربة المجلة السينمائية.. سينماك". يذكر أن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، والتي تتواصل إلى غاية سابع يوليوز الجاري، تعرف مشاركة إحدى عشر دولة وهي السنغال ومالي والغابون وبوكينافاسو ورواندا وأنغولا والكونغو وتونس والجزائر ومصر، إضافة إلى المغرب.