النقابة الوطنية للصحافة المغربية تستنكر بشدة التصريحات المحرضة على العنف أمرالوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة، بإجراء بحث في موضوع «تصريحات المسمى عبد الله النهاري، وما يمكن أن تشكله هذه التصريحات من تحريض على ارتكاب أعمال تعتبر جناية، بواسطة الخطب، أو تعتبر تحريضا على العنف بنفس الوسيلة»، حسب بلاغ صادر عن النيابة العامة بذات المحكمة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه. وفي نفس السياق، ستتقدم جريدة «الأحداث المغربية» بشكاية مباشرة أمام وكيل الملك بابتدائية وجدة ضد عبد الله النهاري الذي دعا بلغة صريحة إلى إهدار دم الزميل المختار لغزيوي، مما يعتبر تحريضا على القتل والعنف، وهو الفعل الذي يجرمه القانون المغربي. كما سيرفع الزميل لغزيوي بدوره دعوى قضائية على النهاري، «من أجل الكذب والمس بشرفي وشرف عائلتي» حسب قوله في حديث قصير لبيان اليوم. وكان النهاري، الفقيه المتطرف بمدينة وجدة، قد بث، عبر الفيديو، تصريحات، دعا فيها بلغة مباشرة إلى إهدار دم الزميل المختار لغزيوي، رئيس تحرير جريدة «الأحداث المغربية»، بعد تحويره لمداخلته على قناة الميادين، وتقويله كلاما لم يقله نهائيا، في موضوع «الحريات الفردية ..». وفي هذا الإطار، عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن «استنكارها الشديد»، إزاء هذه التصريحات التي وصفتها ب «الخطيرة»، مضيفة في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن ما دعى إليه النهاري، يعتبر «تحريضا على العنف، الأمر المنافي لمبادئ حقوق الإنسان، والذي يقع تجريمه أيضا في كل القوانين عبر العالم، كما يجرمه القانون المغربي. وتنطلق فلسفة هذه القوانين من تحريم التحريض على القتل والعنف والإرهاب وحماية الناس والمؤسسات من المتطرفين، سواء كانوا ذوي توجهات دينية أوفاشية أو عنصرية». وقال ذات البلاغ، إذا كان من حق النهاري أن «يناقش كل القضايا، فإنه ملزم باحترام القوانين، لأنه يدلي بتصريحات في إطار بلد له مؤسسات شرعية، ولا يمكنه تجاوزها بحجة أنه يصدر فتاوي، أو بادعاء ما يسمى «بالمشيخة». وكيفما كان تقييمه لمواقف لغزيوي، فليس من حقه توصيفها، بالإحالة على قاموس تكفيري، ومفاهيم وإحالات مبطنة وصريحة، تدعو عمليا، إلى تعريضه لخطر العنف والاعتداء على سلامته الجسدية». كما عبر ذات البلاغ، عن «التنديد القوي للنقابة تجاه هذه التصريحات»، ونبه إلى «خطورة هذه التوجهات المتطرفة، التي قد تدفع ببلادنا إلى السقوط في براثن الفتن، بسب المغالاة الدينية، التي يغذيها أشخاص يعطون الحق لأنفسهم في إصدار ما يسمى بالفتاوي، تعود إلى مفاهيم وإيديولوجية تكفيرية، مناقضة لكل المكتسبات التي حققتها البشرية، ومنها المغرب، في مجال الحرية الفكرية، وحق التعبير والتنوع في الآراء والمشارب». وأكدت النقابة عن تضامنها مع الزميل لغزيوي، وبأنها ستسانده، كما ستساند جريدة «الأحداث المغربية»، في كل الخطوات التي ستتخد في هذه القضية. ودعت بالمناسبة السلطات إلى «اتخاذ كل الإجراءات القانونية للتصدي لهذه الممارسات المتطرفة والخطيرة وحماية السلامة الجسدية للغزيوي وحقوقه الشخصية والمعنوية». ونحن بدورنا في هيئة تحرير بيان اليوم نعبر للزميل المختار لغزيوي عن تضامننا المطلق معه واستنكارنا الشديد للتصريحات التكفيرية والظلامية للمدعو النهاري، مطالبين في ذات الوقت بأن تجري العدالة مجراها في هذا الباب بما من شأنه أن يضع حدا لمثل هذه السلوكات الإرهابية البعيدة كل البعد عن ثقافة وتقاليد شعبنا..