تتنوع الطرق التي نتناول بها الدواء فقد يكون عن طريق حبوب وكبسولات تؤخذ عن طريق الفم أو باستخدام الكريمات والمراهم كعلاجات موضعية. واستعمال الكريم والمرهم يتيح معالجة أمور قد يصعب على الدواء مباشرة الوصول إليها إذا أخذ عن طرق أخرى بالسرعة المطلوبة، كما وأنها تعطي فعالية جيدة بخصوص العلاجات الخارجية. فما هو الفرق الصيدلاني الأساسي بين الكريم والمرهم؟ وخصائص كل منهما ؟ والحكمة من الاختلاف بينهما؟ الفرق الصيدلاني بين الكريم والمرهم الكريم يتكون من مواد دهنية، موضوعة أو مخلوطة مع قاعدة أساسية كيميائية من الماء، يعني كأن نقول أن لديك كأس ماء ووضعت به كمية معينة من الزيت ومن ثم عملت على (إجبار الزيت على الذوبان جزئيا في الماء) فلذلك ينتج لديك كمثل المعجون والذي يتكون أساسا من ماء، ولكنه يحتوي بين طياته على قطرات أو أجزاء زيتية (عادة ما تكون الدواء) ولهذا يسمى مادة مستحلبة ذات قاعدة مائية. أما المرهم فهو عكس ذلك تقريبا حيث يكون لدينا قاعدة أساسية من المواد الدهنية ونضع بها بعض الماء، كمثل وجود كأس من الزيت وتضع به قطرات من الماء وتجبرها على الاختلاط معه جزئيا. طبعا كل الفكرة تتكون من إيجاد طريقة لتوصيل الدواء بشكل جديد إلى جسم الإنسان أو معالجة مشاكل موضعية خارجية تصيب الجلد، العين، الأنف أو الأذن. إذا الكريم يكون يشبه الماء، أو به نسبة ماء عالية أما المرهم فيكون دهني الملمس أكثر وطبعا لهذا فوائد طبية معينة ولم تصنع جزافا. الخصائص العامة للكريمات والمراهم للكريمات والمراهم خصائص عامة ولازمة لكي يكونا بالفعالية المطلوبة وهي كالتالي: • لابد أن يكون الكريم أو المرهم متجانسا في الشكل، يعني يكون بشكل كتلة واحدة متجانسة لا تحتوي على ألوان مختلفة، إلا إذا تقصد ذلك كمثل معجون الأسنان) مثلا). • لا يحتوي على فقاقيع أو فجوات هوائية بداخله. • أن يكون قابلا للسحب والتشكيل والدهن حتى يناسب المنطقة المستهدفة. • أن لا يسبب تهيجات في الجلد أو تخديشا لسطح البشرة وما إلى ذلك. • أن لا يذوب بشكل سريع في درجات الحرارة العادية حيث أنه لابد أن يحافظ على تماسك معين لجزيئاته. • أن يكون مستقرا كيميائيا بشكل عام ولا يتفاعل مباشرة مع الهواء وإلخ. • أن يكون ثابتا في المنطقة التي يوضع عليها، يعني أن تكون حركيته مناسبة فلا يسقط عند وضعه على الجسم أو ينسل ويتدلى من الجلد. • وأهم خاصية أن يكون قادرا على السماح لجزيئات الدواء بالتنقل إلى الجلد . والكريم والمرهم يختلفان في التشكيل التركيبي حيث أن أحدهما يكون دهنيا أكثر أما الثاني فيكون مائيا أكثر والحكمة من ذلك تتمثل في عدة أمور: لأن بعض الأدوية لا تذوب إلا في الدهون والبعض الآخر لا يذوب إلا في الماء ولذلك لابد لنا من إيجاد بيئة مناسبة لذوبان الدواء حتى نستطيع توصيله لجسم الإنسان، وبالمناسبة تقريبا أغلب الأدوية دهنية أصلا وتذوب في الدهون. لأن الفكرة أيضا تعتمد على المنطقة المراد علاجها، فمثلا، لو كان الإنسان قد تعرض لحروق شديدة في منطقة داخلية من الجسم ولنقل مثلا أسفل المعدة، فهو يحتاج إلى مادة تضاف إلى الجلد ولا تمسح بسهولة، أي بمعنى إذا حدث احتكاك بينها وبين الملابس أن لا تقوم الملابس بامتصاص الدواء بسهولة وتمنعه من الوصول إلى الجلد، أو حتى لا تقع المادة عن المنطقة المراد علاجها بسهولة وتبقى، ولذلك تستخدم المراهم عند معالجة مناطق داخلية في الجسم أو معرضة للاحتكاك وخصوصا مع الملابس وذلك لكي تساعدها على البقاء لأن المرهم يكون دهنيا أكثر ويصعب على الملابس أن تمتصه أو تحكه فتمنعه من العلاج أو البقاء في المنطقة المراد علاجها. أما الكريم فانه يوضع عادة على المناطق الخارجية من الجسم كاليدين والرقبة ومنطقة الوجه وذلك أولا لأن هذه المناطق غير معرضة بشكل مباشر للاحتكاك مع الملابس مما يتيح للكريم أن يبقى وأن لا يزول بسرعة. كما أن تلك المناطق تحتوي عادة على غدد دهنية عند بعض الناس وخصوصا الناس أصحاب البشرة الدهنية، فمثلا أنه لمن المزعج أن يكون مريض لديه بشرة دهنية شديدة ومع ذلك يستخدم مرهما، فان المرهم سيزيد من دهنية بشرته مما سيؤثر سلبا على الدواء والعلاج والراحة الشخصية، فيقوم بدلا من ذلك باستخدام الكريم لأنه مائي أكثر فيريحه ويذوب بسرعة ويساعد على الشفاء. كما أنه يجدر القول بأن المراهم توضع عادة في المناطق التي تحتاج إلى ترطيب مستمر وحماية وتغليف كالحروق، فالحرق مثلا يحتاج إلى مادة تغلف الجزء المجروح والمفتوح من الجسم وتعمل على الحفاظ عليها من التعرض للهواء أو الشمس أو المواد الكيميائية الأخرى.