توجت إسبانيا للمرة الأولى في تاريخها بلقب كأس العالم لكرة القدم بنسخته التاسعة عشرة بعد فوزها على هولندا في الوقت الإضافي 0-1 ضمن المباراة النهائية التي جرت على ملعب سوكر سيتي في جوهانسبورغ عاصمة جنوب أفريقيا أمام حوالي 85 ألف مشاهد تقدمتهم العائلتان الملكيتان للبلدين ورئيس الدولة المضيفة ياكوب زوما.. سجل هدف المباراة الوحيد اندريس انيستا في الدقيقة 116. وشهد اللقاء طرد لاعب هولندا جون هيتينغا في الدقيقة 109 لنيله إنذارين صفراوين. كما اتسم اللقاء بالخشونة الزائدة ما دفع الحكم الإنكليزي هاورد ويب لإشهار البطاقة الصفراء 13 مرة، منها ثماني لهولندا. وكانت هذه المرة الأولى التي تخوض فيها إسبانيا نهائي كأس العالم فيما فشلت هولندا في ثالث نهائي تخوضه في تاريخها برفع الكأس الذهبية بعد حلولها ثانية عامي 1974 و1978. عموماً جاءت المباراة صعبة جداً وكثرت فيها الأخطاء من الجانبين اللذين تبادلا السيطرة على مدار الدقائق التسعين الأولى، إلا أن إسبانيا دمغت الشوطين الإضافيين بطابعها مما مهد لها تسجيل هدف استحقته أداء. باتت إسبانيا ثاني منتخب يفوز بكأس العالم بعد عامين من فوزه بلقب بطولة أوروبا، وكانت ألمانيا المنتخب الوحيد الذي فعل ذلك في مونديال 1974 الذي أحرزه على حساب هولندا أيضاً بعد أن كان فاز بأمم أوروبا 1972. أما هولندا فخسرت ثالث نهائي لها في تاريخها بعد 1974 أمام ألمانياالغربية 2-1 و1978 أمام الأرجنتين 3-1 بعد تمديد الوقت. وهذا هو اللقب العاشر لقارة أوروبا، والأول خارج القارة العجوز، التي حافظت على الكأس بعد أن توجت بها إيطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على فرنسا بضربات الترجيح، علما بأنه النهائي الثامن الذي جمع بين منتخبين أوروبيين. وتتوزع ألقاب كأس العالم لاتينياً بين خمسة ألقاب للبرازيل، ولقبان للأرجنتين، ومثلها لاوروغواي أما أوروبيا ففازت إيطاليا 4 مرات، وألمانيا 3 مرات وانكلترا مرة واحدة، وفرنسا مرة واحدة، وأصبحت اسبانيا بالتالي ثامن بطل في العرس الكروي العالمي. ولو فازت هولندا لكانت عادلت الرقم القياسي في الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7) والمسجل باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. يذكر أن رجال فان مارفيك لم يذوقوا طعم الخسارة منذ سقوطهم في ايندهوفن أمام المنتخب الاسترالي 2-1 وديا في السادس من سبتمبر 2008. استهل فيسنتي دل بوسكي المباراة بنفس التشكيل الذي هزم ألمانيا في نصف النهائي معتمداً خطة 4-2-3-1 التي وفرت له أعلا معدل استحواذ على مدار البطولة بنسبة وصلت لل58% قبل لقاء النهائي. أسند المدرب الإسباني مهمة رأس الحربة لهداف الفريق دافيد فيا مؤثراً إبقاء فرناندو توريس غير الموفق في العرس الأفريقي على دكّة البدلاء. ودفع دل بوسكي ب»بيدرو» أساسياً معولاً على مهارته وسرعته في الاختراق وإلى جانبه إنيستا فيما تولى العقل المفكّر تشافي عملية التنسيق والربط وتنظيم صفوف الماتادور. أما الوسط الدفاعي فكان بعهدة الثنائي الناجع سيرجيو بوسكيتش وتشابي الونسو ومن ورائهما رباعي خط الظهر بقيادة بويول-بيكيه ومعاونة سيرجيو راموس وكابدفيلا على الأطراف. بدوره أجرى برت فان مارفيك تعديلين على التشكيلة التي أخضعت أوروغواي في دور الأربعة دافعاً بفان دير فيل مكان خالد بن حروز ونايجل دي يونغ مكان دمي دي زوف. لكن هذين التبديلين لم ينسحبا على تعديل خططي فلعبت هولندا بطريقة 4-2-3-1، مبقية على باقي العناصر في مراكزها المعتادة. فقد عهد فان مارفيك لمهاجمه فان بيرسي مهمة التماس المباشر مع الحارس الإسباني ايكر كاسياس مدعوماً من ويسلي سنايدر في منتصف الميدان وديرك كاوت واريين روبن على الجبهتين الهجوميتين اليسرى واليمنى. الوسط الدفاعي، أمّنه الثنائي دي يونغ وفان بومل موفرَّين سنداً لرباعي الخط الخلفي بقيادة ماتيسن وهيتينغا ومساندة فان ديرفيل كظهير أيمن وفان برونكهورست كظهير أيسر.