بحثت مناظرة علمية دولية، نظمت يوم الثلاثاء الماضي بتيزنيت بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، محاور ضبط الخنازير البرية بجهة سوس-ماسة-درعة وتدبير التأثير الهدام لهذا الصنف من الحيوانات بالخصوص على الزراعات الفلاحية. وشكل هذا النقاش الذي نشطه خبراء ومسيرون وباحثون مغاربة وأجانب فرصة للتفكير بشأن تداعيات الاختلال البيئي بسبب الزيادة في أعداد هذا الحيوان الموجود على أزيد من 40 في المائة من التراب الوطني وهو الاختلال الذي يستفحل بالخصوص خلال فترة الجفاف. وشدد وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، في كلمة له بالمناسبة،على أن عدد هذا الحيوان يشهد ارتفاعا على مستوى منطقة تيزنيت في الفترة الأخيرة بشكل يهدد بالتسبب في اختلال بيئي خطير. وقال «إننا نعبر عن إيماننا أنه لا مناص من الحرص على حماية التوازن البيئي والطبيعي دون إلحاق ضرر بمصالح الساكنة وحقها في استغلال المؤهلات الطبيعية التي تشكل المصدر الرئيسي للدخل». وذكر أخنوش بأهمية تنمية الإمكانيات الفلاحية التي تزخر بها الجهة المذكورة بشكل أكبر مشيرا إلى «أن الإقليم على موعد مع مجموعة من المشاريع الفلاحية الكبرى، لاسيما في مجال زراعة الأشجار المثمرة حيث أعطيت الانطلاقة لمشروع يمتد على 5 سنوات ويهدف إلى غرس 2.500 هكتار من أشجارالزيتون، كما سيتم إعطاء الإنطلاقة لعملية غرس 2500 هكتار من أشجار الخروب الملقمة بطلب من الفلاحين بالإضافة إلى مشروع تكثيف والعناية بأشجار اللوز الذي انطلق في 2010 يهم 6 آلاف هكتار من المساحة المزروعة علاوة على تثمين قطاع إنتاج زيت الزيتون». وأوضح أن نجاح هذه المشاريع رهين بتسوية بعض المشاكل والاختلال الوظيفي البنيوي المرتبط بالخصوص بارتفاع صنف الخنازير البرية وتوسع أنشطة الرعي الجائر لاسيما في فترات الجفاف. وأضاف أن تدبير هذه المشاكل يتم استنادا إلى رؤية شمولية وعلى أسس علمية في إطار الدينامية التي أطلقها مخطط المغرب الأخضر.