دأب مهرجان موازين٬ عبر دوراته الإحدى عشر٬ على تنظيم عروض فنية موازية تجوب شوارع العاصمة الرباط٬ يميزها السحر والتفرد٬ على أنغام الموسيقى وإيقاعات الشعوب التي تعكس تنوع العالم. وهكذا قدمت ٬ طيلة أيام المهرجان٬ ثماني فرق من مختلف البلدان عروضا حصرية وغير مسبوقة ميزها سحر وجاذبية ايقاعات العالم. من الهند إلى فرنسا مرورا برومانيا والمغرب٬ جاءت هذه الفرق لتقديم عروض ستبقى بدون شك ذكريات خالدة في وجدان جمهور العاصمة٬ الذي اكتشف قارات فنية جديدة. فمن ولاية راجستان الهندية٬ وهي منطقة غنية ثقافيا جاءت فرقة (تروبادورز) ٬ التي تضم اثني عشر فنانا من موسيقيين وراقصين٬ والتي يعكس أداؤها نمط تقاليد الحياة الهندية القديمة٬ حيث يجوبون في ثقافتهم القرى للاحتفال بالمواليد والأعراس والاحتفالات الدينية. فرقة تخلد عادات تعكس مناحي الحياة الهندية في القصص الأسطورية المشبعة بالحب والسفر. أما فرقة (يورغي) الفرنسية٬ المشهورة بموسيقاها الغنية بالإيقاعات الهندية والأفريقية٬ فأبهروا جمهور «موازين» براقصات وموسيقيين يرتدون أزياء مختلفة٬ ويتكلمون لغة غريبة مزيج من لهجات عدة. ولكن لا حاجة إلى الفهم إذ أنهم يأخذون الجمهور في دوامة من الموسيقى والرقص والألوان. أما عندما ترتبط الأدوات التقليدية (الأكورديونات٬ الكمان) مع الإيقاع (الباس والطبول)٬ والفرقة النحاسية العسكرية٬ حينها يمكن الحديث عن فرقة (محالا راي باندا ) من رومانيا ٬ وهي مجموعة تتألف من عشرة موسيقيين لقيت نجاحا كبيرا في أوروبا. أسلوبها في ذلك الموسيقى التقليدية الرومانية المختلطة مع الرومبا الكاتالانية٬ والموسيقى العسكرية وإيقاعات معاصرة. عرض موسيقي مبهر بكل المقاييس. اما فرقة (ديفي كاكو) من فرنسا٬ والتي يعود أصل تسميتها إلى كلمة (غوادلوب). فقدمت عرضا متميزا٬ قوامه لغة الرقص الذي يجمع بين الرقصات الافريقية ومنطقة البحر الكاريبي والموسيقى التقليدية والمعاصرة. موكب فني طافح بالألوان. بقيادة عبد الرحمن خلفة٬ وهو فنان جزائري احتك مع أكبر الأسماء في الموسيقى المعاصرة (ستيف كولمان ورونو غارسيا فونس)٬ تختص فرقة (قصبة فناير) ٬ من المغرب وفرنسا٬ في الموسيقى الشعبية من شمال أفريقيا٬ التي تؤديها بكل حرية٬ وبروح احتفالية وتواصلية. يجمع العرض بين آلات النفخ (الأبواق٬ الساكسفونات٬ الترومبون)٬ وآلات الإيقاع٬ وتربط المجموعة بين الإيقاعات والألحان التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب. عرض أخذ الجمهور في رحلة احتفالية من خلال كل الأنواع والأشكال الموسيقية المغاربية. أما عرض (كازا فييستا) المغربية٬ وهي فرقة تجمع راقصين شباب وعازفي إيقاع٬ فهو تشكيلة غنية من العروض الموسيقية بايقاعات من مصر والسنغال والمغرب (كناوة٬ الشعبي والركادة) مع رقصة (الكابويرا) التي اخترعها العبيد الأفارقة في البرازيل٬ وتقترح الفرقة مجموعة من الألعاب البهلوانية لاشعال حماس الجمهور. ومن جانبها ٬ قدمت فرقة (دو كا فار) من المغرب أيضا٬ وهي عبارة عن مجموعة تؤدي الرقص المعاصر تحت قيادة خالد بنغريب٬ وهو مصمم رقصات متمكن٬ وجوليارد سكول (نيويورك)٬ رقصة تخطف الأنفاس٬ وتخلق مساحات كبيرة للراقصين للتعبير بكل حرية. أما العرض الثامن والأخير فقدمته الفرقة المغربية (كازا أكروبات)٬ التي أسسها أسامة الايوبي سنة 2008 ٬ وجاء عبارة عن لوحة بهلوانية تمزج بين مختلف فنون السيرك.