نعى مدير مهرجان موازين، المكلف بالبرمجة العربية، محمود لمسفر، يوم الجمعة الماضي، الفنانة الكبيرة الراحلة وردة نيابة عن إدارة المهرجان، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي جمع بين كل من الفنان اللبناني مروان خوري والفنانة المغربية كريمة الصقلي نجمي موازين في حفل الافتتاح. وكان لرحيل أميرة الطرب العربي السيدة وردة الجزائرية وتزامنه مع انطلاق مهرجان موازين إيقاعات العالم، وقع كبير على افتتاح هذا الأخير، إذ وسمه بشيء من الحزن، بالنظر إلى حجم هذه الفنانة العالمية ذات الأصل المغاربي، في قلوب عشاقها الكثر في المغرب والعالم. وبما أن الفنان لا يموت فهو يحضر في الغياب، كانت الراحلة وردة حاضرة يوم الافتتاح من خلال لحظات السعادة التي أهدتها هذه الفنانة إلى عشاقها خلال مرورها سنة 2009 من موازين. وهكذا عرضت على الشاشات الكبرى لمنصة النهضة، وفاء لذاكرة المهرجان وتعبيرا عن حبه ووفائه، مقتطفات من هذا الحفل، الذي أحيته في «موازين 2009»، حيث كرمت من طرف جلالة الملك محمد السادس، وتوجت بوسام من درجة قائد، وأهديت مفتاح مدينة الرباط. كما أدت الفنانة المغربية كريمة الصقلي أغنية «في يوم وليلة» للراحلة وردة أيقونة الغناء العربي الأصيل، تحية منها لذكرى هذه الفنانة، مؤكدة أنها لم تمت، وأن عطرها سيبقى فواحا، وستبقى حية في قلوب جمهورها ومحبيها، وحية أيضا بأغانيها التي لازال الجمهور يرددها إلى الآن. من جهة أخرى عبر جل الفنانين المشاركين عن سعادتهم بالمشاركة في مهرجان موازين إيقاعات العالم، باعتباره يعكس من خلال برمجته المتنوعة، الانفتاح المغربي على مختلف ثقافات العالم وقيم الأخوة والتسامح التي تميز طبيعة الشعب المغربي. وتشكل الدورة الحالية امتدادا لنجاح الدورات العشر السابقة من المهرجان، كما أكد ذلك محمود لمسفر في لقاءات صحفية، حيث شهدت مختلف المنصات تقاطرا كبيرا لجمهور ضاقت به الساحات، جمهور من مختلف المشارب والأذواق أتاح له المهرجان فرصة الالتقاء بمعشوقيه من الفنانين والفنانات ومعانقة نسيج من الألوان الموسيقية العربية والعالمية. وتعيش الرباط لمدة تسعة أيام على إيقاعات موسيقى العالم بمختلف أنماطها وأصنافها، من خلال حضور حوالي 1500 فنان قادمين من العديد من البلدان، ليُحيوا حوالي 100 حفل في مواقع ومنصات مختلفة بالمدينة، وعلى رأسهم أرقى نجوم الغناء العربي والعالمي. ويحضر خلال الدورة الحالية لموازين كل من النجمة الأمريكية الشهيرة ماريا كاري التي ستحيي حفلاً في اليوم الأخير من المهرجان، وبيت بول من أمريكا وجيمي كليف من الجمايك، غلوريا كينور من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومجموعة سكوربيونز ذائعة الصيت من ألمانيا.. ومن النجوم العرب يحضر كل من عبد الله الرويشد، ونانسي عجرم، وهاني شاكر، وفضل شاكر، وأصالة، وأنغام، ووائل كفوري، والشاب خالد، فضلاً عن البرمجة المغربية الكثيفة والمتنوعة والتي يعد من بين أبرز ممثليها: الفنانة نعيمة سميح، وليلى غفران، والمطربة الواعدة دنيا باطمة التي بلغت نهائي مسابقة «أراب أيدول» قبل بضعة أسابيع. ناهيك عن العديد من المطربين والفرق الغنائية من دول أوروبا وأمريكا والدول العربية والأفريقية، وتقام جميع عروض المهرجان على منصات في ساحات عمومية مفتوحة بكل من حي السويسي وحي النهضة ومدينة سلا وضفاف أبى رقراق، وبفضاءات مغلقة كالمسرح الوطني محمد الخامس وقاعو محمد باحنيني. وفي الجانب الفكري والثقافي للمهرجان ستُنظم مائدتان مستديرتان حول موضوعي «الثقافة، هل هي ترف أم ضرورة؟»، و»الصناعة الموسيقية بالمغرب: حقائق وتوقعات»، ينشطهما ويحضرهما مثقفون وأكاديميون مغاربة وأجانب. وحسب بلاغ لإدارة مهرجان موازين، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، فإن هذه الندوات الثقافية تطرح أسئلة من قبيل: لماذا الإنسان بحاجة إلى الإبداع ليكون حراً، وكيف يمكن الوصول إلى الثقافة كشرط من شروط الانفتاح، كما تروم التطرق إلى مظاهر الثقافة وتأثيراتها على المجتمعات الحديثة، وغيرها من القضايا ذات الصلة. وقدم المهرجان منذ افتتاحه الجمعة الماضي العديد من الفقرات الفنية المبرمجة، الجميلة والممتعة، من بينها حفل غلوريا غينور بمسرح محمد الخامس، وحفل كريمة الصقلي واللبناني مروان خوري، إلى ذلك ايضا كان لعشاق الفن الإفريقي لقاء مع مجموعة ماجيك سيستيم الإفوارية التي ألهبت حماس جمهور يؤكد من خلاله تجاوبه مع هذه الإيقاعات على هويته الإفريقية العميقة. من جهة أخرى يحتفي المهرجان٬ بالأغنية والموسيقى المغربية٬ التي تحضر في برمجة متنوعة تعكس مختلف المدارس والأساليب الغنائية٬ وتتوزع على أربع فضاءات (سلا٬ النهضة٬ قاعة باحنيني ومسرح محمد الخامس). وبقاعة با حنيني كان الجمهور مع أمسية من الطرب الحساني أحيتها منات أزوان، ومنات عيشاتة، على إيقاع أنغام مزجت الموسيقى البدوية والموسيقى الإفريقية. وشارك أيضاً في هذا الحفل الأول كل من فرقة الروك الأمريكية “إل إم إف إيه أو”، والموسيقار عزيز سحماوي، وهو من مؤسسي أوركسترا باربيس الوطنية التي عزفت أفضل معزوفات موسيقى كناوة مع موسيقيين مغاربة وسنغاليين.