كان على الفرنسيات انتظار الرئيس السابع في الجمهورية الخامسة، ليتقاسمن الحقائب مع الرجال، في أول حكومة فرنسية يتساوى فيها الوزراء والوزيرات عدديا، وسياسيا. فالرئيس الفرنسي الاشتراكي، فرانسوا هولاند، وفى بوعوده بتحقيق المناصفة بين الرجال والنساء في تقاسم المناصب الحكومية، والفرنسيات استطعن اختراق أكبر مؤسسات الجمهورية الخامسة، مند بدايتها. فبالعودة إلى أسماء حكومة هولاند، يتضح أن النساء انتزعن تسع وزارات من أصل 18 وزارة، وثماني وزيرات منتدبات من أصل 16، وظهر وجه نسائي مغربي، ارتبط اسمه بالحزب الاشتراكي الفرنسي، واعتبرت نجاة فالو بلقاسم، أول ناطقة رسمية باسم الحكومة الفرنسية في تاريخ الجمهورية الخامسة. الرئيس الفرنسي هولاند، انتبه إلى جميع التيارات داخل فرنسا، وأشرك أغلبها في حكومته الجديدة، فعين ثلاثة وزراء من أصول عربية، ووزيرة سوداء من الجزر الفرنسية في «الأنتيل»، وأسماء أخرى تمثل مختلف التيارات الفرنسية، التي ستجتمع تحت سقف الإليزيه. الخصم التاريخي لهولاند، لوران فابيوس، والوزير الأول الأسبق، والرجل الذي اختلف مع هولاند حول مشروع الدستور الأوروبي، يعين على رأس وزارة الخارجية، خلفا لألان جوبي، ووارنز مونتبورغ وزيرا لإعادة التصنيع، وايمانويل فالس مدير الاتصال الناجع في حملة هولاند، وزيرا للداخلية، والوزيران الأخيران كانا من أشد المنافسين لهولاند خلال الانتخابات الأولية الحزبية للترشح للرئاسة، قبل أن يتراجعا ويدعما حملته الانتخابية. وقبيل انعقاد أول مجلس للوزراء، خرج وزير الخارجية الجديد بموقف قوي تجاه الاتحاد الأوروبي، في انتظار باقي مواقفه اتجاه دول المغرب الكبير ومنطقة الشرق الأوسط. وتشير التوقعات إلى أن لوران فابيوس سيولي أهمية كبرى للملفات العربية، وذلك بعدما رجحت مصادر عليمة أن دوني بييتون سفير فرنسا السابق ببيروت سيتولى إدارة مكتب الخارجية الفرنسية. وفيما حضر وزراء من حجم فابيوس وإيمانويل، غابت زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي مارتن أوبري عن اللائحة، التي كان متوقعا بألا تقبل بأقل من منصب الوزير الأول. الرئيس الاشتراكي، فرانسوا هولاند، لم يستطع إقناع أوبري بترأس أي من وزارات السيادة، والتي كانت على علم أن رئيس الجمهورية الجديد سيعين شخصا قريبا جدا منه. وزارة الدفاع، منحها الرئيس الفرنسي إلى جان ايف لي دريان، الذي أعد له قمة الحلف الأطلسي التي تعقد يومي 20 و21 ماي الجاري، وسحب القوات المقاتلة من أفغانستان مع نهاية العام. أما وزارة التربية وهي من أولويات الرئيس الجديد الذي وعد باستحداث 60 ألف وظيفة في هذا المجال، فقد منحها هولاند إلى النائب الأوروبي فينسنت بيون الذي أصبح المسؤول الثالث في الحكومة. وحصل اثنان من المقربين من هولاند هما ستيفان فول وميشال سابان على وزارتي الزراعة والعمل. حكومة هولاند، لم تضم أي من أعضاء اليسار الراديكالي بزعامة جان لوك ميلونشون الذي دعم هولاند في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. كما لم تضم الحكومة أي من أعضاء المجتمع المدني باستثناء المخرجة الفرنسية الجزائرية يمينة بن قيقي التي كلفت بملف الفرنكفونية.