مقتل أربعين شخصا وجرح المئات في انفجار جديد يهز العاصمة دمشق قتل أكثر من أربعين شخصًا وجرح 170 آخرون في الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية صباح الخميس، بحسب التلفزيون السوري. وقال التلفزيون في شريطه الإخباري «أكثر من أربعين شهيدا إضافة إلى أشلاء لعدد من الجثامين وأكثر من مئة وسبعين جريحا في حصيلة أولية للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا قرب مفرق القزاز بدمشق». من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن «المعلومات الأولية تشير إلى سقوط نحو خمسين سوريا من المدنيين وقوات الأمن وإصابة أكثر من مائة بجراح اثر التفجيرات التي هزت دمشق صباح اليوم». وتوجه رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود إلى موقع الانفجارين بحسب ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس. وأفاد التلفزيون السوري أيضا أن مود توجه إلى موقع الانفجارين لمعاينته. وأطلق مود الخميس نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا. وقال مود في تصريحات للصحافيين «أدعو الجميع في سوريا وخارجها إلى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه». واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بتدبير انفجاري دمشق. وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني لوكالة فرانس برس أن النظام يقف وراء هذه التفجيرات «ليقول للمراقبين إنهم في خطر(...) وليقول للمجتمع الدولي أن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا». إلى ذلك، تعرضت حمص لقصف مكثف ليلا من قبل الجيش السوري. ووصف النشطاء القصف بأنه الأسوأ منذ أسابيع. ويوجد في حمص 11 مراقبا تابعين للأمم المتحدة في محاولة لتطبيق وقف إطلاق النار. ووقع انفجار صباح أمس الأربعاء لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين في درعا (جنوب سوريا) من بينهم الجنرال روبرت مود، غداة إحاطة المبعوث الدولي كوفي انان مجلس الأمن بما آلت خطته في سوريا. وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه «لإبعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا». وندد الجنرال مود في أول تعليق على الحادث بالانفجار، واصفا إياه بأنه «مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون». ونقل نيراج سينغ المتحدث باسم المراقبين عن مود قوله «من الضروري أن تتوقف أشكال العنف كافة ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا». وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا مع الجنرال مود بعد الانفجار، و»شكر المراقبين لعملهم في ظروف صعبة»، بحسب المتحدث باسم الأممالمتحدة في نيويورك. وقال بان إن حادثا كهذا يمكن أن يهدد مستقبل مهمة الأممالمتحدة في سوريا. وقد تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية. وأصيب ستة من الجنود السوريين في الانفجار الذي استهدف سيارة عسكرية مرافقة لقافلة كانت تقل بعثة المراقبين الدوليين. ويوجد في سوريا بأسرها نحو 70 مراقب ولكن وجودهم لم يؤثر حتى الآن في الحد من العنف. ونددت الصين بالهجوم ضد موكب للمراقبين الدوليين الأربعاء مما أدى إلى إصابة عشرة جنود سوريين بجروح ويمكن أن يؤدي إلى إعادة النظر في بعثة الأممالمتحدة في سوريا، بحسب الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي أن «الصين تندد بالاعتداء». وأضاف «ندعو جميع الأطراف في سوريا إلى وقف أعمال العنف نهائيا والى التعاون مع مراقبي الأممالمتحدة ودعم عملهم وضمان أمنهم لبدء عملية الحوار السياسي بأسرع ما يمكن». وشدد هونغ على أن «الصين سبق وساهمت في مهمة لمراقبي الأممالمتحدة وستواصل دعمها لها والتعاون معها». واستقبل وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي هذا الأسبوع في بكين رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون. ودعا يانغ خلال اللقاء «جميع الأطراف في سوريا إلى احترام التزامهم بوقف إطلاق النار». وكانت الصين اعترضت على غرار روسيا على مشروعي قرار في مجلس الأمن الدولي ينددان بقمع المعارضة في سوريا قبل أن تؤيد الإعلان غير الملزم الذي دعا إلى مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم تعهد خلال زيارة إلى بكين الشهر الماضي بان دمشق ستحترم شروط خطة انان لا سيما لجهة وقف إطلاق النار من قبل قوات الأمن. إلا أن أعمال العنف لم تتوقف في سوريا حيث أوقعت قرابة 12 ألف قتيل منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس 2011 ضد نظام بشار الأسد بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.