ناقش المشاركون في الندوة الافتتاحية للدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والفنون بطنجة٬ يوم الأربعاء الماضي٬ موضوع الثورة الرقمية من وجهات نظر متباينة ومشارب فكرية متعددة. ويسعى المعرض الدولي٬ الذي ينظمه المعهد الفرنسي للشمال بتعاون مع جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي٬ إلى أن يوفر فضاء للنقاش حول الحقبة الرقمية التي يعيشها العالم وتأثيرها على الصناعات الثقافية وأيضا على التربية والبحث العلمي وحماية التراث. وأكد الأستاذ الجامعي والأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي إدريس الكراوي٬ الذي أطر الندوة٬ على أن ازدهار التكنولوجيات الرقمية والأنماط الجديدة للتواصل يجسد ظهور بوادر عالم جديد لمجتمع ما بعد حقبة الصناعة بأنماط حياة وإنتاج وإبداع جديدة. ولاحظ الكراوي أنه في سنة 2008 كان النشاط الرقمي يمثل 3 في المئة من الناتج الخام العالمي٬ لكنه من المتوقع أن ينتقل إلى 25 في المئة خلال العقد المقبل٬ مضيفا أن هذا المعطى يطرح السؤال حول مستقبل الأنماط التقليدية لانتشار الثقافة وخاصة الكتب والمنشورات الورقية ومدى ارتياد المكتبات. وأشار أيضا إلى أنه بالرغم من بعض التأخر الذي سجله المغرب في مجال تعميم التعليم٬ إلا أن الشباب انخرط بقوة في التكنولوجيات الرقمية الجديدة ووسائط الإعلام الاجتماعية بنسب مشابهة لدى نظرائهم بالدول المتقدمة٬ موضحا أن الوقت ما زال مبكرا٬ أمام قلة الدراسات حول الموضوع٬ من أجل تحديد تأثير الوسائط الإعلامية الرقمية على التربية وتوجيه الشباب مقارنة مع المؤسسات التقليدية (الأسرة٬ المدرسة ...). من جهته٬ أوضح مدير المعهد الفرنسي للشمال ومفتش المعرض أليكسندر باجون أن هذا اللقاء يهدف إلى تعميق التفكير حول الحقبة الرقمية ونتائجها على الحياة وتربية الأفراد بالمغرب كما بباقي بلدان العالم٬ مضيفا أن التكنولوجيات الحديثة قلبت موازين الأشكال التقليدية للإبداع ونشر المعارف والفنون. وتميز اليوم الأول من المعرض بتنظيم مائدة مستديرة حول صناعة الثقافة والرهانات التي تواجهها في الحقبة الرقمية٬ ومستقبل الكتاب أمام منافسات الوسائط المعلوماتية٬ ومعرض للفنانين أمينة بن بوشتة ودانييل بورن وبيير غانغلوف٬ وهو المعرض الذي يحاول الإجابة على إشكال الإبداع باستعمال التقنيات الرقمية. كما ستشهد الدورة تنظيم فقرة جديدة تتمثل في «معرض ألف قراءة وقراءة»٬ والذي سيستضيف بشكل متواصل طيلة أربعة أيام المؤلفين وطلبة مولعين بالأدب من أجل مشاطرة متعة القراءة بلغات متعددة مع أطفال ويافعين. كما يقترح المنظمون على زوار المعرض مباراة «متعة القراءة» للمرة الرابعة لفائدة تلاميذ الإعدادي والثانوي بمدن جهة طنجة - تطوان بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.