سيستفيد تسيير الطريق السيار بالمغرب، على محاور الدار الببيضاء- الرباط، والدار البيضاء- الجديدة، والدار البيضاء- أكادير، قريبا، من برنامج تحديث دواليب الاستغلال المعتمد على التكنولوجيا الحديثة وعلى شبكة للاتصال اللاسلكي عبر الألياف الضوئية. وقد تم الشروع داخل هذه المحاور، ومسافتها 600 كيلومتر، في استغلال هذه الشبكة المجهزة بنظام رقمي للاتصال اللاسلكي المحمول (تيترا)، لا يستخدم إلا في المواقف الحرجة، مثل حالات خدمات الإنقاذ والمكالمات المتعلقة بالسلامة. كما تم تجهيز هذه المحاور ببنية تحتية تعتمد الألياف الضوئية وتمكن من الحصول على صبيب عال عبر وسيط موثوق يلائم إرسال البيانات على مسافات طويلة، ويتيح التحكم في تكاليف الاتصالات، دون المرور عبر أي شركة للاتصال. ويعد «تيترا» (نظام الاتصال الأرضي متعدد القنوات)، حسب التوضيحات التي قدمها أطر ومهندسو الشركة في ندوة صحفية نظمتها شركة الطرق السيارة بالمغرب، أمس بالدار البيضاء، نظاما رقميا للاتصال اللاسلكي المحمول، ثنائي الاتجاه، على غرار أجهزة الاتصال اللاسلكي اليدوية. وهو يعمل بشكل مستقل عن الشبكة العالمية للاتصال الجوالة (جي إس إم)، ويقدم لمصالح الاستغلال التابعة للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب «مزية» المكالمات السريعة والمضمونة، ويجنبها الازدحام والتداخل اللذين يعيقان الاتصال. وخلافا للتكنولوجيات الخلوية، التي تربط مشتركا واحدا بمشترك آخر، تم تصميم نظام «تيترا» بطريقة تضمن الاتصال من مشترك واحد إلى آخر، ومن مشترك واحد إلى عدة مشتركين، وبين مجموعة من المشتركين، بحيث تلائم هذه الصيغ بشكل جيد متطلبات السلامة العمومية والمستعملين المهنيين، فيما ستضمن شبكة الألياف البصرية، الربط بين مختلف المحطات، وستكفل تواصل خدمات الاتصال حتى في التضاريس الأشد وعورة. ولا يقف الطموح عند هذا الحد. فالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، حسب توضيحات أطرها، ستقوم بتعميم هذا النظام على طول شبكة الطرق السيارة، التي تميزت بإنهاء أشغال مقطع مراكش - أكادير نهاية شهر يونيو الماضي، في انتظار مقطع فاس - وجدة الذي ستكتمل أشغاله شهر يونيو2011، ايدانا بإتمام برنامج المخطط المديري الأول للطرق السيارة، الذي يشمل إنجاز 1417 كلم بتكلفة إجمالية تصل إلى 38 مليار درهم. كما سيتم الشروع في إنجاز البرنامج التكميلي الذي يهم 384 كلم بتكلفة 15 مليار درهم، وفق مقتضيات العقد البرنامج للفترة الممتدة ما بين 2008 و2015. هذا البرنامج التكميلي للطرق السيارة يتضمن، إلى جانب الطريق السيار برشيد - بني ملال، ثلاثة محاور مهمة، سيجري الشروع في إنجازها، قبل متم سنة 2012، وتخص إنجاز الطريق السيار المداري للرباط على طول41 كلم، بتكلفة مليارين و800 مليون درهم، والطريق السيار الجديدة - آسفي على طول 140 كلم، بتكلفة أربعة ملايير و200 مليون درهم، والطريق السيار الدارالبيضاء - برشيد عبر تيط مليل بطول31 كلم، بتكلفة مليار و35 مليون درهم، بالإضافة إلى أشغال توسعة الطريق السيار الرباط - الدارالبيضاء إلى ثلاثة ممرات في كل اتجاه. ولا ينحصر انشغال الشركة على بلوغ الهدف المسطر في أفق 2015، المتمثل في التوفر على شبكة طرق سيارة يبلغ طولها 1800 كلم تعتمد التكنولوجيا الحديثة في التسيير، بل يمتد أيضا إلى الجانب البيئي والاجتماعي. فالهاجس، حسب أطر الشركة، هو إنشاء طرق سيارة بدون إحداث اختلالات في التوازنات البيئية، عبر مبادرات تشاركية مع المندوبية السامية للمياه والغابات قصد الحفاظ على الغطاء النباتي، والقيام بعمل اجتماعي بشراكة مع الجماعات والجهات التي يمر بها الطريق السيار، يتمثل في تقديم تجهيزات إضافية للمؤسسات المدرسية المتاخمة للطريق السيار تهم أساسا توسيع البنيات المدرسية وترميم المرافق الصحية والربط بشبكات الكهرباء والماء الصالح للشرب والصرف الصحي.