أبرمت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب عقدا قصد تجهيز أول شطر من شبكة الطرق السيارة بنظام رقمي للاتصال اللاسلكي المحمول (تيترا)، المصمم خصيصا للاتصال في المواقف الحرجة، كحالات خدمات الانقاذ والمكالمات المستعجلة والمكالمات المتعلقة بالسلامة. وذكر بلاغ للشركة أن التجمع المكون من مقاولتين مغربيتين هما "موراتيل" و"شبكات" فاز بهذه الصفقة، البالغة قيمتها 22 مليون درهم، بعد عملية طلب العروض التي استرعت اهتمام العديد من المهنيين الوطنيين والدوليين. وتشتمل هذه العملية الأولى، حسب المصدر، على تجهيز أزيد من 600 كلم من الطرق السيارة الممتدة على محاور الدار الببيضاء- الرباطوالدارالبيضاء- الجديدةوالدارالبيضاء- أكادير بهذا النظام. وأوضح المصدر أن "تيترا" (نظام الاتصال الأرضي متعدد القنوات) يعد نظاما رقميا للاتصال اللاسلكي المحمول، وهو ثنائي الاتجاه على غرار أجهزة الاتصال اللاسلكي اليدوية، مضيفا أنه يعمل بشكل مستقل عن الشبكة العالمية للاتصال الجوالة (جي إس إم) ويقدم لمصالح الاستغلال التابعة للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب "مزية" المكالمات السريعة والمضمونة، ويجنبها الازدحام والتداخل التي تعيق الاتصال. وخلافا للتكنولوجيات الخلوية التي تربط مشتركا واحد بمشترك آخر، يضيف البلاغ، فإن نظام "تيترا" تم تصميمه ليضمن الاتصال من مشترك واحد إلى آخر، ومن مشترك واحد إلى عدة مشتركين، وبين مجموعة من المشتركين، بحيث تلائم هذه الصيغ بشكل جيد متطلبات السلامة العمومية والمستعملين المهنيين. وسجل أن شبكة الألياف البصرية التي أقامتها الشركة تضمن الربط بين مختلف المحطات وتكفل تواصل خدمات الاتصال حتى في التضاريس الأشد وعورة، مبرزا أن الشركة الوطنية ستقوم بتعميم هذا النظام على كافة الشبكة التي تشرف على استغلالها. وخلص المصدر ذاته إلى أنه بفضل اللجوء إلى هذه التكنولوجيات، لم تكتف الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بتدارك محدودية الشبكات القياسية من حيث التغطية وصيغ التشغيل وجودة الأداء فحسب، بل انفتحت على عدة تطبيقات بوسعها الاعتماد على الشبكة الجديدة، عبر إرسال نصوص الرسائل وتحديد المواقع الجغرافية واستعمال التطبيقات المهنية من خلال محطات الاتصال اللاسلكي والولوج إلى الأنظمة التطبيقية المركزية.