شهد مسرح فندق قصر الإمارات إقبالا غير مسبوق من قبل جمهور مهرجان أبو ظبي، حيث احتشدت الجموع الكبيرة في ردهات مسرح فندق قصر الإمارات جاءت لمشاهدة عرض «سوترا» لأول مرة في الشرق الأوسط والذي قدمه كل من مصمم الرقص العالمي المغربي الأصل سيدي العربي الشرقاوي يرافقه مصمم المشاهد أنتوني غورملي، وبصحبة الملحن البولندي الشهير سيمون برزوسكا، ومن إنتاج مسرح سادلرز ويلز، و17 من رهبان معبد شاولين الصيني الذي يقع بالقرب من مدينة دنغفنغ في مقاطعة خينان الصينية، الذي تأسس عام 495 ميلادية من قبل رهبان بوذيين ذوي اصول هندية، حيث أبهر رهبان الشاولين الحضور وألهبوا حماسهم بحركاتهم التي أظهرت جماليات الاستعراضات المعاصرة وروحيتها التعبيرية العالية عندما يتم مزجها بالطاقة الإنسانية الكامنة التي تبرزها تقنيات فنون القتال الصينية مثل الكونغ فو والتاي تشي. وقدم الرهبان ال17 حركات راقصة واخرى قتالية منحت المشاهد شعورا بان ما لديهم من طاقات روحانية وتدريبات طويلة تمتد سنوات، جعلتهم قادرين على تحدي قوانين الجاذبية، والتمكن من الانعتاق منها ولو للحظات. وكانت الموسيقى من العناصر التي لعبت دورا مهما في العمل؛ فقد اتجه القائمون على العرض الى استخدام موسيقى حية، من ألحان الملحن البولندي سيمون بروسكا، وقامت بأدائها فرقة موسيقية صغيرة جلست في خلفية المسرح، وليس اسفله كالمعتاد، ولكنها ظهرت كتهويمات شبحية تجلس خلف ستار أسود. ونجحت الموسيقى في التعبير عما يدور على خشبة المسرح، فبدأت هادئة مثل الرقصات، لتعلو بعد ذلك تدريجيا مع ارتفاع حدة الصراع بين الراقصين، كما عبرت عن حالات التوحد التي كان يمر بها بطل العرض، الفنان الشرقاوي، داخل صندوقه، وفي بعض الأحيان كانت تصمت الموسيقى تماماً تاركة المساحة لتعبيرات الجسد وبوحه او صراخه. ويعد عرض سوترا الذي يقدمه رهبان معبد شاولين هو بداية التعاون الحقيقية بين كل من سيدي العربي الشرقاوي، وأنتوني غورملي الحائز على جائزة تيرنر ومسرح سادلرز ويلز، حيث قدموا عرضهم الأول في ماي 2008 في لندن، وقد شاهد عرض سوترا حتى اليوم اكثر من 65 الف مشاهد في 70 عرضاً تم تقديمها حول العالم.