نظم تجار شارِعَيْ الرباط وإدريس بناصر صباح الخميس الماضي وقفة احتجاجية رددوا خلالها شعارات تفيد بأنهم وتجارتهم وعائلتهم مهددون في رزقهم بسبب هجوم الباعة المتجولين على الشوارع والأزقة المحيطة بهم، منددين بصمت السلطات الرسمية والمنتخبة على حيف طالهم لسنوات، مُطالبين بتنفيذ الوعود التي سبق وتلقوها من الجهات الرسمية أثناء وقفاتهم الاحتجاجية التي نفذوها في السابق، احتجاجا على ما آلت إليه أوضاعهم المعيشية وما أصاب تجارتهم من بوار وكساد. جميع الباعة أغلقوا دكاكينهم ومحلاتهم التجارية واتجهوا نحو مقر العمالة، حيث رددوا شعارات تُتَرجم معاناتهم اليومية مع تجار كانوا بالأمس متجولون، لكنهم تحولوا إلى باعة قارِّين، اقتسموا الشارعين بينهم واحتلوا بوابات المتاجر عنوة، وضدا على القانون، خصوصا وأن السلطات رفعت أيديها عن تدبير الملك العام والخاص، وهو ما تسبب في احتكاكات كانت الغلبة فيها للباعة المتجولين الذين شكلوا مجموعات مشتركة للدفاع عن حقهم في احتلال الملك والشارع العام، فيما استكان التجار في محلاتهم. شباب وشيوخ منهم من فتح النور بدكان الأب، وبعد رحيل الوالد أخد مشعل الاستمرارية، فيما شيوخٌ أصبحوا رموزا لشارعين تجاريين يعتبران القلب التجاري النابض للمدينة، بسبب عراقتهم وقدمهم بالشارعين، جميعهم تحلقوا حولنا ذلك الصباح، مطالبين الإعلام بإيصال معاناتهم للمسؤولين هنا وهناك بالرباط، ما دامت سلطات آسفي، قدمت استقالتها منذ مدة، فلم تعد هناك دوريات المقاطعة الحضرية ولا رجال القوات المساعدة، ولا دوريات الأمن الوطني، الجميع اختفى، حتى مركز الأمن الوحيد الذي كان يضفي هيبة على المكان، تم إغلاقه وتركوا التجار في مواجهة معاناتهم مع باعة متجولين. فرضوا الأمر الواقع، وأصبحوا هم سادة الشارعين. التجار بمختلف أعمارهم قالوا أن الدولة لا ترحمهم بضرائبها ورسومها، حتى أنها عمدت مؤخرا إلى سحب مبلغ الضرائب المستحقة على متاجرهم، من حساباتهم البنكية بشكل مباشر ودون الرجوع إليهم، وهو ما جعلهم يسحبون كل مدخراتهم من البنوك حسب تعبير الحاج العرْبي في تصريح لبيان اليوم، فيما هدد آخرون بتصعيد الموقف إذا لم تستجب لهم سلطات الولاية والعمالة.