كانت عصا التّرحال عكازته في الحياة، قبل أن يصير تحقيق الرحلات ومطاردة كتبها اختياره في الأدب. لكنه شاعر قبل هذا وذاك. منذ البداية، كتب قصيدة تشبهه قبل أن يكتشف أنه صاغ في غفلة من النقاد رفقة أنداد آخرين حداثة ثانية للقصيدة العربية المعاصرة. صاحب (الصبي) و(طفولة موت)، (كأس سوداء) و(صعود أبريل)، (حدائق هاملت) و(طريق دمشق) يعود إلى دمشق بالروح والوجدان وعبر القصيدة حرا كما يجدر بشاعر. أليس هو القائل:»الشاعر صوت الحرية ورسولها»؟ إنه الشاعر السوري الموزع بين لندن وأبو ظبي نوري الجراح. لقاء مشارف سيكون فرصة لتسليط المزيد من الضوء على «الحداثة الثانية» التي ساهم فيها ضيف مشارف إلى جانب أمجد ناصر ومنذر المصري وآخرين وفتحت القصيدة العربية المعاصرة على أفق مغاير للذي أسس له الرواد دون بيانات ولا مجلة ولا تجمع أدبي حاضن، وأيضا للاقتراب أكثر من تجربة نوري الجراح الذي لم ينشغل ببلورة صوت شعري خاص به بقدر ما ترك ريح الشعر تفتحه مع كل ديوان جديد على مدار خاص ومقترحات جمالية مختلفة. أيضا ستطرح الحلقة السؤال حول مسؤولية الشاعر كصوت من أصوات الحرية في هذه اللحظة المصيرية التي تواجه فيها آلة القتل في سوريا نداء الحرية. ثم ماذا عن مبادرة تأسيس رابطة جديدة للكتاب السوريين تضم أهم أدباء سورية ومفكريها؟ ماهو الدور المنوط بهذه الرابطة في هذه الظروف بالذات؟ اللقاء سيكون مناسبة أيضا للحديث عن مشروع ارتياد الآفاق للأدب الجغرافي الذي يشرف عليه نوري الجراح والذي تم في إطاره تحقيق ونشر عدد كبير من الرحلات العربية التي كانت مطمورة طيّ النسيان. موعدكم مع هذه الحلقة من مشارف مساء غد الأربعاء 14 مارس على الساعة العاشرة ليلا على شاشة الأولى.