«البنتاغون» وضع «خطط تفصيلية» لعمليات عسكرية في سوريا كشفت مصادر أميركية ل»سي أن أن» عن إنجاز وزارة الدفاع «البنتاغون» وضع «خطط تفصيلية» لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، وأضافت إن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك. وقالت المصادر إن هذا التطور في مجال وضع خطط للتدخل العسكري جاء بعد أسابيع من عمليات تقويم، أجراها محللون في وزارة الدفاع الأميركية ضمن «مجموعة كاملة من الخيارات». وبحسب تلك المصادر، فإن تلك المخططات تشمل مجموعة من الخيارات العسكرية المتنوعة، التي يمكن استخدامها ضد النظام السوري، وجرى تحديد أنواع الأسلحة والمعدات المناسبة لكل خيار، مع عدد القوات الضرورية لتطبيقه. تأتي هذه المخططات في وقت تواصل فيه الإدارة الأميركية تأكيدها على ضرورة السير في الخيارات الدبلوماسية مع سوريا، والضغط على الأسد سياسياً لدفعه إلى مغادرة السلطة. وذكر مسؤولون في البنتاغون ل»سي ان ان» مشترطين عدم ذكر أسمائهم، أن استخدام جنود الجيش الأميركي في عمليات من هذا النوع لن يكون أمراً سهلاً، ولكنهم وضعوا الخطط باعتبار أن الإدارة ترغب في وجود «مجموعة متنوعة من الخيارات» أمامها. وأضاف أحد المسؤولين قائلاً: «استخدام القوات الأميركية لن يكون أمراً سهلاً في ذلك الجزء الحسّاس من العالم (الشرق الأوسط) على المستويات السياسية والعسكرية، ولكن القيادات السياسية والعسكرية تواصل التفكير بجدية في ما يمكن فعله». وتابع المسؤول بالقول: «نحاول دراسة كل الخيارات، ونريد أن نفهم حقيقة الإمكانيات الموجودة أمامنا»، ولفت إلى أنه في حال صدور أوامر للجيش الأميركي بالتحرك ضد سوريا، فسيتوجب على القوات المسلحة إجراء المزيد من عمليات التخطيط، ونقل الوحدات العسكرية. واعتبرت جهات مطلعة في واشنطن أن الولاياتالمتحدة تفكر في الإمكانيات التي يمكن أو يوفرها الجيش الأميركي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية على سبيل المثال، كما إن وزارة الدفاع الأميركية تدرس خيارات لحماية المخزونات السورية من الأسلحة الكيماوية في حال تركها من دون حراسة، الأمر الذي قد يحتاج تدخل عشرات آلاف الجنود. ويعتقد مسؤولون أميركيون أنه في حال سقوط الرئيس السوري فإن بعض أركان نظامه في الأجهزة العسكرية والأمنية سيستمرّون في مناصبهم لفترة من الزمن، كفيلة بضمان استتباب الأوضاع. أما في حال حصول انهيار كامل للنظام، فسيكون على واشنطن والمجتمع الدولي التدخل للحفاظ على الأمن وحماية المدنيين. وسبق ل»سي أن أن» أن أشارت إلى قيام الولاياتالمتحدة بالتقاط صور جوية للأوضاع في سوريا ولتحركات القوات، إلى جانب التجسّس على أنظمة الاتصالات العسكرية السورية، من دون وجود أوامر للتشويش على تلك الاتصالات في الوقت الحالي. في سياق آخر، تضاربت المعلومات الثلاثاء حول خروج الصحافية الفرنسية إديت بوفييه من حمص إلى لبنان، الذي وصل إليه زميلها البريطاني بول كونروي، في وقت تواصلت أعمال العنف في سوريا، حاصدة 31 قتيلاً، وسط تنديد المجتمع الدولي ومحاولته زيادة الضغوط على النظام السوري. وتأكد خبر نقل الصحافي البريطاني بول كونروي، الذي أصيب في الأسبوع الماضي بجروح نتيجة القصف على مدينة حمص (وسط)، إلى لبنان بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية بالقول «باستطاعتنا أن نؤكد الآن أن الصحافي البريطاني الجريح بول كونروي وصل بسلام إلى لبنان، حيث يتلقى حاليًا مساعدة قنصلية من خلال سفارتنا في بيروت». في الوقت نفسه، أفاد مسؤول لبناني رسمي لفرانس برس أن الصحافية الفرنسية إديت بوفييه، التي أصيبت أيضًا في القصف نفسه، وصلت إلى لبنان الثلاثاء. وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخبر، قبل أن يتراجع عنه في وقت لاحق. ثم أعلنت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، التي تعمل فيها بوفييه، أن هذه الأخيرة لا تزال على الأراضي السورية. وقتل في حمص الثلاثاء 16 شخصًا في قصف على حي بابا عمرو، حيث أصيب الصحافيان الغربيان، كما قتل صحافيان كانا معهما عندما طال القصف منزلاً حوّله ناشطون إلى مركز إعلامي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال مع فرانس برس إن الجيش النظامي استقدم إلى حمص تعزيزات من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري. وأضاف «وصلت تعزيزات جديدة إلى حمص، لا سيما محيط بابا عمرو، معظمها من الفرقة الرابعة»، مشيرًا إلى وجود «عبارة وحوش الفرقة الرابعة على المدرعات والدبابات». وقال إن هذه التعزيزات «تزيد من مخاوفنا من حصول اقتحام». كما أشار العبد الله إلى أن القوات النظامية أخلت «حاجزين كبيرين على أطراف الخالدية، هما حاجزا المطاحن والإطفائية». ورأى أن هذا الإخلاء الذي حصل الثلاثاء «يجعلنا نتخوف من تعرّض الخالدية لقصف عشوائي مثل بابا عمرو»، مشيرًا إلى أنه «تم توجيه نداءات عبر المساجد إلى الأهالي للنزول إلى الطبقات الأرضية». في ريف حمص، قتل شخصان في مدينة تلكلخ المحاذية للحدود اللبنانية بنيران القوات السورية النظامية، وفقًا للمرصد، فيما تتعرّض مدينة القصير لنيران القوات السورية التي تحاصر المدينة، بحسب صحافيين من فرانس برس موجودين في المكان. وفي محافظة حماه (وسط) قتل أربعة مواطنين، وأصيب العشرات، بعضهم في حال حرجة، إثر قصف تعرّضت له بلدة حلفايا في ريف حماه، بحسب المرصد. وقال سامر الحموي، أحد سكان المدينة، في اتصال مع وكالة فرانس برس الثلاثاء، إن القوات السورية النظامية «تحاصر مدينة حلفايا وتقصفها عشوائيًا من ثلاث جهات»، موضحًا أن «القصف يتم من مواقع بعيدة». وفي محافظة إدلب (شمال غرب) قتل طفلان برصاص القوات النظامية، التي اشتبكت مع مجموعات من المنشقين في المدينة. كما قتل شاب في قرية التماتعة بنيران القوات السورية، وقتل جندي نظامي إثر اشتباكات مع منشقين في جبل الزاوية، بحسب المرصد. وأسفرت اشتباكات في مدينة خان شيخون بين القوات النظامية ومنشقين عن سقوط قتيلين مدنيين.