رسم خارطة طريق جهوية تحدد أهداف ووسائل تنمية القطاع بسوس لم يخف الحسن حداد وزير السياحة ،خلال لقائه مع مهنيي القطاع والمسؤولين الإقليميين والجهويين بأكادير، تخوفه من عواقب الأزمة التي يعيشها الاقتصاد العالمي، على المردود السياحي بالمغرب. وأشار الوزير، إلى أن استمرار الأزمة لمدة طويلة أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني من حيث الصادرات والاستثمارات الأجنبية بالبلاد. وأبرز حداد، خلال هذا اللقاء، أن المغرب حقق ثورة نوعية ونجاحا كبير على المستوى الديمقراطي والسياسي، واستطاع الانتقال إلى عهد جديد، رغم الإكراهات التي صادفت هذا الانتقال التاريخي، إلا أن التكلفة الاقتصادية والمالية، يضيف الوزير، كانت ثقيلة بسبب الزيادات التي عرفتها الأجور والدعم المرصود لصندوق المقاصة والرفع من الميزان التجاري،علاوة على تنافسية الصادرات وترشيد النفقات، مما تسبب ،حسبه، في العجز التجاري الذي قارب 6 في المائة وفي اختلال ميزان الأداءات. هذه التراجعات، كما أبرز ذلك الوزير، لها تأثير كبير على الاستثمارات بالمغرب التي يمكنها أن تجيب على الانتظارات الاجتماعية الكبيرة للمواطنين، كما أن الناتج الداخلي الخام هو الآخر، تراجع إلى 5 في المائة هذه السنة مقابل 3.3 في المائة السنة المنصرمة. وفي ظل هذه الوضعية الماكرو اقتصادية، شدد الوزير، على ضرورة التعبئة من أجل الرفع من الصادرات والرفع من تنافسية الاقتصاد من أجل خلق فرص شغل جديدة، وترشيد النفقات والتحكم في التضخم والرفع من احتياطي العملة الصعبة، وهي تحديات أساسية، يقول حداد، إنه يجب استحضارها في النقاشات السياسية العمومية. من جانب آخر، أكد الوزير، على الدور المحوري للسياحة، باعتبارها قطاعا هاما في جلب العملة الصعبة، وتوفير فرص الشغل ،هذا بالإضافة إلى مساهمتها في تطوير وضمان توازن الاقتصاد الوطني. لكن ورغم التراجع الذي عرفه هذا القطاع دوليا، يؤكد الوزير، فإن المغرب لم يصل إلى درجة متدنية «المنطقة الحمراء». وتوقع الوزير، ان تكون سنة 2012 سنة صعبة لاستمرار نفس العوامل المسببة للأزمة داعيا إلى التعبئة الشاملة من أجل الاحتفاظ بمكانة القطاع. وبخصوص الشركة المغربية للهندسة السياحية، أشاد حداد، بالدور الذي تلعبه هذه المؤسسة في البحث عن مستثمرين ومرافقتهم في المشاريع الكبرى وفي هندسة المنتوجات السياحية، حيث تشتغل على 460 منتوجا سياحيا بالمغرب كما أنها تعد شريكا لمجموعات وطنية كبرى في مجال تنمية وتهيئة مناطق سياحية جديدة. ومن جهته قدم رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكادير، عبد الرحيم العماني تشخيصا لوضعية السياحة بالمدينة،ووقف على بعض الأرقام التي اعتبرها مزعجة، مرتبطة بالطاقة الاستيعابية (27 ألف سرير بالمدينة، 780 ألف زبون ، 4 ملايين و300 ألف مبيت، و6 مليار درهم من المداخيل) ، ولم يفته التذكير بالتطور الذي عرفه القطاع منذ 2001 إلى اليوم، سواء على مستوى السياح، أو بالنسبة للبنيات التحية( طرق وطريق سيار وفضاءات التنشيط ..) وأشار رئيس المجلس الجهوي للسياحة إلى نقط ضعف محطة أكادير السياحية وحاجيات المدينة لتجاوز الأزمة، وذلك من خلال خطة عمل مستعجلة لسنة 2012، مقترحة من قبل المجلس الجهوي للسياحة والتي تتطلب ميزانية 249 مليون درهم على مدى 3 سنوات والتي ستنتج عنها دخل يقدر في 4 مليار درهم. وانتقد رئيس مجلس المدينة طارق القباج القرارات المتخذة مركزيا بخصوص قطاع السياحة بمدينة اكادير، وتباطئ انجاز محطة تاغازت لكون مشروعها منح لمستثمرين غير أكفاء .داعيا إلى تنمية سياحية مستدامة على أساس تاريخي وثقافي وايكولوجي. واعتبر رئيس مجلس الجهة الدكتور إبراهيم الحافدي، أن المحطة السياحية تغازوت تشكل إجابة على مختلف المشاكل المرتبطة بالأزمة الاقتصادية ، مشيرا إلى 70 مشروعا في مجال السياحة القروية المستدامة وإلى مقاولين شباب يحاولون تنشيط هذا المنتوج الجديد. وأشار الدكتور الحافدي إلى أن الجهة مولت خط جوي يربط ثلاث مدن بالجهة (أكاديرورزازات زاكورة)، ب40مليون درهم، في أفق التنمية السياحية بالمناطق المعزولة جغرافيا، إلا أن المحاولة لم تؤت أكلها لضعف الإقبال على استعمال الطائرة بالجهة يقول الحافدي. ودعا الدكتور الحافدي إلى رسم خارطة طريق جهوية، بعد حوار وتشخيص لمشاكل القطاع، تحدد الأهداف والوسائل وتدمج القطاعات الأخرى وفق سياسة موحدة،لاسيما، وان الجهة لها إمكانيات هائلة. وتحدث عمور عبد الرحمان رئيس الجماعة القروية تهالة بتفراوت، عن السياحة القروية بمدينة تفراوت وآفاقها الواعدة بالمنطقة، خصوصا، سياحة الرياضة الجبلية، وطالب الجهات المسؤولة بالتفكير في إحداث مدرسة للمرشدين السياحيين ومحطة للأرصاد الجوية وتحدث المهنيون خلال هذا اللقاء عن إكراهاتهم كل حسب المجال الذي يشتغل به. وأجمعوا على حل مشاكلهم بغية الخروج من الأزمة التي استشرت في القطاع ، مؤكدين على دعم التوجهات الجديدة الهادفة للنهوض بالقطاع، والقائمة على الحكامة ودعم مشاريع الشباب والاهتمام بأسواق ارو ربا الشرقية والتواصل بين المهنيين ومسؤولي بالقطاع. ودعا وزير السياحة عقب هذه المداخلات، المهنيين إلى التحلي بالواقعية لكون سنة 2012 ستكون صعبة، مما يستوجب تضافر الجهود لتخطي الأزمة بتدبير عقلاني للحاضر ونظرة تفاؤلية للمستقبل. وبخصوص تعويض ذوي الحقوق الذين انتزعت ملكيتهم لفائدة مشروع محطة تغازوت السياحية، أكد وزير السياحة أن شركة الإيداع والتدبير خصصت 110مليون درهم لتعويض ذوي الحقوق. وقد استفاد من هذا الصندوق 3158 صاحب حق بمبلغ 42 مليون درهم. وأشار إلى أن مشروع تاغزوت السياحي سيصبح جاهزا خلال 2014/2015. يشار إلى أن مشروع محطة تغازوت السياحية يندرج في سياق خطة المخطط الأزرق ويمتد على مسافة 615 هكتار. ويتطلب استثمارا يُقارب 6 مليار درهم مما سيساهم في خلق حوالي 8500 منصب شغل مباشر وغير مباشر. وأشرف مكتب WATG على تصميم محطة تغازوت التي تقدر كلفتها إجماليا بحوالي 600 مليار سنتيم. يذكر أن الشركة الأمريكية «كولوني كابيتال» والشركة الكنارية »صاطوكان« اللتين فازتا سنة2006 بالصفقة الخاصة بتهيئة وتنمية المحطة السياحية تاغازوت، لم تفيا بالتزاماتهما بدعوى الأزمة المالية العالمية... ويشارك حاليا في تنفيذ هذا المشروع الهام، أربعة شركاء وهم صندوق الإيداع والتدبير للتنمية والشركة المغربية للهندسة السياحية ومجموعة أليونس للتنمية العقارية ومجموعة شركاء الجنوب.