في إطار تعزيز النشاط السياحي بأكادير وإعطاء دفعة جديدة للبرنامج الوطني للنهوض بالقطاع السياحي «رؤية 2010» القريب من تحقيق أهدافه، تم يوم الاثنين إعطاء انطلاقة إنجاز أول وحدة سياحية في منطقة تغازوت شمال أكادير التي تعد واحدة من أهم المحطات الست, التي يتشكل منها «المخطط الأزرق» الرامي إلى الرفع من الطاقة الايوائية وتنويع المنتوج السياحي المغربي في شقه المرتبط بالسياحة الشاطئية. وسيكلف إنجاز هذه الوحدة وهي عبارة عن مركب سياحي فاخر تابع لسلسة «رافلز» ذات الشهرة العالمية 700 مليون درهم وذلك على مساحة مبنية تصل25 ألفا و54 متر مربع وهي عبارة عن فندق من آخر طراز يضم أكاديمية للغولف من18 حفرة ومدرسة لتعلم الرياضات البحرية وفيلات سياحية ومنشآت متخصصة في توفير الترفيه والرعاية للأطفال الصغار إضافة إلى مرافق للترفيه والنزهة والتسوق وغيرها. وأوضح طوماس ج . باراك الرئيس المؤسس لشركة «كولوني كابيتال» الأمريكية التي ستنجز هذا المركب السياحي خلال ندوة صحفية عقدها في أكادير رفقة وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد ووالي جهة سوس ماسة درعة عامل عمالة أكادير إداوتنان رشيد الفيلالي أن هذه الوحدة السياحية الأولى التي ستنجز في شاطئ تغازوت خلال فترة زمنية تمتد18 شهرا ستكون لها مكانة مرموقة سواء على صعيد الوجهات السياحية المعروفة في حوض البحر الأبيض المتوسط, والقارة الإفريقية, أو على الصعيد العالمي برمته. وأضاف أن المغرب وفر له من الإمكانيات ما يجعله قادرا على تحويل هذا الطموح إلى حقيقة واقعية حيث أكد في هذا السياق أن الدعم الذي يقدمه جلالة الملك والحكومة المغربية للمستثمرين الخواص جعله يتشجع للإقدام على مبادرة تأسيس هذا المركب السياحي كما أعرب عن يقينه بأن الفعاليات المحلية من سلطات ومنتخبين وسكان لديهم من الاستعداد والامكانيات ما سيسمح بتحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس. وقال باراك إنه باستطاعة مؤسسته أن تجد موقعا ممتازا لإقامة مشروع من هذا القبيل في أماكن شتى من العالم إلا أن الدعم لذي لقيه من طرف الحكومة المغربية فضلا عما يتميز به المغاربة من حسن الضيافة وحرارة الاستقبال جعلاه يختار منطقة تغازوت لإنشاء هذا المشروع السياحي الذي قال بأن مفتاح نجاحه سيعتمد في جزء مهم منه على ربط أواصر التواصل الحميمي بين السياح والسكان المحليين الذين سيشكلون صلة وصل بين السائح الأجنبي من جهة والحضارة المغربية الأصيلة من جهة ثانية. وتشكل محطة تاغازوت السياحية حجر الزاوية في الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية المعروفة باسم «رؤية2010 ». إذ تمثل20 في المائة من مشروع تمديد المنتجعات الشاطئية المستهدفة في إطار هذه الاستراتيجية حيث تضم20 ألف سرير إضافي ضمن130 ألف سرير التي يتوقع إحداثها في إطار المحطات الشاطئية الست التي يتكون منها مشروع «المخطط الأزرق». وكانت الشركة الأمريكية «كولوني كابيتال» إلى جانب الشركة الكنارية «صاطوكان» قد فازتا سنة2006 بالصفقة الخاصة بتهيئة وتنمية المحطة السياحية تاغازوت لتصبح واحدة من أفخم المنتجعات في حوض البحر الأبيض المتوسط. ولتنفيذ هذا المشروع لجأت هاتان الشركتان إلى تأسيس شركة «تغازوت غوسوغ,إس,آ,إس» برأسمال12 ر1 مليار درهم لتطوير المشروع ومن أجل تنفيذ الشطر الأول منه, وظفت الشركة أحسن المتخصصين العالميين في مجال الهندسة المعمارية ومهندسي المناظر الطبيعية والمهندسين المصممين وغيرهم. وسيتم خلال الشطر الأول من هذا المشروع إنجاز المركب الساحي الفاخر «رافلز» الذي يحتوي على165 غرفة, و60 فيلا رافلز وملعب للغولف شبه صحراوي من18 حفرة من توقيع ديفيد كيد الذي رشح أفضل مهندس لتصميم ملاعب الغولف في سنة2006 . وعلاوة عن ذلك اهتمت الشركة المستثمرة بحانبين مهمين لإنجاز هذا المشروع يتمثلان في احترام البيئة والتنمية السوسيو-اقتصادية للمنطقة, حيث برمجت إنشاء نظام لمعالجة مياه الصرف الصحي داخل المحطة, مما سيتيح إعادة استخدام المياه المستعملة في المحطة نفسها وفي القرى المحيطة بها التي ستتم إعادة تهيئتها لري ملاعب الغولف والمساحات الخضراء. كما سيخصص مشروع تاغازوت مساحة تزيد عن70 هكتارا لحماية أشجار الأركان التي تعتبر ثروة رمزية في المنطقة.