المحجوبي: الاتحاد الدولي نفى تكفل الجامعة بمصاريف مؤتمر مراكش، والرئيس مستمر في شططه اللوميني: نزهة مؤدب هى من تكلفت بمصاريف المؤتمر ونطالب بإجراء خبرة على التقرير المالي، والحساب الخاص لا علاقة له بالمال العام يواصل معارضو الجامعة الملكية المغربية للملاكمة حملتهم ضد الجامعة، حيث يطالبون بضرورة عقد جمع عام استثنائي في أقرب الآجال، وحسب مصادر جامعية فهؤلاء هم من يقفون وراء تحريك فضيحة أخلاقية داخل المنتخب النسوي. هؤلاء المعارضون عادوا لرفع شعار التحدي في وجه الجامعة، بوضعهم دعوى قضائية جديدة تتعلق بحقيقية المصاريف التي تقول الجامعة أنها صرفتها خلال احتضان مدينة مراكش لفعاليات مؤتمر عقدته اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للملاكمة هواة. القضية الآن أمام أنظار العدالة، وينتظر أن يجيب الحكم الصادر في النهاية على مجموعة من التساؤلات حول طريقة العمل التي تدار بها دواليب جامعة الملاكمة، والأسباب التي كانت وراء انشقاق بعض الأعضاء الجامعيين وتكوينهم لجبهة معارضة، في وقت تجد الجامعة نفسها مطالبة بتقديم توضيحات في هذا الملف، وملفات أخرى تشغل أوساط الفن النبيل. ولتسيط الأضواء أكثر على هذا الموضوع، أجرت «بيان اليوم» اتصالا بالجانبين، محمد المحجوبي (المدعي)، ومحمد اللوميني الكاتب العام للجامعة وممثلها، وكانت الملاحظة أن كل طرف يدلي بوثائق تدعم وتقوي وجهة نظره ضد الطرف الآخر. ونحن نعمل على نشر هذه الوثائق في انتظار أن تقول العدالة كلتمها. وفي هذا الصدد، قال رئيس نادي الدفاع الحسني الجديدي للملاكمة، محمد المحجوبي، في اتصال مع «بيان اليوم»، أن الاتحاد الدولي للملاكمة (Aiba) رد على مراسلة النادي، برسالة يؤكد فيها أن الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، لم تصرف أي شيء خلال مؤتمر الاتحاد الدولي حسب ما ورد في التقرير المالي. وأوضح أن النادي قام بإرسال نسخة من التقرير المالي للموسم الرياضي 2009-2010 إلى الاتحاد الدولي للعبة في الحادي عشر من يونيو الماضي، قبل أن يتوصل بالرد عبر البريد الإلكتروني ثلاثة أيام بعد ذلك من خلال رسالة توضح عدم صحة المعطى الخاص بزيارة الوفد لمراكش. وأكد المحجوبي على أن الوفد الدولي هو من تكفل بدفع كافة مصاريف الإقامة بالمغرب على مدار ثلاثة أيام، وأن الجامعة لم تصرف سنتيما واحدا عكس ما هو وارد في التقرير المالي، مشيرا إلى أن حفل العشاء الذي أقيم على شرف وفد (Aiba)، لم ينظم من طرف الجامعة بل إن جلالة الملك محمد السادس تكفل شخصيا بمأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الوفد. وتابع حديثه أنه تم رفع دعوة قضائية في أكتوبر الماضي ضد الجامعة للطعن في التقرير المالي، وهو ما ترتب عنه إيقاف نادي الدفاع الحسني الجديدي عن المشاركة في البطولات، وبالتالي فإن 80 ملاكما منخرطا بالنادي محرومون من مزاولة اللعبة، وذلك إلى أن تصدر المحكمة حكما نهائيا في القضية. وأشار المحجوبي إلى أنه طلب من رئيس الجامعة في الجمع العادي الأخير بتقديم توضيحات حول الأرقام الواردة في التقرير المالي بوثائق وفواتير تعزز مصداقيتها، غير أن رئيس الجامعة أجابه بالحرف «حتا نكونو نتغداو وسول أمين المال»، ليستمر في الشطط الذي يفرضه على أسرة لملاكمة تحت المثل القائل «حكام ميسا على العونات»، حسب تعبير المحجوبي، مشددا في نفس السياق على أنه من الضرورة الإسراع بعقد جمع استثنائي في أقرب وقت. وحسب الرسالة التي أرسلها الاتحاد الدولي للملاكمة إلى رئيس الجامعة المغربية للملاكمة، والتي توصلت الجريدة بنسخة منها، أبدى المسؤولون بالإتحاد الدولي عدم علمهم بمصاريف وردت في التقرير المالي، مشيرين إلى أن الجامعة تكفلت فقط بمصاريف الأطقم التقنية والمترجمين ل3 أيام وهي مدة المؤتمر، ناهيك عن حفل استقبال لا أكثر، وأضافوا أن باقي المصاريف التي تخص حجوزات الفندق فقد تكلف بها بعض الأصدقاء المغاربة، يتقدمهما على وجه الخصوص العضوان بالإتحاد الدولي للملاكمة نزهة مؤدب والطيب وهبي. من جانبه، قال المدير الإداري بالجامعة الملكية المغربية للملاكمة محمد اللوميني في تصريح ل»بيان اليوم»، إن الدعوة المرفوعة من طرف المعارضين ضد الجامعة سبق لها أن رفضت السنة الماضية من طرف المحكمة، مبديا استغرابه كيف تم إعادتها إلى ساحة القضاء دون ظهور أي مستجدات تذكر. وأوضح اللوميني في معرض رده على الطرف المدعي والمتمثل في رئيس نادي الدفاع الحسني الجديدي، أن المبلغ المشار إليه وموضوع الدعوة، قد صرف من طرف السيدة نزهة مؤدب خلال مؤتمر الاتحاد الدولي بمراكش، والأكثر من ذلك أن جزء من هذا المبلغ أدي عبر شيك خاص بها، تسلمت تعويضا عنه بعد ذلك من طرف أمين الجامعة. وتابع المدير الإداري حديثه قائلا، أنه خلال آخر جمع عام للجامعة، والذي عقد يوم 17 مارس 2011، تم التصويت على التقرير المالي بالإجماع من الأندية ودون استثناء، بما في ذلك ممثل نادي الدفاع الحسني الجديدي. وطالب اللوميني باعتباره الطرف الممثل للجامعة، بإجراء خبرة على التقرير المالي والوقوف على حقيقة الوثائق التي تؤكد ذلك، مضيفا أن هذا الأمر سينصف الجامعة ويؤكد للرأي العام براءة ذمة مسؤوليها، والتي ستجد نفسها مطالبة بجبر الضرر الذي يرافق التشهير بالجهاز ومسؤوليه. وحول ميزانية الجامعة، أشار المدير العام بجامعة الملاكمة إلى أن الميزانية ارتفعت بشكل ملحوظ، إذ انتقلت من 60 مليون سنتيم لتصل حاليا في العهد الحالي إلى قرابة 3 ملايير، منها مليار و100 مليون خاصة بالمنتخبات الوطنية للعبة، وفي جل الفئات. وتطرق اللوميني إلى الحساب الخاص الذي يقال إن رئيس الجامعة وأمين ماله هما من يعرفان خباياه، حيث قال إن الحساب لا علاقة له بالمال العام، بل إن الجامعة خصصته من أجل توفير عائدات الإشهار، إذ اقترح رئيس الجامعة أن لا يتم إدراج عائدات الإشهار ضمن المصاريف اليومية للجامعة، مضيفا أن الرئيس جواد بلحاج يخطط لإنشاء أكاديمية ومجموعة من المدارس الجهوية خاصة باللعبة، مع العلم أن المبالغ الموضوعة في هذا الحساب الخاص تستخلص من عائدات الإشهار الذي تلعب فيها العلاقات والوكالات الخاصة دورا أساسيا. ويضيف اللوميني أن الرئيس هو من يتكلف بصفة شخصية في تغطية النفقات الخاصة بالمنتخبات الوطنية، كلما حدث تأخير في صرف الميزانية التي نتوصل بها من طرف الوزارة، والتي غالبا ما نتوصل بها في حدود شهر يونيو. وبخصوص الفضيحة الأخلاقية التي ظهرت في صفوف أحد المنتخبات التابعة للجامعة، قال اللوميني إن الأمر لم يتم داخل أروقة الجامعة أو خلال معسكر خاص بالمنتخب، وإذا حدث هذا في أماكن خاصة، فان الجامعة ما عليها الا أن تنتظر قرار القضاء، ونتائج البحث الذي يمكن أن يجريه الأمن في هذه النازلة، وآنذاك فإن المكتب الجامعي سيتعامل مع الواقعة حسب القوانين الجاري بها العمل.