تفعيل الشراكة و الروابط التاريخية لتحقيق التنمية المستدامة تحت شعار «التنمية المستدامة»، ينعقد، يومه الجمعة بباريس، اللقاء المغربي - الفرنسي العاشر من مستوى عال، تحت رئاسة الوزير الأول عباس الفاسي ونظيره الفرنسي فرانسوا فيون. يتضمن جدول أعمال اللقاء المغربي - الفرنسي العاشر إجراء العديد من المباحثات واللقاءات الثنائية، خاصة تلك التي ستجرى بمقر وزارة الخارجية الفرنسية بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري ونظيره الفرنسي برنار كوشنير. وستعقد، خلال هذا اللقاء، جلسات عمل قطاعية، تجمع الوزراء المغاربة السبعة، الذين يشكلون الوفد المغربي، بنظرائهم الفرنسيين. وسيتم، خلال جلسة علنية برئاسة الوزيرين الأولين، عرض الاتفاقيات الموقعة، قبل اعتماد تصريح مشترك، يحدد الأهداف والآفاق المستقبلية للعلاقات الفرنسية-المغربية. وبالموازاة مع المباحثات السياسية، سيتم عقد منتدى للأعمال، سيجمع الوفد المغربي، برئاسة عباس الفاسي، والمقاولات الفرنسية، بمقر اتحاد أرباب العمل الفرنسيين. وسيجري الوزير الأول عباس الفاسي، خلال مقامه بباريس، مباحثات مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون، قبل أن يستقبله رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي، بقصر الإليزي. ومن المنتظر أن تتوج أشغال هذا اللقاء بتوقيع نحو إثنى عشر اتفاقية وآلية تمويلية، لتعزيز الشراكة الثنائية، على الخصوص في مجال الطاقة والنقل (مشروع القطار المغربي فائق السرعة) والتكوين المهني. وتحضيرا لهذا اللقاء، نوهت فرنسا، بالعلاقات التي تربطها بالمغرب، والتي تضرب جذورها عميقا في التاريخ المشترك للبلدين، بما يجعلهما شريكين متميزين وبلدين صديقين، محكومين بالتعاون، رغم كل العثرات الظرفية. فقد أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن فرنسا متمسكة بجودة علاقاتها مع المغرب خدمة للسلم والتطور في المنطقة الأورومتوسطية برمتها، واصفا، في ندوة صحفية عقدها بباريس، اللقاء العاشر الفرنسي المغربي من مستوى عال، ب «اليوم الهام»، وبالموعد الذي يعني بشكل مباشر الوزير الأول (فرانسوا فيون) ورئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) . لقاء برنار فاليرو مع الصحافة الذي تم خلال الأيام الأخيرة، سبقه، حسب توضيحاته، «تحضير نشيط وكبير واتصالات مع المسؤولين المغاربة» من أجل إنجاح لقاء يومه الجمعة، الذي يندرج في «إطار علاقات تعاون فرنسية مغربية وثيقة وغنية ترتكز على تقارب عريق، وغني ومتنوع بشكل خاص». ولم يغفل الناطق باسم الخارجية الفرنسية الحديث عن العوامل التي حددت المصير المشترك للبلدين على مستوى القيم والمؤسسات السياسية والعلاقات الدولية والانتساب إلى العالم الحر. وهي إشارة واضحة للمساهمة الفعالة للجنود المغاربة في تحرير فرنسا من النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من انتقال من الحماية إلى الاستقلال، في إطار التعاون والاحترام المتبادل، بعيدا عن تصفية الحسابات، ما أفضي إلى تشكيل إطار متميز لعلاقات ثنائية جعلت من المغرب وفرنسا، على مدى أكثر من نصف قرن، صديقين أكثر منهما شريكين. وعلى هذه الخلفية، يفتح اللقاء المغربي الفرنسي العاشر من مستوى عال آفاقا رحبة لتطوير التعاون في مختلف المجالات بفضل التطابق الكبير في وجهات النظر بين القيادة في البلدين، والإرادة المشتركة في الدفع قدما بالعلاقات الثنائية في أبعادها الاقتصادية والسياسية والإنسانية. فلقاء يومه الجمعة بباريس، بقدر ما يأتي تعزيزا لهذا المسار الطويل من العلاقات الجيدة، بقدرما يشكل انطلاقة جديدة لاستثمار الروابط التاريخية من أجل الدفع بالشراكة الاقتصادية إلى أمام، ومن أجل استغلال القنوات الكثيرة المتوفرة (المجموعة الإفريقية الفرنسية، الفضاء الأرومتوسطي، مجموعة «خمسة زائد خمسة»، منظمة الفركوفونية...)، لتوسيع فرص التعاون، وتنسيق المواقف.. فعلى مستوى العلاقات الدولية، وجد المغرب وفرنسا دائما نفسيهما في الخندق نفسه لجهة نصرة القضايا العادلة، مع احترام سيادة الدول والخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب. ومن هذا المنطلق تميز الموقف الفرنسي باحترام الوحدة الترابية للمغرب، ومساندة حقه في استرجاع أقاليمه الجنوبية، ومساندة المقترح المغربي للحكم الذاتي، كإطار لتسوية سياسية. وهو دعم تجسد من خلال الدعوة التي سبق للرئيس الفرنسي أن وجهها لإجراء «حوار حقيقي بالعمق» للتوصل إلى حل للنزاع المفتعل..حينما قال: «يجب الآن إجراء حوار حقيقي في العمق للتوصل إلى تسوية سياسية. وهو الحل الوحيد الدائم لهذا النزاع المؤلم المستمر منذ زمن طويل»، مؤكدا أن «موقف فرنسا لم يتغير». كما تطابقت في الغالب مواقف المغرب وفرنسا بشأن القضايا الدولية والإقليمية، مثل الوقوف إلى جانب الشرعية الدولية في قضية الشرق الأوسط، من زاوية المطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، ورفض الإرهاب والتطرف، والحرص على حل النزاعات بالطرق السلمية..